دراسة : إيلون ماسك و آخرون.. ما سر هوس المليارديرات بالإنجاب؟
تتصدر أخبار "إيلون ماسك" و"نيك كانون" عناوين الصحف مجددًا، ليس بسبب إنجازات مهنية، بل لأن كليهما يبدو وكأنه يخوض سباقًا غير رسمي في عدد الأطفال. فـ"ماسك" لديه 14 طفلًا من أربع نساء، بينما أنجب "كانون" 12 طفلًا من ست نساء، وسط تصريحات متبادلة توحي بنوع من التنافس الغريب.
في منشور ساخر على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، صرّح "كانون" بأنه سيُنجب ثلاثة أطفال إضافيين إذا وصلت عملته الرقمية إلى قيمة سوقية معينة، في إشارة إلى رغبته في تجاوز عدد أبناء "ماسك". ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها الثنائي عن الإنجاب وكأنه إنجاز شخصي، بل امتدت تصريحاتهم لتصل إلى تبريرات تتراوح بين إنقاذ البشرية وحتى "مباركة إلهية".
ما هي النسبة الطبيعية للإنجاب عند الرجل؟
دوافع متعددة لهوس الإنجاب
يبرر "ماسك" إنجابه المتكرر بمخاوفه من انخفاض معدلات الخصوبة عالميًا، معتبراً أن هذا التراجع يمثل "أكبر خطر على الحضارة". وقد نشر في وقت سابق تصريحات مشابهة تدعو إلى الإكثار من الإنجاب لمواجهة ما يصفه بـ"أزمة السكان".
أما "كانون"، فغالبًا ما يستند إلى مرجعيات دينية، ويصف قراراته بأنها "تُترك للرب"، رغم اعترافه مؤخرًا بأن التكاليف المالية باتت ترهقه.
التكاثر كمشروع نخبوي
يبدو أن لدى "ماسك" اهتمامًا خاصًا بالجينات، إذ تشير تقارير إلى أنه يسعى إلى "إنجاب أطفال بمواصفات مميزة" من خلال عمليات قيصرية وتعزيز فرص الذكاء. ووفقًا لدراسة أجرتها "وول ستريت جورنال"، يُقال إنه طلب من إحدى النساء إنجاب طفل منه بهدف رفع مستوى ذريته، ما يثير تساؤلات أخلاقية حول نزعات التعديل الوراثي بين النخب التكنولوجية.
هذا النوع من "البرونتالزم" أو الدعاية للإنجاب لا يقتصر على الأثرياء فقط، بل يتقاطع مع توجهات سياسية محافظة ترى أن تراجع الخصوبة سببه صعود الحركات النسوية وتأخر سن الزواج والتعليم العالي للنساء.
تعرف على معدلات خصوبة الرجال حول العالم
الإنجاب كرمز للسلطة والسيطرة
ترى بعض التحليلات النفسية أن هوس بعض الرجال بإنجاب عدد كبير من الأطفال قد يكون مدفوعًا بنزعة نرجسية، حيث يصبح الأطفال وسيلة لترسيخ النفوذ الشخصي والخلود الرمزي. كما أن دفع الأموال لإخفاء علاقات الإنجاب، كما يُشاع عن "ماسك"، يمثل أحد أوجه السيطرة العاطفية والاجتماعية.
مخاطر تغليف السيطرة بغطاء الإنجاب
رغم أن بعض هذه التصرفات تُقدَّم في إطار الرغبة الشخصية أو الدين، إلا أن هناك جوانب مقلقة ترتبط بالإكراه، خاصة إذا استُخدم الإنجاب كوسيلة للسيطرة على المرأة، وهو ما وصفته خبيرة علم النفس "سامانثا مانويتز" بأنه شكل من أشكال التحكم القسري الذي لا يمكن تجاهله.
في نهاية المطاف، سواء بدافع القلق من مستقبل البشرية، أو البحث عن تخليد الذات، أو حتى الميل الفطري للتكاثر، يبقى التساؤل الأهم: هل يستطيع هؤلاء الرجال، حتى مع امتلاكهم للمال والنفوذ، توفير الرعاية الحقيقية والوقت الكافي لكل هذا العدد من الأطفال.
