كادت تُفرم.. وثائق أسطورة الحوسبة "آلان تورينغ" تباع في مزاد بسعر قياسي
في واقعة استثنائية كادت تنتهي بفقدان تاريخي، بيعت مجموعة نادرة من أوراق عالم الرياضيات البريطاني آلان تورينغ Alan Turing في مزاد علني بمقاطعة ديربيشاير مقابل نحو 465 ألف جنيه إسترليني، وذلك بعدما تم العثور عليها داخل منزل قديم وكانت على وشك أن تُفرم عن طريق الخطأ.
تعود هذه الوثائق إلى حقبة الثلاثينيات، وتضم بين صفحاتها نسخًا أصلية من أهم أعمال آلان تورينغ، من بينها أطروحته للدكتوراه التي قدّمها في جامعة برنستون تحت عنوان "أنظمة منطقية قائمة على التراتبيات", والتي بيعت منفردة بسعر تجاوز 110 آلاف جنيه إسترليني. كما شهد المزاد بيع دراسته البارزة "حول الأعداد القابلة للحوسبة" بمبلغ 208 آلاف جنيه إسترليني، وهو البحث الذي يُعتبر حجر الأساس في نشأة علم الحوسبة النظرية.
اقرأ أيضًا: ساعة نادرة من Patek Philippe تحقق رقمًا مذهلًا في مزاد
من قبو منزلي إلى صالة المزاد
ظلّت الوثائق التي كانت مملوكة لزميله وصديقه نورمان راوتليدج، محفوظة في منزل الأخير في لندن لعقود طويلة بعد وفاته عام 2013. وبحسب ما كشفته دار Hansons Auctioneers، فقد عُثر عليها مؤخرًا من قبل أفراد من العائلة كانوا يعتزمون التخلص منها، قبل أن يُقرّروا عرضها على مختصين، لتنقلب القصة بالكامل.
وقال تشارلز هانسون، مدير المزاد، إنه ذُهل من قيمة الاكتشاف، مؤكدًا أن "تورينغ كان سابقًا لعصره، وهذه الأوراق تخلّد إرثه العلمي للأجيال المقبلة".
كما اشتملت المجموعة على أوراق علمية نادرة لتورينغ، من أبرزها بحثه "الحوسبة والتعريف بواسطة لامبدا" الذي بيع مقابل 26 ألف جنيه إسترليني، ودراسته "مشكلة العالم في أشباه الزمر" التي سجّلت سعرًا بلغ نحو 28 ألف جنيه إسترليني.
وشملت المعروضات أيضًا آخر أعماله الأساسية بعنوان "الأساس الكيميائي للتشكل الحيوي" الصادر عام 1952، والذي بيع بأكثر من 19 ألف جنيه إسترليني، إضافة إلى أول ورقة علمية نشرها في عام 1935 تحت عنوان "تكافؤ التكرار الدوري يمينًا ويسارًا"، وبيعت مقابل ما يقارب 7 آلاف جنيه إسترليني.
من بين المعروضات قطعة شخصية لافتة: رسالة بخط يد والدة تورينغ، إيثيل تورينغ، توضح فيها سبب إهداء أرشيف ابنها لصديقه راوتليدج، في لمسة إنسانية نادرة عززت من القيمة العاطفية للقطع المعروضة.
وقال جيم سبنسر، مدير دار المزادات المختصة بالكتب النادرة: "إنه أهم أرشيف تعاملنا معه على الإطلاق. لقد نجا من التدمير، وها هو اليوم يُلهم العالم".
أما هوية المشتري، فبقيت غير معلنة، لكن المنظمين أكدوا أنه "في غاية السعادة" بهذا الاستحواذ التاريخي.
