حرارة الصيف تهدد اللاعبين.. قرارات مرتقبة من "فيفا" بشأن كأس العالم 2026
تزايدت المخاوف بشأن الظروف المناخية القاسية التي قد تواجه نجوم كرة القدم خلال كأس العالم 2026، بعد تسجيل درجات حرارة مفرطة خلال بطولة كأس العالم للأندية الجارية حاليًا في الولايات المتحدة. وقد حذّرت النقابة العالمية للاعبين المحترفين "فيفبرو" من خطورة استمرار المباريات في أجواء غير صحية، مطالبة "فيفا" بإجراءات حاسمة تشمل تعديلات جوهرية في جدول المباريات.
تحوّلت مدينة شارلوت إلى مركز إنذار بعد أن سجّلت حرارة قاربت 40 درجة مئوية، ما سلط الضوء على مخاطر تنظيم البطولات في أشهر الصيف. وتخطت درجات الحرارة 30 درجة مئوية في غالبية المدن المستضيفة، ما دفع مدربين كبارًا إلى التعبير عن استيائهم، بينهم الإسباني تشابي ألونسو، المدير الفني لريال مدريد، الذي وصف الظروف بالمثالية لعدم لعب كرة القدم.
في بيان صدر الثلاثاء الماضي، أكدت "فيفبرو"، التي تحتفل هذا العام بمرور 60 عامًا على تأسيسها، أن سلامة اللاعبين يجب أن تكون أولوية قصوى. واقترح فينسينت غوتبارج، كبير المسؤولين الطبيين في النقابة، تمديد فترة الاستراحة بين الشوطين من 15 إلى 20 دقيقة عند اللعب في حرارة مرتفعة. كما أوصى بزيادة عدد فترات التبريد إلى واحدة كل 15 دقيقة بدلًا من فترتين فقط، مؤكدًا أن الحرارة تؤثر في الجهازين القلبي والعصبي للاعبين.
Football’s global players union has urged FIFA to abandon plans for midday and afternoon kick-offs to avoid the heat in three “extremely high risk” venues at next summer’s World Cup.
A report by FIFPRO, which represents more than 70,000 professional players worldwide, identified… pic.twitter.com/DElA2ozvvS— The Athletic | Football (@TheAthleticFC) June 30, 2025
واستندت النقابة إلى دراسة نُشرت في أغسطس 2023، أوصت بتأجيل المباريات تمامًا إذا تخطت الحرارة 36 درجة مئوية. كما أشارت دراسة أخرى حديثة إلى أن 6 من أصل 16 ملعبًا من المقرر أن تستضيف مباريات كأس العالم 2026، بينها ميامي، تُصنّف ضمن فئة "الخطر المرتفع للغاية" لإصابات الحرارة.
مأساة على أرض الملعب
جسّد المهاجم البرازيلي فيتور روكي هذه الأزمة حين انهار على جانب ملعب "لينكولن فاينانشال فيلد" بفيلادلفيا خلال مباراة بين بالميراس وبوتافوغو، بعد معاناة واضحة من الإجهاد الحراري، بينما ظهر زملاؤه وهم يلهثون ويتناولون المياه بحثًا عن انتعاش مؤقت.
ولم تكن الحرارة وحدها المشكلة، بل تسببت الصواعق أيضًا في تأخير ست مباريات على الأقل، بسبب قوانين بعض الولايات الأمريكية التي تُجبر على إيقاف الفعاليات الرياضية في حال وجود خطر البرق. وقد أقرت "فيفبرو" بعدم إمكانية التدخل في هذا الأمر، لأنه يدخل ضمن التشريعات المحلية.
اقرأ أيضًا: فلومينينسي والهلال: التحدي الأكبر في كأس العالم للأندية 2025 (فيديو)
تسعى "فيفبرو" إلى فرض تغييرات لوجستية جوهرية في البطولات الكبرى المقبلة، وعلى رأسها كأس العالم 2026، ونسخة 2030 التي تستضيفها إسبانيا والبرتغال والمغرب. وتضغط النقابة من أجل جدولة أكثر مرونة، تضمن إقامة المباريات في الصباح أو المساء، وتضع سلامة اللاعبين فوق أي اعتبارات مالية أو مصالح البث التلفزيوني.
وفي ظل انتظار قرارات حاسمة خلال الأسابيع المقبلة، يبدو أن "فيفا" أمام اختبار صعب بين الحفاظ على جاذبية البطولة وتجنّب تحويل "اللعبة الجميلة" إلى ساحة معاناة جسدية مرهقة لنجومها.
