صورة نادرة بتوقيع مخترع التلغراف تُباع في مزاد كريستيز بـ60 ألف دولار
في مفارقة تاريخية نادرة، تُعرض إحدى أقدم صور البورتريه الفوتوغرافية في مزاد علني بنيويورك، وهي ليست مهمة بسبب الشخص الظاهر فيها، بل بسبب الشخص الذي التقطها، وهو صمويل ف.ب. مورس، مخترع التلغراف، وواحد من رواد التصوير الفوتوغرافي الأوائل في الولايات المتحدة.
الصورة التي تُعرض ضمن مجموعة من الداجيروتايب (الصور الفوتوغرافية المعدنية المبكرة) في دار كريستيز للمزادات، يُتوقع أن تُباع بما يصل إلى 60 ألف دولار، بحسب تقديرات الخبراء.
المخترع بين التلغراف والكاميرا
رغم أن اسمه ارتبط تاريخيًا باختراع التلغراف وابتكار شفرة مورس، إلا أن صمويل مورس كان من أوائل المتحمسين لتقنية الداجيروتايب، التي ابتكرها الفرنسي لويس داجير في ثلاثينيات القرن التاسع عشر.
وفي أربعينيات القرن ذاته، افتتح مورس استوديو تصوير في نيويورك، ليكون واحدًا من أول المصورين في المدينة.
وقال داريوس هايمز، رئيس قسم الصور الفوتوغرافية في كريستيز: "كان بإمكانك المشي على طول شارع برودواي في نيويورك وترى استوديوهات داجيروتايب في كل مكان، تلتقط صورتك وتستلمها بعد ساعات قليلة".
اقرأ أيضاًمبيعات مزاد كريستيز في نيويورك تحقق 106.5 مليون دولار
تجربة فوتوغرافية من زمن العتمة
عملية التصوير بالداجيروتايب في ذلك الزمن كانت بعيدة عن سهولة اليوم؛ إذ كانت الصورة تُلتقط برفع غطاء العدسة يدويًا وتركه مفتوحًا لعدة دقائق، قبل إعادة تغطيته، في ظل غياب كامل للشترات واللمبات أو تقنيات الإضاءة الفورية.
وبحسب وصف كريستيز، فإن الصورة المعروضة، رغم أنها ضبابية ومغبرة بعض الشيء، إلا أنها تمثل قيمة فنية وتاريخية استثنائية، كونها تعود لرجلٍ أحدث ثورة في وسائل الاتصال، لكنه بدأ رحلته المهنية كفنان ومصور.
اقرأ أيضاًمزاد تذكارات أبراهام لينكولن يتوقع أن يتجاوز 4 ملايين دولار
إرث مزدوج من التقنية والفن
يُشار إلى أن صمويل مورس، إلى جانب إنجازه في تطوير التلغراف، كان فنانًا تشكيليًا في الأصل، وقد لعب دورًا محوريًا في إدخال تقنية التصوير الفوتوغرافي إلى أمريكا، ونشرها من خلال محاضرات واستوديوهات تصوير افتتحها بنفسه.
ومن المقرر عرض الصورة في مقر كريستيز بنيويورك خلال الأسبوع المقبل، على أن يتم بيعها رسميًا في المزاد العلني خلال شهر مايو المقبل، في حدث يُتوقع أن يجذب هواة الجمع والمؤرخين المهتمين بتاريخ التصوير والاتصالات.
