أحفورة نملة عمرها 16 مليون عام تكشف سرًا قديمًا عن البقاء
في اكتشاف مذهل، تم العثور على أحفورة نملة نادرة محفوظة في كهرمان من جمهورية الدومينيكان، ويعود عمرها إلى 16 مليون عام.
هذه النملة، التي تم التعرف عليها على أنها نوع جديد من نمل التراب يدعى "Basiceros enana"، تقدم أول دليل مباشر على وجود سلالة "باسيسيروس" في منطقة البحر الكاريبي خلال عصر الميوسين.
ويعد هذا الاكتشاف بمثابة إعادة تشكيل للفهم العلمي حول انتشار النمل وتطوره في تلك الحقبة الزمنية، فيما يصف العلماء هذه الأحفورة بأنها "كنز تطوري"، حيث توفر نافذة نادرة على نظام بيئي قديم كان يزخر بأنواع من النمل المفترس المتقن التمويه.
كيف يساعد التصوير المقطعي المحوسب في دراسة أحافير النمل؟
لتمكين دراسة الأحفورة، استخدم الفريق العلمي تقنيات التصوير المقطعي المحوسب المتقدمة، التي أتاحت لهم رؤية التفاصيل الدقيقة للنملة التي لا تُرى بالعين المجردة.
وكشفت هذه التقنية عن شعيرات متخصصة على جسد النملة، مثل الشعيرات الطويلة التي تستخدمها الفرشاة، وهي تساعد النمل على جمع جزيئات التربة من أجل التمويه.
هذه الطريقة في التخفي تعد واحدة من استراتيجيات البقاء، التي يبدو أن النمل قد أتقنها منذ 16 مليون عامًا، مما يعكس براعة النمل في البقاء على قيد الحياة في بيئات مختلفة.
ما أسباب انقراض نمل باسيسيروس إينانا في البحر الكاريبي؟
على الرغم من سمات البقاء المميزة هذه، اختفى النمل من نوع "باسيسيروس إينانا" في نهاية المطاف من منطقة البحر الكاريبي.
ويعتقد الباحثون أن هذا الاختفاء كان نتيجة لتغيرات بيئية كبيرة حدثت خلال العصر الميوسيني، مما أثر على موائل النمل، وخلق منافسة شرسة مع أنواع أخرى من النمل.
ويُرجح أن هذه التغيرات البيئية، التي كانت تشمل انخفاض تنوع الحيوانات المفترسة في المنطقة، ساهمت في انقراض النمل المحلي من تلك المنطقة.
الباحث فيل باردن، المؤلف الرئيسي للدراسة علق قائلًا: "لو نظرنا فقط إلى الأنواع الحية اليوم، لما كنا لنتخيل أبدًا أن أسلافها عاشت في الكاريبي. هذه الأحفورة تعيد تشكيل فهمنا لتاريخ تطور الحياة".
وأضاف جيانبيرو فيورنتينو، أحد مؤلفي الدراسة، أن هذه الأحفورة تمثل "حلقة مفقودة" في لغز أكبر حول أسباب اختفاء الأنواع، ويمكن أن تساعد في التنبؤ بالأنواع المهددة بالانقراض في الوقت الحالي.
هذا الاكتشاف لا يحكي فقط قصة انقراض نوع قديم، بل يفتح أيضًا أبوابًا لفهم أعمق حول تطور الأنواع وكيفية مواجهتها للتغيرات البيئية، ويُظهر كيف أن أسرار الماضي لا تزال مدفونة في عمق الزمن، تنتظر من يُنقّب للكشف عنها.
