برؤية استثنائيّة.. وسام بريدي يُعيد صياغة مشهد العقارات في دبي
لم تكن رحلة وسام بريدي نحو رئاسة شركة "إتش آر إي" للتطوير العقاري تقليديّة بأي حال من الأحوال. فمن نجم لامع في عالم الإعلام العربي، اعتاد أن يكون تحت أضواء الكاميرات وعلى منصّات البرامج الجماهيريّة، إلى رئيس تنفيذي يقود اليوم دفة واحدة من أكثر شركات التطوير العقاري تأثيرًا في دبي والمنطقة، كانت خطواته استثنائيّة ومبنيّة على رؤية فذّة تتجاوز كل ما هو مألوف في عالم العقارات.
لقد شقّ طريقه في مجال لا يرحم، بخطوات جريئة ومدروسة وطموحة في آن، مؤمنًا بأن النجاح الحقيقي لا يكمن في المناصب، بل في الرسالة التي يحملها القائد، وفي الأثر الذي يتركه وراءه.
ومن الإعلام إلى العقارات، انتقل بريدي محمّلاً بفلسفة ترى في التطوير العمراني وسيلة لخدمة الإنسان، لا مجرّد صفقة تجاريّة أو مشروع استثماري.
تنقّل وسام بين عدسات الكاميرات وأروقة مجالس الإدارة، وها هو اليوم على رأس واحدة من أكثر شركات التطوير العقاري تأثيرًا في دبي. لكن لنفهم ما يميّز بريدي حقًّا، لا بدّ من النظر لأبعد من المسمّيات الوظيفيّة والمناصب، فمشروعه الحقيقي لا يقتصر على بناء العقارات فحسب، بل على بناء فلسفة عالم العقارات نفسها. فبريدي لا يشيّد أبنية فقط، بل يبني فكرًا يحمل هدفًا.
أكثر من مجرّد تشييد.. بل تجسيد لفكر متكامل
ما تقوم به شركة "إتش آر إي" ليس مجرّد تشييد للمباني، بل هو تجسيد لفكر متكامل. فقد أنجزت الشركة أكثر من 200 مشروع، وأسهمت في توفير منازل لأكثر من 12,000 عائلة، لتُرسّخ مكانتها كاسم موثوق في سوق العقارات الفاخرة في دبي.
من خلال مشروع "سيليست" الحصري في واجهة الجداف البحريّة، إلى "سكاي هيلز أسترا" المذهل في مجمّع دبي للعلوم، والذي حقّق مؤخرًا إنجازًا جديدًا في مراحل التنفيذ، تواصل شركة "إتش آر إي" إعادة تعريف مفاهيم السكن الحضري من خلال تصاميم مبتكرة، ورؤية راسخة ترتكز على الجودة والتميّز.
من الإعلام إلى العقار.. ومن الرسالة إلى الرؤية
صرّح بريدي -الذي تكمن خلف شخصيّته خلفيّة أكاديميّة متنوّعة تشمل العلوم السياسيّة، وإدارة الأعمال، وفنون الاتصال- قائلاً: "كل تخصّص درسته أضاف بعدًا مختلفًا لشخصيتي. فالعقار، في جوهره، لا يدور فقط حول المساحات، بل حول الغاية".
في قطاع غالبًا ما يُقاس فيه النجاح بالأمتار المربّعة وعلو الأبراج، يقدّم بريدي منظورًا إنسانيًّا نادرًا: "فكل مشروع هو قصّة تُروى، وكل مساحة يجب أن تحمل معنى، لا مجرّد مزايا عمليّة".
وقد ساعد انتقال وسام من عالم التلفزيون إلى عالم التطوير على صقل حدسه القصصي، فصار يقرأ الاحتياجات، ويتفاعل مع الناس، ويبني من أجلهم.
اقرأ أيضاً: بعد أربع سنوات فقط من شرائه.. دي كابريو يسعى لمضاعفة استثماره العقاري في ماليبو
كل مشروع يحمل بصمة
برؤية رئيس مجلس إدارة “إتش آر إي”، محمد أديب حجازي، وقيادة وسام بريدي، الذي يؤمن بأن التطوير العقاري يجب أن يكون رسالة لا مجرّد تجارة، تحوّلت الشركة من مؤسسة إنشائيّة تقليديّة إلى مطوّر عقاري يرتكز على القيم ويستثمر في التأثير الاجتماعي بعيد المدى.
