أيهما أفضل: تطبيق Meta AI أم ChatGPT؟
خلال مؤتمرها الأول المخصص للذكاء الاصطناعي LlamaCon، الذي أقيم الثلاثاء الموافق 30 أبريل 2025، أعلنت شركة ميتا عن إطلاق تطبيق Meta AI المستقل كجزءٍ من استعداداتها لمنافسة شركات على رأسها OpenAI.
مَن يتابع أخبار الذكاء الاصطناعي ويستخدم أدواته، يعرف أن Meta AI هذا ليس بجديد، حيث وصل إلى تطبيقات ميتا مثل واتساب، وماسنجر، وإنستجرام، وفيسبوك في منتصف العام الماضي تقريبًا، لكن الفرق أنه وصل كخدمة وليس كتطبيقٍ مستقل.
إذا فتحت أيًا من التطبيقات المذكورة الآن فستلاحظ وجود دائرة بلونٍ أزرق متدرج، وهذه أيقونة الخدمة. فما الفرق بينها وبين تطبيق Meta AI المستقل؟ وما الفرق بين هذا التطبيق وChatGPT؟
ما هو تطبيق Meta AI؟
هو تطبيق ذكاء اصطناعي، مثل ChatGPT وGemini وClaude، لكنه تابع لشركة ميتا؛ يستطيع توليد النصوص والصور والتفاعل مع المستخدمين باللغة الطبيعية أيًا كانت؛ عربية أو إنجليزية إلخ من اللغات.
الهدف من هذا التطبيق، وغيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي المشابهة، هو أن يكون مساعدًا شخصيًا لك تعتمد عليه في الاستفسارات العامة، لكنه يتمتع بمجموعة من الخصائص غير الموجودة في منافسيه مثل إمكانية الاقتران أو التكامل مع منتجات ميتا، كالنظارات الذكية.
التطبيق مجاني تمامًا ويمكن استخدامه الآن على الهواتف الذكية، أندرويد وآيفون، وعلى المتصفحات من خلال الموقع الرسمي، والجميل في الموضوع أنه مجاني تمامًا، ولا يحتاج منك إنشاء حساب أو تسجيل دخول حتى، غير أنك ستُضطر إلى ذلك لو أردت أن تستمتع بكل المميزات.
اقرأ أيضًا: دعم "واتساب" بتقنية "Meta AI".. ما المزايا المنتظرة في التطبيق؟
وعلى ذِكر النماذج، فتطبيق Meta AI يعتمد على أحدث نموذج من ميتا وهو Llama 4. يتكون هذا النموذج بدوره من 3 إصدارات؛ Maverick وScout وBehemoth؛ مثلما يتكون ChatGPT من نماذج مختلفة مثل GPT-4، وGPT-4o.
ما الفرق بين تطبيق Meta AI وخدمة Meta AI؟
الفرق الأبرز أن تطبيق Meta AI يعطي مساحة للمطور لإضافة مميزات أكثر ولا يحتاج منك كمستخدم إلى تحميل تطبيق مثل واتساب أو أي تطبيق منفصل آخر كي تستخدم الخدمة، وهذا ينقلنا للحديث عن مميزات تطبيق Meta AI مقارنةً بالخدمة الموجودة بتطبيقات ميتا.
بالنسبة للتطبيق، فيُمَكنك من أن تتفاعل مع نموذج Llama 4 بالكتابة، وتُرسل له صورًا وملفات PDF كي يحللها، كما تستطيع أن تتحدث معه بالأوامر الصوتية وإن كانت هذه الميزة لم تتوافر بعد للجميع.
على الجانب المقابل، سنرى أن خدمة Meta AI الموجودة بتطبيق واتساب وماسنجر محدودة فقط بالتفاعل النصي، وذلك بالرغم من أنها تقوم على نفس النموذج، Llama 4. جرّب بنفسك أن تدخل إلى التطبيق وتفتح الخدمة على أيٍ من تطبيقات ميتا وستلاحظ الفرق من الوهلة الأولى.
الجدير بالذكر أن ميتا تعتزم تطوير التطبيق بحيث يكون بمثابة مساعدك الذكي، وبالفعل، قطعت شوطًا جيدًا في سبيل تحقيق ذلك عن طريق إضافة ميزات غير موجودة لدى المنافسين، هذه الميزات ليست كثيرة، لكنها مفيدة حقًا.
خذ عِندَك ميزة الـ "Full-duplex" مثلًا؛ تُمكنك هذه الميزة من التحدث إلى الذكاء الاصطناعي والاستماع إليه في ذات الوقت وكأنك تتحدث مع إنسان حقيقي.
أقرب شيء لهذه الخاصية هي ميزة الصوت المتقدم Advanced Voice Mode الموجودة في ChatGPT، وهي تلك الميزة التي تسمح لك بمقاطعة النموذج "وهو يتحدث" لتحصل على تجربة مماثلة للحديث مع البشر عبر الهاتف.
جدير بالذكر أيضًا أنه بات بإمكانك الآن استخدام أداتي ChatGPT وPerplexity عبر واتساب على غرار Meta AI، وذلك بإضافة هذا الرقم 18002428478 إلى جهات اتصالك والتحدث معه بالنسبة لـ ChatGPT، وبالنسبة للنموذج الآخر فرقمه 18334363285، وإذا كنت تتساءل عن سبب عدم وجود رقم لـ Meta AI، فهذا لأنه تابع لنفس الشركة المالكة لواتساب أساسًا وهي ميتا!
