علماء ألمان يبتكرون "جلدًا حيًا" للمباني يتكيف مع الطقس!
في إنجاز هندسي غير مسبوق، طوّر علماء من جامعات شتوتجارت وفرايبورج واجهة مبانٍ ذكية تحمل اسم "FlectoLine"، تتحرك وتتفاعل مع الظروف الجوية مثل كائن حي، وتُحدث ثورة في مفهوم الراحة الحرارية وكفاءة الطاقة.
تبلغ مساحة النسخة التجريبية من النظام 83 مترًا مربعًا، وتضم 101 شريحة مرنة، مصنوعة من مواد مركّبة من البلاستيك المقوى بالألياف.
وتعتمد FlectoLine على الذكاء الاصطناعي لتوقّع تغيّرات الطقس، حيث تنغلق الشرائح في الأجواء الباردة، لتسمح بمرور أشعة الشمس، وتنفتح عند اشتداد الحرارة لتوفير الظل، فيما تم تزويد النظام بوحدات كهروضوئية لتوليد الطاقة اللازمة لتشغيله، ما يعزز من استقلاليته البيئية.
اقرأ أيضاً الذكاء الاصطناعي يهيمن على الأجواء: ملخص مؤتمر Google I/O 2025
آلية مستوحاة من كائنات دقيقة
استلهم المصممون حركة النظام من نبات "عجلة الماء" المفترس، الذي يستخدم آلية دقيقة لاصطياد فريسته، وكذلك من أجنحة حشرة "الخنفساء المخططة"، التي أظهرت تباينًا في الصلابة لتحقيق حركات دقيقة، وهذه الطبيعة التكيفية تم توظيفها هندسيًا لتطوير آلية عمل الواجهة.
وقد حصل النظام على جائزة خاصة ضمن "جوائز الابتكار المستوحاة من الأحياء" في ولاية بادن-فورتمبيرج، خلال مؤتمر علم الأحياء الصناعي السادس في مدينة مانهايم، ما يعكس أهمية هذا النوع من الابتكارات في مواجهة تغير المناخ وتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
اقرأ أيضاً الذكاء الاصطناعي في مقعد القيادة.. رؤساء التقنية يجربون "نسخهم الرقمية"
ورغم أن النموذج الأولي لـFlectoLine تم تركيبه حاليًا في دفيئة بحديقة فرايبورج النباتية، إلا أن إمكانيات تعميمه على المباني التجارية والسكنية تفتح آفاقًا واسعة لإعادة تعريف علاقة المباني بالبيئة.
ويأمل المطوّرون في أن تصبح الواجهات المتكيفة معيارًا جديدًا في العمارة المستدامة خلال السنوات القادمة.