ويضيف بريدي: “التقيت خلال مسيرتي بعدد كبير من رؤساء مجالس الإدارة، وكنت دائمًا أدافع عن النهج المرتكز على الغاية، لكن القليل فقط من تبنّى هذا الفكر فورًا كما فعل السيّد محمد أديب. خبرته العميقة في مجال الإنشاءات ورؤيته الواضحة دفعاني للانضمام إليه، ولأن أضع كل خبرتي الإعلاميّة والإداريّة في بناء مشروع نشعر جميعًا بالفخر تجاهه".
ومن هذه الفلسفة، نشأت مبادرات مثل التعاون مع "دبي العطاء"، حيث يُسهم كل مالك في مشاريع "إتش آر إي" بشكل مباشر في دعم تعليم الأطفال في الدول النامية. خطوة غير مسبوقة في قطاع العقار الفاخر، لكنها تعبّر عن جوهر الرؤية التي يقودها بريدي.
قيادة تُبنى على القيم.. وإرث يُبنى ليبقى
يقول بريدي: "كوني أباً يذكّرني ذلك كل يوم بأنني مسؤول عن بناء شيء يحمل معنى. لقد صقلتني الأبوة لأكون أكثر صبرًا، وأكثر تعاطفًا، وأكثر التزامًا ببناء مستقبل يتجاوز حدود أسرتي.. إنه من أجل الجيل المقبل".
فبالنسبة لبريدي، الإرث ليس مجرّد شعور حالم أو لحظة عاطفيّة، بل هو إطار تفكير يُترجم إلى أفعال. وهو يؤمن بأن المنزل يجب أن يُوفّر أكثر من مجرّد رفاهيّة..بل يجب أن يكون بيئة تنبض بالصحة، والانتماء، والاستمراريّة بين الأجيال.
هذه الرؤية لم تعد مجرّد طموح، بل أصبحت جزءاً أصيلاً في مشاريع "إتش آر إي" ، حيث تندمج الفخامة بالمسؤوليّة الاجتماعيّة، ليولد مفهومًا جديدًا للسكن.. سكن يترك أثرًا في الإنسان والمكان على السواء.
وبعيدًا من الأرقام والمعادلات الاستثماريّة، يرى بريدي أن استدامة الأعمال لا تتحقّق بالربح فقط، بل بالغاية. ويضيف بريدي: "أي شركة تعمل بدون غرض أسمى ستجد نفسها عاجلاً أو آجلاً خارج دائرة التأثير".
وفي زمن تتبدّل فيه الأولويات تحت وطأة تغيّر المناخ وتفاوت الفرص الاقتصاديّة، وتحولات الأجيال، فإن من ينجو ليس بالضرورة من يبني أكثر.. بل من يبني بإيمان ووعي وهدف سامٍ.
التوازن بين الطموح والرفاه الذاتي
قيادة شركة تطوير عقاري طموحة في سوق تنافسي مثل دبي لا تخلو من الضغط، لكن بريدي حريص على عدم الانجرار نحو الإنهاك: "أحاول تنظيم وقتي بوعي.. سواء مع العائلة، أو في عمق المشروع، أو خلال لحظات الاستجمام. صفاء الذهن عنصر أساسي في مثل هذه البيئات، ولذلك أحرص على جودة النوم، والرياضة، والسفر، والصباحات الهادئة".
قيادة وسام ترتكز على الحضور الحقيقي، لا مجرّد التوجيه من بعيد. ففي زمن تسوده ثقافة الانشغال الدائم، يقدّم بريدي نموذجًا مختلفًا: "قيادة توازِن بين الطموح والسكينة، وتمنح التوازن نفس قيمة الإنجاز".
حين تكون الرسالة هي البوصلة
رؤية بريدي في النهاية ليست فقط حول إعادة تعريف العقار، بل حول إعادة صياغة مفهوم القيادة. فهو يؤمن بأن الشركات التي تفتقر للغرض الأسمى ستفقد بوصلة البقاء.
ويختتم قائلاً: "إن أي مشروع ليس مجرّد مساحة ماديّة فحسب، بل فكرة تُجسّد واقعًا. وأنا فخور بقيادة هذا التحوّل من خلال "إتش آر إي".. والفضل لفريق العمل كله".
وفي خضم سباق العوائد والعقود، يرفع بريدي راية مختلفة: "البناء من أجل الإنسان والمجتمع. ومن أجل مستقبل يحمل أملاً حقيقيًّا".
