رحيل محمد المنيع.. من حقول النفط إلى أيقونة الفن الخليجي
فارق الحياة الفنان الكويتي القدير محمد المنيع، الملقب بـ"عمدة الفنانين الخليجيين"، عن عمر ناهز 95 عامًا، بعد صراع مع أزمة صحية أدت إلى تدهور وظائف الكلى والكبد، وقد نعاه وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبدالرحمن المطيري، مؤكدًا أنه كان أحد رواد الفن الكويتي والخليجي، وأنه أثرى الساحة الفنية لعقود طويلة، وترك بصمة واضحة في الدراما والمسرح، وظل مثالًا للفنان المخلص لجمهوره ورسالة فنه.
من المقرر أن يُوارى جثمان الراحل الثرى مساء اليوم السبت بعد صلاة العشاء في مقبرة الصليبيخات، على أن يُقام عزاء الرجال في منطقة الشامية يومي الأحد والاثنين بعد صلاة العصر. ويأتي رحيله ليطوي صفحة مشرقة من تاريخ الفن الخليجي، امتدت لسنوات طويلة شهدت خلالها الساحة الفنية أعمالًا بارزة ومساهمات تركت أثرًا عميقًا في الذاكرة الجماعية.
أعمال محمد المنيع بين المسرح والدراما
بدأ محمد المنيع حياته بعيدًا عن خشبات المسرح، حيث عمل في مهن شاقة في قطاع النفط، ابتداءً من لحام الأكسجين وإصلاح الخزانات، مرورًا بالإشراف على العمال في منطقتي الأحمدي والشويخ.
لكن شغفه بالفن قاده إلى الانضمام عام 1961 إلى المسرح الشعبي، ثم أسهم عام 1964 في تأسيس فرقة المسرح الكويتي، وهي إحدى الفرق الرائدة التي ساهمت في وضع أسس الحركة المسرحية الحديثة في البلاد.
اقرأ أيضًا: من السعودية إلى إدنبرة.. ما المسرحية التي أثارت اهتمام أعرق مهرجانات العالم؟
وشغل في هذه الفرقة عضوية اللجنة الإدارية والمالية، كما كان عضوًا في مجلس إدارتها بين عامي 1965 و1969، وتولى منصب نائب رئيس مجلس الإدارة في موسم 1966-1967 والموسم التالي، مشاركًا في صياغة خطط العمل الفني والإنتاجي.
على خشبات المسرح، قدّم أعمالًا تركت بصمة، منها "حظها يكسر الصخر"، و"علي جناح التبريزي"، و"فرسان"، وفي الدراما التلفزيونية، شارك في عشرات المسلسلات التي أحبها الجمهور، مثل "غصون في الوحل"، و"الداية"، و"زمان الإسكافي"، وكان آخر ظهور له في مسلسل "عبرة شارع" عام 2018. أما في السينما، فقد شارك في أفلام كويتية بارزة منها "بس يا بحر" و"أوراق الخريف"، التي ما زالت تحظى بمكانة خاصة لدى عشاق الفن الكويتي.
اقرأ أيضًا: "ما راح أقدر أكمل".. رابح صقر يُغادر المسرح فاجأة فماذا حدث؟ (فيديو)
رحيل محمد المنيع يمثل خسارة كبيرة للفن الكويتي والخليجي، فهو لم يكن مجرد ممثل، بل كان ركنًا أساسيًا في تأسيس الحركة المسرحية والتلفزيونية، وملهمًا لأجيال من الفنانين الشباب الذين وجدوا فيه قدوة في الالتزام الفني والمهني. وسيظل إرثه حاضرًا في وجدان الجمهور وفي تاريخ الفن الخليجي لعقود قادمة.
