عبدالرزاق حمدالله ليس الأول.. نجوم جمعوا بين قمصان الهلال والاتحاد والنصر!
في خطوة أحدثت صدى واسعًا في المشهد الكروي السعودي، أعلن نادي الهلال رسميًا تعاقده على سبيل الإعارة مع النجم المغربي عبدالرزاق حمدالله قادمًا من صفوف الشباب.
هذه الصفقة، أضافت لحمد الله محطة جديدة في مسيرته التي سبق أن مرّت أيضًا بناديي النصر والاتحاد، في مشهد نادر يتكرر مع نخبة محدودة من اللاعبين الذين ارتدوا قمصان ثلاثي القمة في الدوري السعودي.
ففي تاريخ الكرة السعودية، تبقى تجربة التنقل بين الهلال والنصر والاتحاد محصورة في أسماء معدودة، نظير التنافس الحاد والحساسية الجماهيرية التي تحكم العلاقة بين هذه الأندية.
أحمد الدوخي.. انتقالات مثيرة للجدل
يُعد أحمد الدوخي من أبرز الأسماء التي جمعت بين الأندية الثلاثة، فقد بدأ مسيرته الاحترافية مع الهلال عام 1995، وبرز سريعًا كأحد أعمدة الفريق في مركز الظهير الأيمن، إذ ساهم في صناعة جيل ذهبي حصد بطولات محلية وقارية، أبرزها دوري أبطال آسيا وكأس الكؤوس الآسيوية.
وشكّل حضوره اللافت على الأطراف عاملًا حاسمًا في خطط الفريق طوال عقد كامل، قبل أن يُفاجئ الجماهير عام 2005 بانتقاله إلى الغريم التقليدي الاتحاد، في واحدة من أكثر الصفقات إثارة للجدل آنذاك.
مع الاتحاد، لم يتأخر الدوخي في فرض نفسه على التشكيلة الأساسية، وشارك في تحقيق إنجازات كبيرة أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال آسيا 2005، ليؤكد قدرته على التأقلم مع بيئة تنافسية مختلفة.
استمر تألقه في جدة حتى عام 2008، ثم خاض تجربة احترافية قصيرة خارج السعودية قبل أن يعود في عام 2009 لينضم إلى صفوف النصر، حيث لعب موسمين، واختتم خلالها مشواره بين كبار الكرة السعودية، ليكون أحد أوائل اللاعبين الذين ارتدوا قمصان الفرق الثلاثة الكبرى: الهلال والاتحاد والنصر.
أحمد الفريدي.. من الهلال إلى الاتحاد والنصر
أما أحمد الفريدي، فقد بزغ نجمه في صفوف الهلال موسم 2007-2008، حيث خطف الأضواء مبكرًا بموهبته اللافتة في خط الوسط، وتمريراته الذكية، وقدرته على التحكم في إيقاع اللعب.
ساهم بشكل مباشر في تتويج الفريق بعدة بطولات محلية، أبرزها كأس ولي العهد والدوري، كما شارك في عدد من الاستحقاقات القارية، مثبتًا مكانته كأحد أبرز صانعي اللعب في جيله.
وفي عام 2012، فجّر الفريدي مفاجأة من العيار الثقيل بانتقاله المباشر إلى الاتحاد، في خطوة أثارت الكثير من التفاعل في الأوساط الرياضية، لا سيما أن اللاعب كان في ذروة عطائه الفني.
ورغم التحديات التي واجهها مع الفريق الغربي، فقد شكّل إضافة مهمة في مشروع التجديد الذي تبناه النادي آنذاك.
بعد موسمين فقط، واصل الفريدي انتقالاته الجريئة، حيث انتقل مباشرة إلى النصر عام 2014، ليبدأ فصلًا جديدًا من التألق مع الفريق العاصمي، ويُسهم في تتويجه بلقب دوري المحترفين في موسمه الأول، إضافة إلى بطولات محلية أخرى.
وخلال خمسة مواسم مع "العالمي"، أثبت الفريدي قيمته كلاعب يمتلك رؤية ميدانية ناضجة، وشخصية تنافسية مكّنته من ترك بصمة واضحة في الفرق الثلاثة.
سعد الحارثي.. بصمة لا تُنسى بين الكبار
بدأ سعد الحارثي مشواره الاحترافي مع النصر عام 2003، حيث لمع اسمه سريعًا بوصفه أحد أبرز المواهب الهجومية في الكرة السعودية، بفضل سرعته ومهاراته الفردية وقدرته على صناعة الفارق في المواجهات الكبرى.
حظي بلقب "راؤول العرب" من جماهير النصر، نظرًا لتشابه أسلوبه مع المهاجم الإسباني الشهير، وكان يُنظر إليه باعتباره مشروع نجم للكرة السعودية في خط المقدمة.
في موسم 2005-2006، خاض تجربة إعارة قصيرة مع الاتحاد، لم تطل كثيرًا لكنها أضافت إلى خبرته الاحترافية، وفتحت أمامه نافذة جديدة في بيئة مختلفة كرويًا.
عاد بعدها إلى النصر ليواصل تألقه بقميص الفريق الأصفر حتى عام 2011، وهو العام الذي شهد انتقاله المثير للجدل إلى الهلال، في صفقة خلّفت انقسامًا جماهيريًا واسعًا، نظرًا للحساسية التاريخية بين الناديين.
ورغم أن تجربته مع الهلال لم تمتد طويلًا، إلا أن وجوده ضمن الكتيبة الزرقاء منحه فرصة الظهور على مسرح المنافسات الكبرى، وأضاف إلى سجله بطولات جديدة على المستوى المحلي، وبذلك، أصبح الحارثي من اللاعبين النادرين الذين ارتدوا قمصان النصر والاتحاد والهلال خلال مسيرة احترافية واحدة.
اقرأ أيضًا: تشكيلة الهلال المتوقعة في نصف نهائي مونديال الأندية.. غموض حول حمد الله
حمدالله يلتحق بالنخبة
مع توقيع عبدالرزاق حمدالله للهلال قادمًا من صفوف الشباب، بات النجم المغربي أحدث من انضم إلى هذه القائمة الحصرية، التي لا تضم سوى عدد محدود من اللاعبين الذين ارتدوا قمصان الهلال والنصر والاتحاد.
بدأ حمدالله رحلته في الملاعب السعودية من بوابة النصر موسم 2018–2019، قادمًا من الريان القطري، وسرعان ما رسّخ اسمه كأحد أكثر المهاجمين فاعلية في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين.
في موسمه الأول، حطّم الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجّلة في موسم واحد، بإحرازه 34 هدفًا في الدوري، وحقق لقب هداف الدوري في مناسبتين، وأسهم في تتويج النصر بلقب الدوري وكأس السوبر، وأصبح معشوق الجماهير الصفراء.
في عام 2021، وبعد فسخ تعاقده مع النصر انتقل حمدالله إلى الاتحاد في واحدة من أكثر الصفقات إثارة للجدل، ليواصل تألقه بقميص "العميد"، ويُسهم في فوزه بلقب دوري روشن السعودي موسم 2022–2023، واحتلال صدارة هدافي الفريق في أكثر من بطولة.
وبانضمامه إلى "الزعيم"، يدخل عبدالرزاق حمدالله سجل التاريخ من أوسع أبوابه، باعتباره أول لاعب أجنبي يُتوَّج بلقب المهاجم الثلاثي الذي مثل أقطاب الكرة السعودية الثلاثة، وترك أثرًا هجوميًا واضحًا في كل محطة من محطاته.
