إيلسون يتخطى زوكربيرغ بثروة هائلة مدفوعة بـ"ذكاء اصطناعي"
شهدت ثروة لاري إيلسون (Larry Ellison) مؤسس شركة "أوراكل" (Oracle) ورئيسها التنفيذي قفزة استثنائية، إذ ارتفعت ثروته بنحو 60 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، ليصل إجمالي ثروته إلى 251 مليار دولار، ما جعله يتجاوز مارك زوكربيرغ ويحل ثانيًا في تصنيف بلومبيرغ لأغنى أثرياء العالم، خلف إيلون ماسك.
ويأتي هذا الإنجاز المالي الكبير في ظل تسارع موجة استثمارات الذكاء الاصطناعي عالميًا، حيث استثمرت أوراكل بشكل واسع في توسيع بنيتها التحتية السحابية وقدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، لتصبح واحدة من أكثر الشركات استفادة من هذا التحول التقني العالمي.
اقرأ أيضًا: بيل غيتس يحضر مخيم المليارديرات وسط تقارير جديدة عن علاقته بجيفري إبستين
كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في صعود ثروة لاري إيلسون؟
في نتائجها المالية للربع الرابع من العام المالي، أعلنت أوراكل عن إيرادات بلغت 15.9 مليار دولار، بزيادة سنوية نسبتها 11%. كما ارتفعت الالتزامات المستقبلية (RPO) بنسبة 41% لتبلغ 138 مليار دولار، في مؤشر واضح على ثقة العملاء باستمرارية خدمات الشركة، خصوصًا في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.وذلك وفقًا لموقع fortune.
ورافق ذلك إعلان الشركة في يوليو 2025 عن استثمارات جديدة بقيمة 3 مليارات دولار في ألمانيا وهولندا، مخصصة لتوسيع خدمات الذكاء الاصطناعي والتخزين السحابي في أوروبا، وهو ما ساهم في رفع قيمة أسهم أوراكل بشكل لافت، خصوصًا في ظل توجه الأسواق العالمي نحو التقنيات الداعمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
منذ تأسيسها عام 1977، تمسكت أوراكل بدورها الريادي في مجال قواعد البيانات، لكنها في السنوات الأخيرة ضاعفت جهودها للتحول إلى شركة متكاملة في تقديم الخدمات السحابية وحلول الذكاء الاصطناعي، لتنافس اليوم شركات عملاقة مثل أمازون ومايكروسوفت وغوغل.
ويشمل التوسع الجديد شراكات استراتيجية مع شركات التقنية الكبرى مثل OpenAI وNvidia وArm، لتقديم حلول متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي في قطاعات الأعمال والرعاية الصحية والطاقة، مما يعزز من مكانة أوراكل كشريك تقني رئيس في البنية التحتية المستقبلية للذكاء الاصطناعي.
إلى جانب النجاحات التجارية، أعلن إيلسون عن تعديل التزامه بمبادرة "تعهد العطاء" التي أطلقها عام 2010، حيث أكد عزمه على توجيه الجزء الأكبر من ثروته نحو معهد "إيلسون للتقنية" (Ellison Institute of Technology) الذي أسسه في جامعة أوكسفورد.
ويطمح المعهد إلى تقديم حلول تقنية مبتكرة في مجالات مكافحة الجوع، تطوير العلاجات الحيوية، وهندسة أنظمة الطاقة النظيفة، ويشكل محورًا جديدًا لاستثمار ثروة إيلسون في الابتكار الإنساني، بعيدًا عن النمط التقليدي للأعمال الخيرية.
في سن الثمانين، يبرهن لاري إيلسون أن الثروة الحقيقية لا تُقاس فقط بالأرقام، بل بقدرة أصحابها على تحويلها إلى أدوات للتغيير العالمي. ومع تصاعد استثمارات أوراكل في الذكاء الاصطناعي ونجاحها المالي المذهل، يبدو أن إيلسون لا يخطط للتقاعد قريبًا، بل لعقد جديد من التأثير التقني والإنساني في آن معًا.
