قصة "يوم الأب".. كيف تحوّل امتنان شخصي إلى تقليد عالمي؟

يحتفل العالم اليوم الأحد بـيوم الأب، الذي يوافق الأحد الثالث من شهر يونيو لكل عام، وهي مناسبة عالمية تُخصص لتكريم دور الأب وتقدير جهوده في بناء الأسرة وتماسكها، بوصفه ركيزة أساسية في الحياة العائلية، رغم أن حضوره غالبًا ما يكون بعيدًا عن الأضواء والعناوين.
تعود قصة هذا اليوم إلى عام 1909، حين استلهمت الأمريكية سونورا لويس سمارت فكرته من مناسبة يوم الأم، بعد أن تأثرت بتجربة والدها ويليام جاكسون سمارت، الذي تولّى بمفرده تربية أطفاله الستة عقب وفاة زوجته. ومن رحم هذه التجربة النادرة، ولدت مبادرة لتخصيص يوم يُكرّم فيه الآباء على تضحياتهم الصامتة.
وبعد تنظيم أول احتفال رسمي بيوم الأب في مدينة سبوكين بولاية واشنطن بتاريخ 19 يونيو 1910، انتشرت الفكرة تدريجيًا حتى أصبحت تقليدًا سنويًا يحتفي به العالم بتواريخ مختلفة، لكن بروح واحدة.
اقرأ أيضًا: قصة عيد الأب ونشأته وتاريخه
تواريخ متعددة.. ومشاعر موحّدة

فيما يُعد الأحد الثالث من يونيو التاريخ الأكثر اعتمادًا عالميًا للاحتفال، كما في فرنسا والمملكة المتحدة وكندا والهند واليابان وجنوب إفريقيا، اختارت دول أخرى مواعيد متباينة مثل 17 يونيو في غواتيمالا والسلفادور، و23 يونيو في نيكاراغوا وبولندا وأوغندا.
اقرأ أيضًا: أفضل اقتباسات عن الأب في يومه العالمي
ورغم اختلاف تواريخ الاحتفال بيوم الأب من دولة إلى أخرى، يبقى الجوهر واحدًا: تقدير الدور المحوري للأب بوصفه رمزًا للعطاء بصمت، وللحكمة التي تُؤسَّس بها البيوت، وللثبات الذي يمنح الشعور بالأمان في أصعب اللحظات.
وفي عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزداد فيه الضغوط والتحديات، يُذكّر "يوم الأب" بأن خلف كل إنجاز، كبيرًا كان أو بسيطًا، أبًا كان حاضرًا وإن لم يُرَ، قدّم دعمه بكلمة، أو عزز الثقة بنظرة، أو ترك أثرًا لا يُنسى بتربية شكلت الملامح الأولى للشخصية.
وتبقى رسالة هذا اليوم واضحة: الاعتراف بالجميل لا يجب أن يُربط بمناسبة محددة، فالأب يستحق التقدير في كل وقت، حتى ولو عبر لفتة صادقة، أو مكالمة عابرة، أو دعاء صامت لمن رحلوا وتركوا إرثًا من المحبة والحنان.