دراسة تكشف الدول الأكثر تمتعًا بالحس الفكاهي.. من تصدّر القائمة؟
تصدّرت جمهورية التشيك قائمة أكثر الدول فكاهة في العالم، متفوقة على دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك وفقًا لدراسة نفسية موسّعة شملت أكثر من 6,000 مشارك من 30 دولة، أجرتها شركة Remitly المتخصصة في الخدمات المالية الرقمية.
وجاءت البرتغال في المركز الثاني وإيرلندا في الثالث، بينما حلّت بلجيكا وتشيلي واليونان في المركز الرابع بشكل مشترك، بعد أن سجلت جميعها أنماطًا متميزة من الدعابة، تراوحت بين الذكاء اللفظي والتعبير العاطفي والدعابة الدافئة.
وجاءت بريطانيا، المعروفة بروحها الساخرة والدعابة الهادئة، في المرتبة الثامنة عشرة عالميًا، متساوية مع كندا، ومتأخرة عن دول مثل فرنسا وأستراليا، في حين تفوقت على ألمانيا التي حلت في المركز السابع والعشرين، سجّلت الولايات المتحدة أحد أدنى التصنيفات باحتلالها المركز التاسع والعشرين من أصل ثلاثين، ويُعزى ذلك إلى اعتمادها على أسلوب فكاهي يركّز على تعظيم الذات.
اقرأ أيضًا: هل فقد جيم كاري روح الدعابة في عيد ميلاده الـ 60؟
واعتمدت الدراسة على أداة علمية تُعرف باستبيان أنماط الفكاهة (Humour Styles Questionnaire)، وهي أداة تقيس كيف يستخدم الأفراد الفكاهة في حياتهم اليومية.
تضمّن الاستبيان عبارات مثل: "أحيانًا أجد شيئًا مضحكًا لدرجة أنني لا أستطيع كتمه، حتى لو لم يكن مناسبًا" أو "لا أحتاج إلى جهد كبير لإضحاك الآخرين، يبدو أنني شخص فكاهي بطبعي"، وقام الباحثون بجمع نتائج الإجابات وحساب متوسط درجات الفكاهة لكل دولة، حيث كان الحد الأقصى الممكن للدرجات هو 112 نقطة.
سمات فكاهية وطنية
أبرزت الدراسة أن جمهورية التشيك تميّزت بأسلوب فكاهي يجمع بين التهكم الذاتي والذكاء الساخر والسخرية الدقيقة، وهو ما منحها طابعًا دعابيًا وُصف بأنه "رشيق وذكي ويأتيك دون سابق إنذار".
أما البرتغال، فقد امتازت بدعابة دافئة وبديهة اجتماعية سريعة، في حين برزت إيرلندا من خلال ميلها إلى رواية القصص والفكاهة التي تعزز الروابط الإنسانية، في انعكاس واضح لما يتمتع به شعبها من ذكاء عاطفي.
وسجّلت بلجيكا توازنًا ملحوظًا في مختلف أنماط الفكاهة، بينما اتسمت تشيلي بأسلوب فكاهي تعبيري ينبع من الروابط الأسرية والاجتماعية، وفي المقابل، جمعت اليونان بين الدعابة الجامعة والطابع المتوسطي الساخر، مع حسّ واضح بالشمولية والتلقائية.
اقرأ أيضًا: من شدة طرافة الموقف.. هؤلاء الأشخاص ماتوا بسبب الضحك
ورأى رايان رايلي، الباحث في شركة Remitly التي أجرت الدراسة، أن الفكاهة تمثل جسرًا أوليًا بين الثقافات، سواء عند الانتقال للعيش في بلد جديد أو في التفاعل اليومي مع أشخاص من خلفيات مختلفة.
وأوضح قائلًا: "فهم الفوارق في أنماط الدعابة المحلية يمكن أن يكون أسرع وسيلة لبناء الثقة والانتماء"، مؤكدًا أن ضحكة واحدة قد تكون كافية لفتح أبواب التواصل الحقيقي بين الغرباء.
وفي سياق متصل، استشهدت الدراسة بأبحاث سابقة أشارت إلى اختلاف أنماط الدعابة بين الجنسين، حيث يُفضل الرجال الفكاهة البصرية والمواقف الطريفة، بينما تميل النساء إلى النكات التي تتناول العلاقات الأسرية والقضايا الاجتماعية.
