قطعة وفاء برونزية من جياكوميتي لصديقه تُباع بأكثر من 2.6 مليون دولار
شهدت دار كريستيز باريس في 21 مايو 2025 بيع إحدى أبرز قطع الأثاث الفني الحديثة ضمن مجموعة الكاتب الأمريكي جيمس لورد، وهي كونسول نادرة بعنوان "Cerf et Renard" (الغزال والثعلب) من توقيع الفنان السويسري دييجو جياكوميتي Diego Giacometti، والتي حققت 2.6 مليون دولار أمريكي، متجاوزة التقديرات الأولية التي تراوحت بين 2 و3 ملايين دولار.
لقاء صدفة تحوّل إلى تحفة من البرونز
تعود هذه القطعة النادرة إلى عام 1972، حين ابتكرها دييجو جياكوميتي خصيصًا للكاتب الأمريكي جيمس لورد، الصديق المقرب الذي تعرّف إليه هو وشقيقه ألبيرتو في مقهى Deux Magots الباريسي، ملتقى رموز الثقافة والفن في مرحلة ما بعد الحرب، مثل بابلو بيكاسو وجان بول سارتر.
وقد أثمرت هذه العلاقة الرفيعة بين لورد وعائلة جياكوميتي عن سلسلة من الأعمال الفنية الخاصة، تتجلى أبرزها في هذه الكونسول الاستثنائية، التي تنسج مشهدًا بصريًا شاعريًا بوجود غزال يقف في أحد طرفيها وثعلب في الطرف الآخر، في توازن رمزي يترجم عمق الصداقة التي صيغت منها.
اقرأ أيضًا: صورة نادرة بتوقيع مخترع التلغراف تُباع في مزاد كريستيز بـ60 ألف دولار
بين البرونز والمخيلة... توقيعٌ فني نادر
صيغت هذه الكونسول من البرونز المشغول بعناية والمطلي بلمسة عضوية دقيقة تحاكي ملمس الألياف النباتية، ما يعزز طابعها الطبيعي والرمزي في آنٍ معًا. يتوّجها سطح من رخام "vert de mer" الأخضر النادر، يضفي عليها أناقة خامدة ومتماهية مع لغتها البصرية.
وتبلغ أبعادها 80 × 122 × 52 سنتيمترًا، وقد احتفظت بفرادتها بوصفها قطعة فنية موثقة وفريدة، أُشير إليها في عدد من المراجع الأساسية حول أعمال جياكوميتي، لا سيما في مؤلّفات دانييل مارشيسو الصادرة عامي 1986 و2018، بالإضافة إلى ذكر نموذج مماثل في كتاب ميشال بوتور لعام 1985.
تتبع الكونسول تاريخ ملكية واضح ونخبوي، بدءًا من اقتنائها مباشرة من الفنان، ثم انتقالها عبر عدة مجموعات خاصة في باريس والولايات المتحدة ولندن، قبل أن تُعرض في مزاد Sotheby’s نيويورك عام 2022، وأخيرًا تُباع مجددًا في كريستيز باريس في مايو 2025، ضمن مزاد شهد إقبالًا قويًا من جامعي الفنون.
اقرأ أيضًا: مزاد كريستيز يعرض لوحة لـ باسكيات بسعر قد يصل إلى 30 مليون دولار
استقلال إبداعي بعد ظل الأخ الأكبر
بعد وفاة ألبيرتو جياكوميتي عام 1966، بدأ دييجو بالخروج من ظلال شقيقه الشهير، مؤكدًا مكانته كفنان مستقل، إذ ازدادت الطلبات عليه من شخصيات بارزة مثل رومان غاري، سيمون فايل، وأوبير دو جيفنشي. وخلافًا لعادة سابقة، بدأ في تلك الفترة بتوقيع أعماله، ما جعل قطع تلك المرحلة، مثل "Cerf et Renard"، من بين الأكثر طلبًا وقيمة في سوق الفن الحديث.
