18 عامًا من الانتصارات.. أوسيك يواصل كتابة تاريخه فوق الحلبات البريطانية
يستعد الملاكم الأوكراني أولكسندر أوسيك لخوض مواجهة جديدة ضد البريطاني دانيال دوبوا، وذلك مساء السبت المقبل على حلبة ملعب ويمبلي في لندن، ضمن نزال مرتقب يُعد أول ظهور له داخل الملعب الوطني الشهير.
النزال، الذي يُبث عبر خدمة DAZN PPV، يمثل حلقة جديدة في علاقة طويلة ومميزة ربطت أوسيك بالأراضي البريطانية، والتي تعود بدايتها إلى ما قبل 18 عامًا.
اقرأ أيضًا: تركي آل الشيخ يعلن بدء بيع تذاكر نزال كانيلو وكروفورد على لقب بطولة العالم الموحدة
ما الذي تغيّر في حياة أوسيك منذ عام 2008؟
كانت أول زيارة لأوسيك إلى بريطانيا في عام 2008، حين شارك في بطولة أوروبا للملاكمة للهواة بمدينة ليفربول، حيث حقق الميدالية الذهبية بعد سلسلة من خمسة انتصارات متتالية. ورغم أن تلك البطولة لم تشهد مواجهات مباشرة مع ملاكمين بريطانيين، إلا أن حادثة طريفة خارج الحلبة ظلت عالقة في ذاكرته، تحدث عنها مازحًا في حواره مع مجلة ذا رينغ.
قال أوسيك: "أتذكّر تلك الرحلة جيدًا، والسبب الأبرز هو أنني أقمت في فندق ضخم فعلاً. عندما فزت بالبطولة، كنا نعود إلى الفندق، وكان المطر يتساقط بغزارة. لاحظت وجود فتاة صغيرة جالسة على الأرض تحت المطر. كانت على الأرجح ثملة —ربما كان يوم سبت — وكانت جالسة قرب الفندق مع خمس من صديقاتها. فقلت لها: ’ماذا تفعلين؟ انهضي، هذا خطر، تمطر بشدة!‘"
لكن الفتاة فاجأته برد غير متوقّع، كما يروي ضاحكًا: "فإذا بها، وهي لا تزال جالسة، تقول لي: ’اذهب من هنا!‘ لم أعرف كيف أرد، فقلت فقط ’حسنًا‘ ومضيت في طريقي".
ويعلّق على الموقف بابتسامة قائلاً إنها كانت المرة الأولى والوحيدة التي انسحب فيها من مواجهة في بريطانيا – وإن كانت خارج الحلبة.
منذ دخوله عالم الاحتراف، خاض أوسيك سبعة نزالات ضد ملاكمين من بريطانيا، خرج منها جميعًا فائزًا، منها اثنان بالضربة القاضية. شملت القائمة أسماءً بارزة مثل توني بيلو، ديريك تشيسورا، أنتوني جوشوا، تايسون فيوري (مرتين)، ودانيال دوبوا الذي يستعد لمواجهته مجددًا.
وفي هذه السلسلة المتتالية، تمكن أوسيك من حصد جميع أحزمة الوزن الثقيل الأربعة الكبرى، ليصبح من القلائل الذين جمعوا هذا الإنجاز.
عاد أوسيك إلى لندن عام 2012، حيث خاض ثلاثة نزالات في الألعاب الأولمبية ضمن وزن 91 كيلوغرامًا، وفاز فيها جميعًا، بما في ذلك نزال ضد الملاكم الروسي أرتور بيترفبييف، الذي أصبح لاحقًا بطلًا عالميًا بلا منازع.
وفي عام 2013، شارك في نزال ضمن سلسلة World Series of Boxing، وهزم البريطاني جو جويس في أمسية احتضنتها صالة "يورك هول"، وهي الليلة نفسها التي شهدت فوز فاسيلي لومانشينكو على سام ماكسويل.
اليوم، بينما غادر لومانشينكو الساحة الاحترافية، وتراجع أداء جويس بشكل حاد، لا يزال أوسيك محافظًا على مكانته، ويقترب من نزال يُحتمل أن يكون أحد آخر محطاته قبل اعتزال محتمل في عام 2026.
مع بلوغه 38 عامًا، تغيّرت حياة أوسيك كثيرًا. فقد أصبح يصطحب أبناءه إلى معسكراته التدريبية، ولم تعد الشعارات التي يكتبها على جدران القاعات تحمل الطابع العسكري السابق، بل باتت أكثر بساطة وإنسانية، مثل: "أمي، انظري، أنا أطير!" أو "لا، يا بني، الأمر ليس صعبًا، بل هو سهل!".
هذه التغيرات تعكس نضجًا شخصيًا لا يتعارض مع تركيزه العالي داخل الحلبة. فالرجل الذي اعتاد قلب التوقعات، لا يزال يرى أن أمامه تحديًا أو اثنين قبل أن يُسدل الستار على مسيرته.
