دراسة تكشف المعادلة الذهبية ليوم مثالي: قليل من العمل وكثير من الاستمتاع!
في زمن تتنازع فيه الالتزامات اليومية على انتباهنا ووقتنا، خرج باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا بوصفة مفاجئة لـ"اليوم المثالي"، مؤكّدين أن مفتاح السعادة لا يكمن في الإنجاز فقط، بل في كيفية توزيع ساعات اليوم.
6 ساعات مع العائلة وساعتان مع الأصدقاء
بحسب نتائج الدراسة التي حللت بيانات من المسح الأمريكي لاستخدام الوقت في عامي 2013 و2021، تبيّن أن قضاء ست ساعات يوميًا مع العائلة هو العنصر الأهم في تحقيق يوم جيد، يليه ساعتان برفقة الأصدقاء، الذين تبيّن أن الوقت معهم يؤثر إيجابًا بلا حدود على مزاج الإنسان.
كما خصصت الوصفة ساعة ونصف للتواصل الاجتماعي (غير العائلي)، وساعتين لممارسة الرياضة، وساعة واحدة فقط للطعام والشراب، بينما يُفضّل ألا يتجاوز وقت العمل ست ساعات، والتنقل 15 دقيقة فقط.
وقت الشاشات... عدو السعادة الصامت؟
الدراسة قدّمت نتائج صادمة بشأن وقت الترفيه والاسترخاء، والذي يشمل غالبًا مشاهدة التلفزيون أو استخدام الأجهزة الذكية، حيث أظهر تأثيرًا سلبيًا على احتمال قضاء يوم جيد، وهو ما أرجعه الباحثون إلى أن غالبية هذا الوقت لا يُستخدم بطرق إيجابية تعزز الراحة النفسية.
في المقابل، فإن التمارين الرياضية كان لها تأثير إيجابي مستمر حتى خمس ساعات يوميًا، ما يجعلها من العناصر القوية في وصفة يوم مثالي، خصوصًا عندما تُمارس كجزء من نمط حياة نشط اجتماعيًا.
العمل ليس عدوًا للسعادة.. بشروط
ومن المثير أن الدراسة وجدت أن العمل بحد ذاته لا يعيق تحقيق يوم سعيد، بشرط ألا يتجاوز ست ساعات يوميًا، وهو ما يتقاطع مع نظريات حديثة تطالب بإعادة النظر في عدد ساعات العمل التقليدية.
اقرأ أيضًا: الحب بين الجنسين: لماذا يندفع الرجال وتُصبح النساء أكثر تعلقًا؟ دراسة تكشف
وصفة يوم سعيد.. مثل خبز الكعك!
شبه الباحثون وصفة اليوم المثالي بصناعة كعكة جيدة: بعض الأنشطة تحتاج إلى جرعات صغيرة فقط مثل "رشة ملح"، وأخرى مثل "رقائق الشوكولاتة" التي كلما زادت أضفت متعة أكبر – كقضاء الوقت مع الأصدقاء.
وقد نُشرت الدراسة بصيغة أولية على موقع ما قبل النشر العلمي، ولم تخضع بعد لمراجعة الأقران، إلا أنها تُعد من أكثر الأبحاث شمولًا حتى الآن في تفسير كيفية تأثير الأنشطة اليومية في رفاهية الإنسان وسعادته.
