شركة Future Society تعيد إحياء عطور زهور منقرضة باستخدام الحمض النووي
أحدثت شركة Future Society للتكنولوجيا الحيوية نقلة نوعية في عالم العطور، بعدما استعانت بعلماء أحياء ومختبرات لتسلسل الحمض النووي، لإحياء روائح مستوحاة من نباتات زهرية انقرضت منذ قرون، في مشروع أقرب إلى الخيال العلمي تحوّل إلى واقع ملموس.
شراكة بين العلم والتراث النباتي
استندت شركة Future Society في مشروعها إلى شراكة علمية جمعتها بمعشبة جامعة هارفارد، التي تضم أكثر من خمسة ملايين عيّنة نباتية، وبشركة Ginkgo Bioworks المتخصصة في الهندسة الحيوية، حيث تم تحليل الحمض النووي لنباتات زهرية محفوظة يعود بعضها إلى أكثر من 150 عامًا. ونجحت الشركة في استعادة الروائح الفريدة لستٍّ من هذه النباتات المنقرضة، وتحويلها إلى عطور تتراوح بين النغمات الخشبية والزهورية.
رحلة عبر الفصول: دليلك لاختيار العطر المثالي لكل موسم
من زهرة منقرضة إلى عطر خالد
واحدة من هذه النباتات هي Orbexilum stipulatum، وهي نبتة عشبية كان آخر تفتّح معروف لها في عام 1881 على جزيرة "روك آيلاند" قرب شلالات أوهايو. وقد انقرضت بعد أن اندثرت قطعان الجاموس التي ساعدت على نشر بذورها، قبل أن تُغرقها السدود خلال العشرينيات من القرن الماضي.
علم الوراثة في خدمة العطر
تقول جاسمينا أجانوفيتش، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة Future Society والشركة الأم Arcaea، في مقابلة مع شبكة CNN: "أردنا أن نبتكر روائح لم يُسبق للبشر أن شموها من قبل".
وأوضحت أن الفريق استخدم تقنيات تحليل الجينوم المشابهة لتلك المستخدمة في مواقع مثل 23andMe، لكنهم طبّقوها على عينات نباتات منقرضة، بهدف تحديد جزيئات الرائحة الكامنة في الحمض النووي.
إحياء الرائحة... ليس علمًا دقيقًا
لم تكن العملية خالية من التحديات، إذ إن الحمض النووي يتدهور بطبيعته مع مرور الزمن، ما يجعل تحديد الجزيئات المسؤولة عن الرائحة مهمة معقدة ودقيقة.
لعيد يفيض بالأناقة.. 6 بصمات عطرية دافئة
وبيّنت أجانوفيتش أن النتائج الأولية أعطت رائحة أقرب إلى ما يُشبه جزازة العشب، نتيجة احتواء العينة على عناصر من الساق والأوراق إلى جانب البتلات.
وأوضحت أن وجود الحمض النووي داخل الخميرة لا يُنتج العطر النهائي بحد ذاته، بل يوفّر فقط ملفًا أوليًا للرائحة، فيما يبقى الدور الحاسم لصانعي العطور في مزج المركّبات وتحقيق التوليفة العطرية الدقيقة.
العطر بين البيانات والحسّ الفني
ولأن سجلات الروائح المنقرضة نادرة، اعتمد الفريق أيضًا على المقارنات مع نباتات حيّة مرتبطة بالنباتات المنقرضة، إلى جانب فهم بيئتها الطبيعية وظروف نموّها؛ كل ذلك ساعد على توجيه عملية إعادة تركيب الرائحة، في مزيج بين الفن والعلم، على حدّ وصف أجانوفيتش.
شراكة مع عمالقة العطور
ولتنفيذ هذا المشروع غير المسبوق، دخلت شركة Future Society في شراكة مع نخبة من صانعي العطور في دور عالمية مثل Givaudan وRobertet، لإبداع تركيبات عطرية تستلهم جزيئات الروائح المستخلصة من الأزهار المنقرضة، وبحسب ما ورد على موقع الشركة، فإن هذه العطور تُشكّل "تحية إلى ما قد تكون عليه تلك الروائح لو بقيت موجودة".
