هل يصبح الذكاء الاصطناعي بديلًا للعلاج النفسي التقليدي؟
اعتمد العديد من أفراد جيل Z على روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتها ChatGPT، كبديل منخفض الكلفة للعلاج بالكلام، في ظل الارتفاع المتزايد لأسعار الجلسات النفسية التقليدية.
وبحسب تقرير نشره موقع Fortune، فقد انتشرت مؤخرًا عبر الإنترنت تجارب شخصية لمستخدمين أكدوا أن محادثاتهم اليومية مع ChatGPT منحتهم دعمًا نفسيًا فعّالًا، يفوق ما حصلوا عليه خلال سنوات من العلاج المهني!
ولعل ما يجعل ChatGPT جذّابًا بشكل خاص هو توفره على مدار الساعة، وبتكلفة تقل كثيرًا عن جلسات الأخصائيين النفسيين التي قد تصل إلى 200 دولار أو أكثر للجلسة الواحدة.
مقابل ذلك، يحصل المستخدم على اشتراك شهري في النسخة الاحترافية من ChatGPT مقابل 200 دولار شهريًا، مع إمكانية الوصول غير المحدود إلى أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي.
مخاوف مهنية من الإفراط في الاعتماد
اقرأ أيضًا: دراسة: الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف الخريجين الجدد في شركات التكنولوجيا
ورغم هذا التوجّه المتزايد، يحذّر عدد من المعالجين النفسيين المرخّصين من الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في المجال العلاجي، مشيرين إلى أن ChatGPT، رغم قدرته على المحاكاة والتفاعل، يفتقر إلى القدرة على قراءة الإشارات غير اللفظية، والتفاعل العاطفي الحقيقي، أو التدخل المهني في الحالات المعقدة.
وأوضح المختصون أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أداة مساعدة في العلاج بإشراف اختصاصي، لكنه لا يمكن أن يُشكّل بديلًا آمنًا ومستقلًا، خاصة في حالات الاكتئاب الحاد أو الأزمات النفسية.
اقرأ أيضًا: دراسة: جيل Z والنساء أكثر عرضة للمعلومات المضللة!
وأشاروا إلى أن بعض المستخدمين يصفون ChatGPT بـ"المُعالج المثالي،" نظرًا لقدراته على الإصغاء والمشاركة العاطفية الافتراضية، ويقول التقرير إن كثيرين يجدون فيه متنفسًا يساعدهم على التعامل مع مشاعرهم، مما يطرح تساؤلات حول حدود العلاقة بين الإنسان والآلة، وما إذا كانت هذه الأداة تمثل حلاً فعليًا أم مجرد عزاء رقمي.
في هذا السياق، وجهت الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) رسالة إلى لجنة التجارة الفيدرالية للتحذير من الروبوتات، التي تصنّف نفسها كـ"أطباء نفسيين" أو "معالجين"، مطالبة بوضع ضوابط صارمة تحمي المستخدمين، خاصة القُصّر، وترى الدكتورة فايل رايت، المديرة في الجمعية، أن الذكاء الاصطناعي قد يسد بعض الثغرات في خدمات الصحة النفسية مستقبلًا، شريطة أن يُطوّر تحت إشراف مهنيين مرخّصين، وبما يضمن الأمان والفعالية.
