الصين تُحفّز الإنجاب بمكافأة مالية سنوية لكل طفل جديد
أعلنت الحكومة الصينية عن برنامج دعم مالي جديد يُقدّم للأهالي مبلغًا قدره 500 دولار سنويًا لكل طفل جديد، وذلك حتى بلوغ الطفل عمر ثلاث سنوات. المبادرة التي ستدخل حيز التنفيذ هذا العام، تأتي بعد ثلاث سنوات متتالية من انخفاض عدد السكان في البلاد.
وبحسب التفاصيل الصادرة عن الحكومة المركزية، سيُمنح هذا الدعم لجميع الأطفال المولودين عام 2025 وما بعده، مع إمكانية تقديم دعم جزئي للأطفال الذين وُلدوا قبل هذا التاريخ ولم يبلغوا الثالثة بعد.
اقرأ أيضًا: الصين تدشّن أضخم سد بالعالم وتُشعل سباق الطاقة المتجددة
كيف تحفز الصين على الإنجاب
تمثل هذه الخطوة تحوّلًا جذريًا في السياسة السكانية للصين، التي كانت تطبّق سياسة الطفل الواحد منذ عام 1980 وحتى عام 2015، قبل أن تسمح بإنجاب طفلين في 2016، ثم ثلاثة أطفال منذ 2021. إلا أن الواقع الديموغرافي أظهر تحديات أكبر، إذ ارتفع متوسط عمر السكان من 32 عامًا قبل عقدين إلى أكثر من 40 عامًا حاليًا، بينما تقلصت شريحة السكان القادرين على العمل، ما يُهدد مستقبل الصناعة والاقتصاد.
ورغم أهمية الدعم المالي، يرى بعض الخبراء أنه قد لا يكون كافيًا لتغيير قرارات الأسر بشأن الإنجاب. وصرّحت البروفيسورة إيما زانغ من جامعة ييل لشبكة NBC أن "التحفيز الحقيقي يجب أن يشمل بنية تحتية اجتماعية داعمة"، مثل دور حضانة بأسعار معقولة، وإجازات أمومة مدفوعة الأجر، وضمانات وظيفية للنساء.
وعلى مستوى المقاطعات، بدأت بعض المناطق بتقديم حوافز أكثر سخاءً. ففي مدينة هوهوت بمنطقة منغوليا الداخلية، على سبيل المثال، ارتفع الدعم المخصص للعائلات التي تنجب ثلاثة أطفال أو أكثر إلى 100 ألف يوان صيني (ما يقارب 14,000 دولار أمريكي)، مقارنة بـ5 آلاف يوان فقط (ما يعادل تقريبًا 690 دولار أمريكي )في عام 2023، وتُصرف هذه المبالغ بمعدل 10 آلاف يوان سنويًا (ما يقارب1,380 دولار أمريكي) حتى يبلغ الطفل العاشرة من عمره.
وتأمل الصين من خلال هذه المبادرات أن تُشجع الأسر الشابة على الإنجاب، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، وتقلص الأمن الوظيفي، وتزايد الضغوط الاقتصادية، وهي عوامل تسببت مجتمعة في عزوف الكثيرين عن تكوين عائلات.
ورغم أن نتائج هذه السياسات لن تظهر فورًا، إلا أن الحكومة تراهن على أن الاستثمار في الأجيال القادمة سيحمي التوازن السكاني والاقتصادي على المدى البعيد، ويمنح الدولة مرونة أكبر في مواجهة التحديات العالمية، لا سيما في ظل توتر العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.
