فطر "عرف الأسد" يكتسح تيك توك.. هل تستحق الضجة الصحية حوله؟
في ظل موجة جديدة من الاتجاهات الصحية، أصبح فطر "عرف الأسد" (Lion’s Mane) نجمًا على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تيك توك، حيث تجاوز عدد المنشورات المتعلقة به أكثر من 44 مليونًا.
يُروج لهذا الفطر لقدراته في تحسين الذاكرة، زيادة التركيز، وتحقيق صفاء ذهني، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة بين المستخدمين الذين يسعون لتحسين أدائهم العقلي.
ويتم طرح هذا الفطر في أشكال متنوعة، بما في ذلك المكملات الغذائية والحلويات، حيث تحتوي بعض الجرعات على 2000 ملغ من المستخلص النقي.
هذه المنتجات تحظى بانتشار واسع في الأسواق كجزء من الاتجاه الجديد نحو استخدام المكملات الطبيعية لتحسين الأداء العقلي والجسدي.
دراسة تكشف: الفطر السحري يؤخّر الشيخوخة
كيف يعمل فطر "عرف الأسد" على تعزيز وظائف الدماغ؟
علميًا، يُصنف فطر "عرف الأسد" ضمن الفطريات الطبية التي تحتوي على مركبات بيولوجية نشطة، أبرزها الهرسيسينونات والإريناسينات.
وتُعتقد هذه المواد الكيميائية أنها تحفز نمو الخلايا العصبية، وتدعم إنتاج بروتين "عامل نمو الأعصاب" (NGF)، الذي يُعتبر مهمًا في الحفاظ على صحة الدماغ والجهاز العصبي الطرفي.
وقد أظهرت الدراسات الأولية التي أجريت على الحيوانات والبشر تحسنًا في الأداء المعرفي، وتقليلًا في أعراض الضعف الإدراكي، إلى جانب مؤشرات على تقليل الالتهاب وتحسين المزاج.
وعلى الرغم من هذه النتائج المبشرة، فإن الأبحاث حول فعالية فطر "عرف الأسد" لا تزال محدودة، والدراسات السريرية التي تؤكد فوائده للبشر لم تُنجز بعد بشكل كافٍ.
دراسة: فطر الإينوكي يعزز الصحة الجنسية للرجال
هل فطر "عرف الأسد" هو الحل السحري لتحسين الذاكرة والتركيز؟
على الرغم من الشعبية المتزايدة لفطر "عرف الأسد"، يحذر الخبراء من الانجرار وراء الدعاية الإعلامية التي تروج له دون التحقق العلمي الكافي.
ويؤكد الأطباء أن استجابة الأفراد للفطر قد تختلف من شخص لآخر، وأن أي تأثيرات إيجابية لا تُعفي من ضرورة تبني أسلوب حياة صحي يتضمن غذاء متوازنًا، نومًا كافيًا، ونشاطًا بدنيًا منتظمًا.
كما أن الجرعات المثلى ومدة الاستخدام الآمنة لا تزال بحاجة إلى مزيد من الأبحاث. من الجدير بالذكر أن هذا الفطر يمثل جزءًا من ظاهرة أوسع في الثقافة الصحية المعاصرة، حيث يسعى جيل جديد من المهتمين بـ"Biohacking" لتحسين أدائهم العقلي والجسدي عبر المكملات الطبيعية والتقنيات الحديثة.
ومع ذلك، تبقى هذه الاتجاهات بحاجة إلى موازنة بين الطموحات العلمية والتحقق الطبي الصارم.
