تقرير حديث: الذكاء الاصطناعي يجذب السعوديين، وتبوك تتصدر المشهد
كشف تقرير "إنترنت السعودية 2024" الصادر عن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، عن أن 21.5% من مستخدمي الإنترنت في المملكة يستخدمون تطبيقات الذكاء الاصطناعي بمختلف أنواعها، في مؤشر واضح على التوسع السريع لتبني هذه التقنيات الحديثة في الحياة اليومية.
الفئة العمرية 20 – 29 عامًا تقود مشهد الاستخدام
تُعد الفئة العمرية بين 20 و29 عامًا الأكثر استخدامًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي بنسبة وصلت إلى 27.3%، ما يعكس وعيًا متزايدًا بهذه الفئة بأهمية التقنيات الحديثة في مختلف جوانب الحياة.
ويعزى هذا التوجه إلى حضور هذه الفئة في ميادين العمل والتعليم، واعتمادها على التطبيقات الذكية في تسريع الأداء، وتبسيط المهام اليومية، وتحقيق الاستفادة من الخدمات التفاعلية المتاحة عبر الإنترنت.
كما تعكس هذه النسبة تقبّل الجيل الجديد للتكنولوجيا، وانفتاحه على أدوات مثل المساعدات الافتراضية، وبرامج الترجمة الذكية، ومنصات توليد المحتوى، وغيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي التي بدأت تشكّل جزءًا من الروتين الرقمي اليومي.
الجيل الناشئ على خطى الشباب.. ونسبة استخدام مرتفعة
سجّلت الفئة العمرية بين 10 و19 عامًا نسبة استخدام بلغت 26.4%، وهي نسبة تُعد مرتفعة بالنظر إلى كونها فئة عمرية لا تزال في مرحلة الدراسة.
ويرى التقرير أن هذه النسبة تعكس التوجه المبكر لدى الجيل الناشئ نحو تبني أدوات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في السياقات التعليمية، مثل استخدام أدوات تلخيص النصوص، وحلول الواجبات، والتصميم الإبداعي، وغيرها.
هذا الحضور الرقمي المبكر يشير إلى ضرورة تعزيز المحتوى التعليمي الموجه لهذه الفئة بما يضمن استخدامًا آمنًا وإيجابيًا للتقنيات، ويمنحهم أدوات تعزز مهاراتهم بطريقة مسؤولة.
تراجع تدريجي في الاستخدام مع التقدم في العمر
أشار التقرير إلى تراجع ملحوظ في استخدام الذكاء الاصطناعي لدى الفئات الأكبر سنًا، حيث لم تتجاوز نسبة الاستخدام بين من تزيد أعمارهم على 60 عامًا حاجز 6.2%. ويعكس هذا التراجع فجوة رقمية واضحة ترتبط بعدة عوامل، منها انخفاض الوعي بهذه التقنيات، أو ضعف الممارسة الرقمية، أو الخوف من التعامل مع أنظمة ذكية يصعب فهمها.
وأوصى التقرير بضرورة تنفيذ برامج توعوية موجهة لكبار السن، ودمجهم في مبادرات التحول الرقمي، لضمان شمولية التقدم التقني وتقليص الفجوة بين الأجيال.
اقرأ أيضًا: منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي 2025.. بين "ستارلينك" و"الروبوتاكسي"
تبوك تتصدّر المشهد.. والرياض والشرقية في المراتب التالية
على مستوى المناطق، سجّلت تبوك أعلى نسبة استخدام لأدوات الذكاء الاصطناعي في المملكة بنسبة بلغت 30%، تلتها منطقة الرياض بنسبة 27.7%، ثم المنطقة الشرقية بـ 26.4%، ومنطقة القصيم بـ 25.7%.
وتشير هذه الأرقام إلى أن توافر البنية التحتية الرقمية وانتشار الخدمات التقنية يسهمان في تعزيز الإقبال على الذكاء الاصطناعي.
كما تعكس هذه الفروقات الإقليمية تفاوتًا في سرعة التبني والتحول الرقمي، ما يدعو إلى دعم المناطق الأقل استخدامًا بمزيد من المبادرات التقنية والاستثمار في تطوير البنية الرقمية محليًا.
أدوات متنوعة تعزز التحوّل الرقمي
أبرز التقرير أن نمو استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في المملكة مدفوع بتوافر مجموعة واسعة من التطبيقات التي تشمل الترجمة الذكية، والمساعدات الافتراضية، وتوليد المحتوى، وتحليل البيانات. هذه التطبيقات باتت جزءًا من البيئة الرقمية للمستخدم السعودي، وأداة فعّالة لتسهيل المهام وتعزيز الإنتاجية، ما يجعل المملكة واحدة من البيئات الواعدة في احتضان الابتكار التقني.
ويأتي هذا النمو في إطار دعم التحول الرقمي الذي تقوده الحكومة ضمن رؤية السعودية 2030، عبر سياسات رقمية طموح، واستثمارات في البنية التحتية، ومبادرات تهدف إلى بناء اقتصاد معرفي قائم على التقنية.
