عازف ترينيدادي يدخل التاريخ بأطول ماراثون عزف
دخل الموسيقي الترينيدادي جوشوا ريغريلو سجل الأرقام القياسية العالمية بعدما عزف على آلة الستيل بان لمدة 31 ساعة متواصلة، محققًا بذلك أطول ماراثون عزف على هذه الآلة في التاريخ، وذلك يوم 27 ديسمبر 2024.
وقال ريغريلو، البالغ من العمر 28 عامًا، إن العزف على الستيل بان لم يكن خيارًا بقدر ما كان جزءًا من هويته، إذ نشأ في بيت موسيقي أسسه والده، مؤسس واحدة من أشهر الفرق الموسيقية في ترينيداد وتوباغو، وأضاف: "الستيل بان لم تكن هواية، بل شيء وُلدت بداخله. في كثير من النواحي، هي التي اختارتني".
آلة حديثة بتاريخ عريق
يسعى ريغريلو، الذي يعمل الآن موسيقيًا بدوام كامل وصانع محتوى، إلى تعريف العالم أكثر على آلة الستيل بان، مؤكدًا أنها الآلة الصوتية الوحيدة التي اختُرعت في القرن العشرين، وولدت في ترينيداد وتوباغو، وأشار إلى أن لها تاريخًا حافلًا بالنضال والكبرياء الثقافي، وقد كافح لنيل الاعتراف حتى داخل مجتمعات الكاريبي نفسها.
أصبح ريغريلو في عام 2023 أول عازف على آلة الستيل بان يقدم عرضًا موسيقيًا على سور الصين العظيم، في تجربة وصفها بأنها غيّرت نظرته لما يمكن تحقيقه، وقال: "حين عدت إلى ترينيداد، قطعت وعدًا لنفسي بأن أبحث عن لحظات تدفعني إلى ما وراء حدود الممكن".
وأضاف أنه بعد اطلاعه على إنجازات فنية حققها فنانون من منطقة الكاريبي، أيقن أن الإنجازات الاستثنائية ليست أحلامًا بعيدة، بل واقع يحدث من حولنا باستمرار.
وقرر تنفيذ محاولته خلال ثلاثة أيام فقط من التخطيط، وكان ينوي العزف لمدة 30 ساعة دون توقف، لكنه اكتشف أن ساعة المسرح مضبوطة على 31 ساعة، فواصل التحدي حتى اللحظة الأخيرة.
اقرأ أيضًا: ماهو المشهد الذي منح توم كروز بطاقه دخول موسوعة جينيس؟ (فيديو)
حين تلتقي الإرادة بالإيمان
روى أنه في ساعات الليل المتأخرة واجه لحظة انهيار كامل جسديًا وذهنيًا، حيث شعر بأن كل شيء بدأ يتداعى. لكن جرعة صغيرة من برقوق الملح، وهي وجبة خفيفة محلية، كانت كافية لإمداده بدفعة طاقة غير متوقعة مكّنته من الاستمرار.
وأوضح أن الإرهاق الشديد وحرمان النوم شكّلا تحديًا قاسيًا، إلا أن ما منحه القوة الحقيقية للاستمرار كان إيمانه العميق بالله، قائلاً: "في كل مرة شعرت أنني لم أعد قادرًا على المتابعة، استندت إلى إيماني. تلك القوة الروحية كانت سندي في أصعب اللحظات".
رافق جوشوا فريق دعم متكامل ضم والدته وصديقته وجدته البالغة من العمر 80 عامًا، واللائي قمن بإطعامه وسقايته في أثناء العزف. كما انضم إليه على المسرح فنانون محليون قدّموا عروضًا موسيقية حية على مدار 31 ساعة.
وعن لحظة التتويج، قال: "كانت أعظم شعور بالراحة في حياتي. أن تسمع أنك كسرت الرقم رسميًا بعد كل هذا الجهد أمر لا يُنسى".
رغم أنه لا ينوي كسر أرقام قياسية أخرى حاليًا، فإن ريغريلو يؤكد أنه سيواصل توسيع حدوده الموسيقية والشخصية والثقافية.
وختم حديثه برسالة عالمية: "هذا الرقم ليس لي وحدي. هو لكل ترينيدادي ولكل الكاريبي. إذا كان حلمك يبدو مجنونًا، فربما هو بالضبط ما ينبغي عليك فعله".
