نزال روميرو وجارسيا في قلب نيويورك: السعودية تعيد للملاكمة بريقها العالمي
تنظم المملكة العربية السعودية كل آونة حدثًا أكبر مما قبله في عالم الملاكمة، الآن عادت تلك الرياضة العريقة إلى بريقها مرة أخرى بفضل تلك الفعاليات الاستثنائية، وكنا أمس على موعد مع واحدة من أبرز تلك الفعاليات، ضمن بطاقة "فاتال فيوري: سيتي أوف ذا وولفز".
فقد كتبت السعودية تاريخًا جديدًا للملاكمة داخل نيويورك، حيث أقيمت لأول مرة منافسات ملاكمة احترافية بنزال بين اثنين من أشهر الملاكمين "رولي روميرو وريان غارسيا" في قلب ميدان "تايم" الذي تزدان به نيويورك.
مزار سياحي عالمي
المملكة نجحت من خلال جهود الهيئة العامة للترفيه في إعادة الملاكمة للواجهة مرة أخرى، وداخل مزار سياحي عالمي، يزوره سنويًا أكثر من 50 مليون سائح من شتى بقاع الكوكب.
النجاح لم يكن رياضيًا فحسب، بل كان نجاحًا جماهيريًا أيضًا، حيث نفدت التذاكر في وقت قياسي، وبينما كنا نعتاد على مشاهدة حفلات غنائية في ميدان "التايمز"، بتنا نرى حلبة وملاكمين محترفين على أعلى مستوى في تلك البقعة التي تعد اختيارًا رائعًا لمكان تاريخي يزوره سياح من كل أنحاء العالم، إذ لا يمكن أن يزور سائح الولايات المتحدة الأمريكية دون المرور على "التايمز سكوير".
إعادة ريان غارسيا إلى نزالات الملاكمة الاحترافية حدث منتظر في هذه الرياضة، بعد إيقافه لمدة عام بسبب تعاطي المنشطات، لذلك اكتسب النزال زخمًا جماهيريًا أيضًا من هذه الزاوية وكانت ضربة رائعة من الهيئة العامة للترفيه كي تزيد من جاذبية تلك الفعالية.
اقرأ أيضًا: تركي آل الشيخ.. مهندس ثورة الملاكمة العالمية من قلب الرياض
تغطية إعلامية رائعة
أيضًا التغطية الإعلامية الرائعة التي أقدمت عليها الجهة المنظمة "مجلة ذا رينج" كانت شيئًا استثنائيًا، حيث كانت الأمور احترافية على صعيد الطرح الإعلامي بدءًا من تغطية المؤتمرات الصحفية، والحوارات، وبث لقطات الميزان الحصرية، والبث المباشر للنزال عبر شبكات كبرى مثل DAZN.
ما زاد سخونة المنافسة في نزال روميرو وغارسيا، هو التصريحات الساخنة التي أدلى بها الطرفان ووكيلاهما، كان أبرزها ثقة روميرو في الفوز، حين قال: "الكل يرشح غارسيا أكثر مني، لكن قد يفوز لاعب ما بالضربة القاضية، كل شيء وارد!".. كما قال لأنصاره إنهم يستطيعون المراهنة عليه بما يشاؤون من الدولارات، في إشارة إلى ثقته بتحقيق الفوز.
فوز تحقق بالفعل، حين أسقط روميرو غارسيا بلكمة خطافية يسارية في الجولة الثانية، جعلت غارسيا مترددًا في الاشتباك بقية النزال، ليخسر بعد ذلك بقرار إجماعي، ويحقق روميرو انتصارًا رآه البعض صعبًا، لكنه وثق فيه رغم أن كثيرين لم يعيروا تصريحاته الاهتمام الكافي قبل المواجهة.
اقرأ أيضًا: كيف أنقذ "تركي آل الشيخ" الملاكمة العالمية من السقوط؟
إيجابيات لا تنتهي
الفضل يعود للسعودية في رعاية بطولات الملاكمة التي تعيد تلك الرياضة للواجهة من جديد بعد فترة من الاندثار، دعاية رائعة للعبة من جهة، لكن هناك جوانب إيجابية أخرى في رعاية المملكة لتلك الفعاليات.
بخلاف الدعاية، تمثل رعاية تلك الفعاليات داخل المملكة وخارجها تقوية للوجود السعودي بين كبرى الدول المنظمة للبطولات الرياضية في شتى الألعاب.
أيضًا تمثل الريادة المتحققة للمملكة في عالم الملاكمة بالوقت الحالي، تشجيعًا لنجومنا العرب للوجود في ساحة لا تزخر كثيرًا باللاعبين العرب. بؤرة رعاية تلك الرياضة عالميًا باتت دولة عربية، والآن على النجوم العرب إظهار أفضل ما لديهم.
