كيف يكون الدافع الداخلي مفتاحًا لتحقيق الأهداف؟ دراسة تكشف
أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يجدون متعة في الرحلة التي تؤدي إلى أهدافهم هم أكثر قدرة على الالتزام بهذه الأهداف على المدى الطويل.
وأظهرت الأبحاث أن التركيز على المتعة والإثارة أثناء السعي نحو الهدف، بدلاً من التركيز على النتيجة النهائية أو المكافأة البعيدة، هو عامل رئيسي في تحقيق النجاح.
قامت مجموعة من الباحثين، من بينهم كايتلين وولي من جامعة كورنيل، ولورا إم. جيورج من كلية لندن للاقتصاد، وآيليت فيشباخ من جامعة شيكاغو، بدراسة العوامل التي تساهم في نجاح الأفراد في تحقيق أهدافهم على المدى الطويل.
فحصت الدراسة المنشورة في مجلة Psychological Science، نوعين من الدوافع: الدافع الخارجي (الذي يهدف لتحقيق مكافآت أو أهداف خارجية) والدافع الداخلي (الذي ينشأ من الاستمتاع بالأنشطة نفسها).
أقرأ أيضًا: لماذا انتقد «بيل جيتس » أمريكا ودافع عن الصين خلال حربهما ضد كورونا ؟
الدافع الداخلي أكثر أهمية من الدافع الخارجي
من المعروف أن الأهداف ذات الدوافع الخارجية مثل تحسين الصحة أو ادخار المال غالبًا ما تكون صعبة الالتزام بها، حيث يصعب أحيانًا الحفاظ على الدافع عندما تكون المكافآت بعيدة.
ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يجدون متعة في النشاط نفسه، مثل التمرين أو ممارسة الرياضة، كانوا أكثر التزامًا بهذه الأهداف.
هذا يشير إلى أن الأشخاص الذين يركزون على الاستمتاع بالنشاط بدلاً من انتظار المكافآت البعيدة هم أكثر نجاحًا في متابعة أهدافهم.
دراسة ثانية أُجريت في الصين على 500 شخص سعت للتحقق مما إذا كان الدافع الداخلي يؤثر أيضًا على التزام الأشخاص بالأهداف.
وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين كانوا مدفوعين داخليًا أكثر نجاحًا في الالتزام بأهدافهم، حتى إذا كانت أهدافهم مهنية أو تعليمية.
وهذا يوضح أن التأثير الإيجابي للدافع الداخلي ليس محصورًا في ثقافات معينة، بل هو أمر عام يمكن تطبيقه في مختلف السياقات الثقافية.
في دراسة ثالثة، تم قياس عدد الخطوات التي قطعها المشاركون في تجربة تعتمد على تطبيق لعد الخطوات.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين استمتعوا بالمشي كانوا يمشون حوالي 1,250 خطوة إضافية يوميًا مقارنة بأولئك الذين لم يجدوا النشاط ممتعًا.
وهذا يبرز أن الاستمتاع بالنشاط الفعلي يمكن أن يحفز الأشخاص بشكل أكبر من مجرد التفكير في المكافآت المستقبلية.
أقرأ أيضًا: 4 أنواع مختلفة من الشخصيات.. كيف تجد كلٌ منها دافع تحقيق النجاح؟
وفي دراسة رابعة، اختبر الباحثون ما إذا كان تحفيز الأشخاص على الاستمتاع بتطبيق صحي يمكن أن يؤدي إلى زيادة التفاعل مع التطبيق.
وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: مجموعة تم تحفيزها من خلال إطار داخلي، مثل المتعة والمفاجأة، بينما تم تحفيز المجموعة الأخرى من خلال المعلومات المفيدة.
المجموعة التي تم تحفيزها داخليًا استخدمت التطبيق أكثر بنسبة 25%، مما يبرز أن تغيير طريقة تقديم الهدف يمكن أن يعزز الالتزام.
على الرغم من أن الناس عادة ما يحددون أهدافًا ذات دوافع خارجية، أظهرت هذه الدراسات أن الدافع الداخلي هو المحرك الأقوى للحفاظ على الالتزام بالأهداف على المدى الطويل.
بينما يجب الاستمرار في تحديد الأهداف التي تحمل فائدة خارجية، فإن جعل هذه الأهداف أكثر متعة يمكن أن يساعد في تحقيق النجاح والحفاظ على الالتزام.
