وراء المتعة.. مخاطر خفية لرسومات الذكاء الاصطناعي الكرتونية
تشهد وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الأخيرة انتشارًا واسعًا لترند يعتمد على تحويل الصور الشخصية إلى رسومات كرتونية، باستخدام نمط يُعرف بـ"ستوديو جيبلي" عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. ورغم الطابع الترفيهي والجذاب لهذه الصور، إلا أن الخبراء يسلطون الضوء على مخاطر خفية تتعلق بالخصوصية والصحة النفسية.
شعبية متزايدة بين الشباب والسبب الطابع المرح
انتشرت هذه التقنية بشكل لافت بين المستخدمين، خاصة من فئة الشباب، بفضل طابعها الإبداعي والمرِح، إذ تمكّن المستخدم من رؤية نفسه في صورة كرتونية خيالية أو على هيئة بطل خارق. وتتوفر هذه الخدمة ضمن أدوات تطبيق "تشات جي بي تي"، ما يعزز سهولة الوصول إليها.
رسائل تحذيرية من خبراء الأمن السيبراني
وفي هذا السياق، قال دكتور وليد حجاج، خبير أمن المعلومات لموقع العربية، إن شعبية الترند تعود إلى الفضول وحب التميز، إضافة إلى ما تمنحه هذه الصور من تجديد للهوية الرقمية بلمسة طفولية جذابة. لكنه حذّر من الجانب الخفي للتقنية، قائلاً إن العديد من هذه التطبيقات تطلب صلاحيات للوصول إلى ألبومات الصور، كما تقوم بتخزين البيانات على خوادم خارجية، ما يعرض المستخدمين لمخاطر تتعلق باستخدام صورهم لأغراض تجارية أو أمنية دون علمهم.
وأشار إلى أن الأمر قد يتطور لاستخدام هذه الصور في تقنيات التزييف العميق (deepfake) أو في عمليات انتحال الهوية، مطالبًا بضرورة الحذر وعدم استخدام أي تطبيق دون التأكد من موثوقية الجهة المطورة ومراجعة سياسة الخصوصية.
اقرأ أيضًا: جوجل تُحدث ثورة في إدارة المدن الذكية باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر خرائطها!
تأثير نفسي وتغذية لصورة مثالية زائفة
من جانبها، أوضحت الدكتورة أماني فهمي، أستاذة الإعلام وعميدة كلية الإعلام بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب لموقع العربية، أن هذا الترند يلقى رواجًا بسبب قدرته على خلق محتوى بصري مختلف وجذاب، مع منح المستخدمين مساحة للتعبير عن أنفسهم مع احتفاظ نسبي بالخصوصية.
لكنها حذرت من أن الإفراط في استخدام هذه الرسومات قد يؤثر سلبًا على الثقة بالنفس، خاصة عند مقارنة الصورة الكرتونية "المثالية" بالصورة الحقيقية. وأضافت أن بعض التطبيقات تمنح نفسها صلاحيات واسعة للوصول إلى بيانات الهاتف، ما يشكل خطرًا مباشرًا على الخصوصية.
وأكدت أن هذه الممارسات قد تعزز لدى البعض مفاهيم غير واقعية عن الجمال والهوية، وهو ما يتطلب وعيًا أكبر بمخاطر التكنولوجيا على المستويين النفسي والرقمي.