ما الفرق بين تطبيق Meta AI وChatGPT؟
هناك عدد من الفروقات الواضحة بين التطبيقات أو الأداتين. الفرق الأول -بالتأكيد- هو اختلاف الشركة المالكة، فالأول من تطوير ميتا والثاني مملوكٌ لـ OpenAI.
ثانيًا، على الرغم من أن Meta AI وChatGPT يتقاسمان المميزات الأساسية مثل التفاعل النصي، والصوتي، والمرئي (حيث يمكنك رفع الصور والمستندات كما قلنا)، فإن ChatGPT يتفوق عمومًا لامتلاكه مميزات من قبيل البحث المُعمّق Deep Research التي تسمح لك بإنشاء تقارير وأبحاث علمية مُقرَنة بالمصادر، وإن كانت محدودة.
وميزة إنشاء الصور المتقدمة بفضل نموذج GPT-4o (ذلك الذي يتيح لك إنشاء الصور بأسلوب غيبلي، وميزة الدردشات المؤقتة Temporary التي لا تُخزن الدردشات إلا لـ 30 يومًا مما يحمي خصوصيتك، وميزة النماذج المخصصة Custom GPTs التي تُمكنك من إنشاء نماذج مخصصة لمهامٍ معينة، وغيرهم العديد من المميزات الكثيرة صراحةً.
اقرأ أيضًا: ChatGPT vs DeepSeek معركة الذكاء الاصطناعي (إنفوجراف)
أما تطبيق Meta AI، فإذا نظرنا إليه نظرةً محايدة تمامًا سنرى كفّته لا تميل إلّا في ميزة واحدة تقريبًا وهي ميزة المجُتمع أو "Discover".
إذا دخلت على موقع الأداة، فسترى بالشريط الجانبي على اليسار هذه الكلمة؛ وإذا ضغطت عليها، سيتم نقلك إلى قسمٍ أشبه بصفحة إنستجرام الرئيسية حيث تُوجد العديد من المنشورات التي تستطيع التفاعل معها بالإعجاب، والتعليقات، والمشاركة.
لكن الفكرة أن هذه المنشورات يجب أن تكون متمحورة حول حالات استخدام النموذج -لكي يستفيد الجميع أقصى استفادة- وليس أي محتوى آخر. بصورة مبسطة؛ اعتبر هذه الميزة مجموعة على فيسبوك أو واتساب لمشاركة كيفية استخدام Meta AI.
هناك مميزات أخرى موجودة في تطبيق Meta AI مثل إمكانية تسجيل الدخول بحسابك على فيسبوك أو إنستجرام، وهذا سيجعل النموذج يفهمك بشكل أكبر وبالتالي يعطيك أجوبة أقل، لكن حتى هذه الميزة تُثير تخوفات كبيرة بشأن الخصوصية، غير أنها أساسًا لم تُثبت فاعليتها بالتجربة حتى الآن، ولهذا لا يمكننا اعتبارها نقطة قوة بالمقارنة مع ChatGPT؛ الذي يحفظ أسلوبك أيضًا بعد فترة ويخصص أجوبة أفضل بناءً على ذلك.
ثالثًا، لو نظرنا إلى النماذج التي يمتلكها تطبيق Meta AI وChatGPT، فسنجد أن الأول محدود بـ Llama 4 فقط بينما يمتلك ChatGPT أكثر من 4 أو 5 نماذج يمكن للمستخدم التبديل بينها بما يناسب احتياجاته.
ونحن هنا نقصد المستخدم المشترك بإحدى الخطط المدفوعة لـ ChatGPT، لكن حتى المستخدم للنسخة المجانية يمكنه التبديل بين GPT-4o وGPT-4o mini، كما أنه يتمتع بمميزات أخرى غير موجودة في Meta AI كما أشرنا.
لكن، وهذه نقطة في غاية الأهمية؛ هل كثرة النماذج تعني أن ChatGPT يتفوق على Meta AI في هذا المعيار؟ قطعًا لا، فالعكس هو الصحيح إذا قارنا Llama 4 بالنموذج الأساسي GPT-4o وبالطبع GPT-4o mini.
فحتى مارس 2025، كانت المقارنة محسومة لـ Llama 4 Maverick وفقًا للاختبارات، وذلك من حيث عدد الرموز التي يمكن استيعابها (1500 صفحة A4 تقريبًا لـ Meta AI مقابل 192 صفحة لـ GPT-4o)، وكون Llama 4 مفتوح المصدر، ناهيك بتفوقه في معايير أخرى تستطيع الاطلاع عليها من هنا.
الخلاصة: هل تطبيق Meta AI سيئ مقارنةً بـ ChatGPT؟ إطلاقًا، بل هو أفضل في بعض الأشياء (مثل ميزة Discover وكونه مجاني بالكامل) حتى إن لم يكن الأفضل إجمالًا.
لا ننسى أيضًا أن تطبيق Meta AI هو تطبيقٌ حديث مقارنةً بـ ChatGPT وأن ميتا تمتلك عددًا مهولاً من المستخدمين وكمية لا يُمكن أن نتصورها من البيانات، وكل هذه عوامل قد تقلب الموازين في المستقبل القريب.
