رحيل الشاعر السعودي الكبير سعد البواردي بعد رحلة طويلة من الإبداع

غيب الموت اليوم الأحد، الأديب والشاعر سعد بن عبدالرحمن البواردي، عن عمر يناهز 95 عامًا، حيث وافته المنية في العاصمة الرياض، بعد مسيرة حافلة في ميادين الثقافة والفكر والشعر.
ويُعد الراحل من أبرز رموز الأدب السعودي في القرن العشرين، ووُصف بأنه مؤسس مدرسة الشعر الواقعي في المملكة، تاركًا ورائه مسيرة ثقافية تمتد لأكثر من ستة عقود من الإنتاج الشعري والنثري.
نشأته ومسيرته التعليمية
وُلد "البواردي" في محافظة شقراء عام 1349هـ/1930م، وبدأ تعليمه فيها، قبل أن ينتقل إلى عنيزة ثم الطائف حيث التحق بدار التوحيد، وتلك المراحل المبكرة أسهمت في تشكيل وعيه الثقافي، لتكون البدايات نحو مسيرة فكرية متفردة.
بعد ذلك تنقل "البواردي" بين عدة مناصب ثقافية وتعليمية، منها عمله مديرًا للعلاقات العامة في وزارة المعارف (وزارة التعليم حاليًا)، وتوليه إدارة مجلة المعرفة، إلى جانب مهامه كسكرتير للمجلس الأعلى للتعليم، وللمجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب.
وفي مرحلة لاحقة، عُيِّن ملحقًا ثقافيًا للمملكة في بيروت والقاهرة، حتى تقاعده عام 1989م، بعد أن رسّخ حضوره كواحد من أبرز الوجوه الثقافية الرسمية وغير الرسمية في الداخل والخارج.
صوت الواقعية في الشعر السعودي
برز سعد البواردي كشاعر وصحفي، جمع في أعماله بين الشعر والنثر والقصص والمقالة، وأسس مجلة الإشعاع عام 1956 في الخبر، فيما واصل الكتابة في عدد من الصحف المحلية والعربية، عبر زوايا صحفية متعددة، مثل:
- الباب المفتوح
- النافذة
- السلام عليكم
- استراحة داخل صومعة الفكر
- أفكار مضغوطة
مؤلفات خالدة لسعد البواردي
أصدر البواردي عددًا من الدواوين الشعرية، أبرزها:
- أغنية العودة
- صفارة الإنذار
- رباعياتي
- إبحار ولا بحر
- قصائد تتوكأ على عكاز
- قصائد تخاطب الإنسان
وفي مجال النثر، أصدر ستة كتب، من بينها:
- ثرثرة الصباح (1393هـ)
- حروف تبحث عن هوية (1419هـ)
- "استراحة في صومعة الفكر" (1431هـ)
كما نشر مجموعة قصصية واحدة بعنوان "شبح من فلسطين"، إضافة إلى مؤلفات متنوعة، من أبرزها:
- تجربتي مع الشعر الشعبي"
- أبيات وبيات
- مثل شعبي في قصة
وسام الملك عبدالعزيز ومسيرة التقدير
وتقديرًا لعطائه الأدبي والفكري، مُنح "البواردي" وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى عام 2014، وهو أعلى وسام مدني في المملكة، تكريمًا لمسيرة استثنائية في خدمة الثقافة الوطنية.
رحل سعد البواردي جسدًا، لكن إرثه سيظل شاهدًا على مرحلة مهمة من تاريخ الأدب السعودي، جمع فيها بين الحضور المؤسسي الرسمي والكتابة الحرة المشبعة بالفكر، والوجدان، والالتزام.