الواحات الفضائية في المريخ.. حلم علمي أم بداية هجرة جماعية؟

في رؤية طموح تقف على حدود الخيال العلمي، توقعت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) أن يتمكّن البشر من العيش على كوكب المريخ في غضون 15 عامًا فقط، وذلك ضمن "واحات فضائية" ذات تصميم مبتكر يحاكي رفاهية الفنادق مع استقلالية شبه كاملة عن كوكب الأرض.
التقرير الذي حمل عنوان "Technology 2040: A Vision For The European Space Agency" طرح مستقبلًا يتضمن مستعمرات مقببة بيضاء مقاومة للإشعاع، قادرة على توليد طاقتها الخاصة وزراعة الغذاء داخل بيوت زجاجية تحاكي ما شاهدناه في فيلم The Martian.
هذه الواحات ليست مجرد مأوى، بل فضاءات متكاملة للمعيشة والعمل والاستكشاف، تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسيير المهام، وتُحيط بها شبكة من الروبوتات قادرة على العمل في أقسى بيئات المريخ دون التأثر بالإرهاق أو التلوث أو الإشعاعات.
اقرأ أيضاً مشروع من عوالم الخيال العلمي: هكذا سيتحول المريخ من الأحمر إلى الأخضر
استثمار الفضاء وبناء اقتصاد دائري خارج الأرض
تُخطّط وكالة الفضاء الأوروبية لتحويل المريخ إلى جزء من منظومة كونية متصلة عبر الإنترنت، حيث يتم تصنيع المحطات الفضائية والتلسكوبات في المدار مباشرة، دون التقيد بقيود الصواريخ.
كما يُتوقع إعادة تدوير الحطام الفضائي وتحويله إلى مواد بناء، ما يُمهّد لاقتصاد فضائي دائري ومستدام. وستلعب المركبات ذاتية القيادة دورًا كبيرًا في استكشاف الكوكب، دون الحاجة إلى إشراف مباشر من الأرض.

التقرير أشار إلى أن التحدي الأكبر ليس تقنيًّا فقط، بل زمني أيضًا، إذ لا يزال أبعد إنجاز بشري قد وصل إلى نحو 400 ألف كيلومتر، بينما تفصلنا 140 مليون ميل عن المريخ.
وفيما تحاول "ناسا" و"سبيس إكس" بقيادة إيلون ماسك تجهيز مركباتهم للرحلة، تبقى الحقيقة أن لا مركبة حتى الآن جاهزة لهذه المهمة الشاقة. ومع ذلك، تضع وكالة الفضاء الأوروبية عام 2040 هدفًا استراتيجيًا لا رجعة فيه نحو التحوّل إلى حضارة متعددة الكواكب.