هل تؤدي العلاقات الافتراضية لتراجع الرغبة في الزواج؟ دراسة حديثة تجيب
كشفت دراسة حديثة نُشرت في دورية "Archives of Sexual Behavior"، نتائج مثيرة تتعلق بالعلاقة العاطفية مع الشخصيات الافتراضية، وتأثيرها على نية الزواج لدى الأفراد في الواقع.
الدراسة أظهرت أن هذه العلاقات الافتراضية قد تؤدي إلى انخفاض أو ارتفاع الرغبة في الزواج، حسب طبيعة التجربة التي يعيشها المستخدم مع هذه الشخصيات التي ينسجها الذكاء الاصطناعي.
تراجع الزواج وتقدّم الذكاء الاصطناعي
أجريت الدراسة في ظل تراجع معدلات الزواج وتكوين الأسر، خاصة في الثقافات الآسيوية مثل الصين، حيث ظهر أنه مع تطور التقنية، اتجه العديد من الأشخاص إلى إقامة علاقات عاطفية مع وكلاء افتراضيين -شخصيات رقمية ذات ملامح بشرية- عبر تطبيقات وألعاب محاكاة رومانسية.
هذا النوع من العلاقات الرقمية لم يعد مجرد ترفيه، بل أصبح لدى البعض بديلًا عاطفيًا لعلاقات الواقع، الأمر الذي أثار جدلًا بين الباحثين حول أثرها على قرارات الزواج!
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف: الرجال يقعون في الحب أسرع من النساء
من الألعاب إلى نية الزواج
شملت الدراسة 503 مشاركًا، جميعهم سبق لهم التفاعل عاطفيًا مع وكلاء افتراضيين خلال العام الماضي.
واعتمد الباحثون على استبيانات شملت مشاعرهم تجاه العلاقة، درجة الارتباط، مدى الأصالة، مستوى الرضا والكفاءة الذاتية، إلى جانب أسئلة تقيس نوايا الزواج، وتأثير الأعراف الاجتماعية، والإحساس بالتحكم في اتخاذ قرار الزواج.
وتبيّن أن المشاركين الذين شعروا بترابط عاطفي وأصالة في العلاقة الرقمية، كانوا أقل ميلاً للزواج الحقيقي، خاصة بين الذكور، بينما أظهر أولئك الذين شعروا بالسعادة والقدرة الشخصية خلال التجربة، ميلاً أقوى للزواج.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة: الرجال ضحايا العنف المنزلي يعانون نفسيًا أكثر من المتوقع
أحد التفسيرات الرئيسية لنتائج الدراسة تمثل في أن الشعور بالاكتفاء العاطفي مع وكيل افتراضي، يجعل الشخص أقل حاجة إلى البحث عن علاقة حقيقية.
ولكن رغم التأثير السلبي الظاهر، أظهرت الدراسة أن بعض المستخدمين اكتسبوا من خلال هذه العلاقات الرقمية ثقة بالنفس ومشاعر إيجابية، مما زاد من تقبّلهم لفكرة الزواج وشعورهم بقدرتهم على تحقيقه في الواقع.
المفاجئ أيضًا أن مستوى الانغماس في العلاقات الافتراضية لم يضعف التمسك بالأعراف الاجتماعية المرتبطة بالزواج، بل عزّزه لدى البعض.
