"هاي ماما".. خدعة احتيال صوتية على واتساب كلفت ضحاياها مئات الآلاف
أطلق خبراء الأمن السيبراني تحذيرًا جديدًا بشأن عملية احتيال متطورة تُعرف باسم "هاي ماما"، عادت بقوة في عام 2025 بعد أن استهدفت آلاف المستخدمين حول العالم عبر تطبيق واتساب.
وتعتمد الخدعة على إرسال رسالة نصية من رقم مجهول يدّعي أنه ابن أو ابنة الضحية، مدعيًا فقدان الهاتف والحاجة إلى المال بشكل عاجل.
الخطير في هذه الموجة الجديدة من الاحتيال هو استخدام تقنية تقليد الصوت بالذكاء الاصطناعي، حيث يقوم المحتالون بإنشاء رسائل صوتية تُحاكي بدقة صوت الأبناء أو الأقارب، ما يعزز من مصداقية القصة المفبركة ويزيد فرص النجاح.
كيف تبدأ الخدعة وما الذي يجعلها مقنعة؟
غالبًا ما تبدأ الرسالة بعبارة بسيطة مثل "هاي ماما" أو "هاي بابا"، تليها جملة تدّعي فقدان الهاتف وعدم القدرة على الدخول إلى الحساب البنكي.
بعد كسب ثقة الضحية، يطلب المُرسل تحويل مبلغ مالي لشراء هاتف جديد أو دفع الإيجار، ويصر على أن التحويل يجب أن يتم إلى حساب جديد لأنه لا يمكنه الوصول لحسابه المعتاد.
ويستغل المحتالون معلومات شخصية يتم جمعها من مواقع التواصل الاجتماعي، مثل أسماء أفراد العائلة أو تفاصيل حياتية بسيطة، لبناء قصة واقعية تقنع الضحية بسرعة.
وفي بعض الحالات، لا ينتحل المحتال شخصية أحد الأبناء فحسب، بل قد يدّعي أنه صديق مقرّب أو أحد الوالدين.
اقرأ أيضًا: آبل تطور iPhone 19 Air بشاشة أكبر وإطلاق مرتقب في 2027
أرقام صادمة وتحذيرات متزايدة من الخبراء
بحسب بيانات صادرة عن مؤسسة Santander، فقد تم تسجيل 506 حالة احتيال ناجحة منذ بداية 2025، كلفت الضحايا ما يقرب من 650 ألف دولار، منها أكثر من 170,000 وقعت في شهر أبريل فقط.
وأكد جاك مور، مستشار الأمن السيبراني العالمي في شركة ESET، أن التكنولوجيا الحالية قادرة على تقليد أي صوت بدقة في غضون لحظات، مستخدمة تسجيلات صوتية مأخوذة من الإنترنت أو الشبكات الاجتماعية، محذرًا من أن هذه الوسائل أصبحت أكثر انتشارًا وخطورة مما يعتقد الكثيرون.
وينصح الخبراء باتباع خطوات وقائية بسيطة، تبدأ بالاتصال المباشر بالشخص الذي يدّعي المحتال أنه هو، باستخدام الرقم المحفوظ سابقًا في الهاتف.
كما يُفضل الاتفاق مع أفراد الأسرة على كلمة سر أو رمز سري لاستخدامه في الحالات الطارئة، شرط ألا يكون مكشوفًا على مواقع التواصل. وشدد مور على ضرورة عدم تحويل أي أموال إلى حسابات جديدة دون التحقق الكامل من هوية المرسل، حتى إن بدت القصة مقنعة.
