اليابان تطلق مشروعًا طموحًا لتطوير روبوتات عملاقة لمواجهة الكوارث
في خطوة تعكس طموحًا متجددًا نحو استعادة موقعها الريادي في مجال الروبوتات البشرية، كشفت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء عن مشروع ضخم تقوده جامعة واسيدا، بالتعاون مع ثلاث شركات بارزة هي: موراتا، وتمسوك، وسِري هولدينغز. ويهدف المشروع إلى تطوير روبوتات بشرية عملاقة، يُنتظر أن تُحدث نقلة نوعية في مجال الإغاثة والإنقاذ خلال الكوارث الطبيعية التي تتعرض لها اليابان بانتظام.
اقرأ أيضًا: من مسافة 1,800 كلم.. روبوت صيني يطبخ كما لو كان بشرًا (فيديو)
ووفقًا لما أوردته الوكالة، فإن المشروع يركّز على ابتكار روبوتات بطول يصل إلى 3 أمتار، ووزن يبلغ نحو 300 كيلوغرام. وستكون هذه الآلات القادرة على الحركة بسرعة تصل إلى 5 كيلومترات في الساعة، قادرة أيضًا على رفع أوزان تتجاوز 100 كيلوغرام، ما يجعلها مؤهلة لأداء مهام معقّدة في بيئات مدمّرة يصعب الوصول إليها بشريًا، مثل مواقع انهيارات المباني والزلازل والانفجارات.
متي ستنتج روبوتات الإنقاذ ؟
وبحسب التفاصيل التي أوردتها "كيودو"، من المقرر الانتهاء من تطوير النموذج الأولي للروبوتات العملاقة بحلول عام 2026، على أن يبدأ الإنتاج المتسلسل لها بعد ثلاث سنوات، وتحديدًا في عام 2029. ويُعد هذا الجدول الزمني مؤشرًا على جدية المشروع وواقعيته، لا سيما في ظل التحديات التقنية والتصنيعية المرتبطة بتطوير روبوتات بهذا الحجم والقدرات.
وصرّح القائمون على المشروع أن هذه الخطوة تُعد تطورًا محوريًا لإعادة اليابان إلى مركزها المتقدم في مجال الروبوتات البشرية، وذلك بعد التراجع النسبي الذي شهدته البلاد خلال السنوات الماضية في مواجهة التقدّم الصيني والكوري الجنوبي في هذا القطاع. ويُذكر أن اليابان كانت من أوائل الدول التي أنتجت روبوتًا بشريًا متقدمًا، هو الروبوت الشهير "أسيمو" (ASIMO).
يأتي هذا المشروع في سياق الحاجة الملحّة إلى تعزيز أدوات الإنقاذ الذكية، خصوصًا في بلد مثل اليابان، المعروف بتعرّضه المتكرر للزلازل والبراكين والعواصف. وفي هذا الإطار، أشار التقرير إلى أن استخدام روبوتات بشرية قادرة على التحرك في بيئات مدمّرة سيساهم في إنقاذ الأرواح عبر تسريع عمليات رفع الأنقاض، وتقليل المخاطر التي يواجهها عمال الإنقاذ البشريين.
