تعيين جاريد إسحاقمان رئيسًا لـ"ناسا".. هل تتحوّل أولويات الوكالة نحو المريخ؟
في قرار مفاجئ، عُيّن جاريد إسحاقمان، الملياردير والرئيس التنفيذي لشركة الدفع الرقمي Shift4، رئيسًا جديدًا لـ"ناسا"، خلفًا لرؤساء غالبًا ما أتوا من خلفيات علمية أو هندسية أو حكومية. ويُعد هذا التعيين مؤشرًا على مرحلة جديدة قد تسلكها الوكالة الفضائية، خصوصًا في ظل إدارة ترامب الثانية التي يبدو أنها تُعيد ترتيب أولوياتها في الفضاء.
إسحاقمان ليس غريبًا عن الفضاء، فقد موّل وقاد رحلتين فضائيتين خاصتين عبر سبيس إكس، واستثمر نحو 30 مليون دولار في الشركة. وهذا التقارب مع إيلون ماسك يثير تكهنات بشأن توجه "ناسا" إلى تعزيز شراكتها مع القطاع الخاص، وتحديدًا مع سبيس إكس، لتسريع برامج الاستكشاف.
اقرأ أيضًا: اكتشافات جديدة تشير إلى وجود حياة ميكروبية سابقة على سطح المريخ
هل تتغيّر الأولويات من القمر إلى المريخ؟
منذ إدارة ترامب الأولى، ركزت "ناسا" على برنامج أرتميس القمري، والذي يهدف إلى إعادة البشر إلى سطح القمر للمرة الأولى منذ أكثر من 50 عامًا. إلا أن البرنامج واجه تأخيرات متكررة ونكسات مالية، ما يفتح الباب أمام إعادة توجيه الموارد نحو استكشاف المريخ، وهو حلم لطالما روج له ماسك، ويُعد إسحاقمان أحد أبرز داعميه.
كما انتقد إسحاقمان سابقًا سياسة "ناسا" في توزيع الاستثمارات بين سبيس إكس وبلو أوريجين التابعة لجيف بيزوس، واعتبر أن هذا التوازن "إهدار مالي" قد يُعاد توجيهه نحو مشاريع علمية أكثر نفعًا مثل مرصد للكواكب الصالحة للحياة، أو مهام إعادة العينات من المريخ.
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك يحدد موعدًا لإطلاق "ستارشيب" إلى المريخ حاملة الروبوت "أوبتيموس"
سباق الفضاء: مرحلة جديدة من التخصيص والشراكات
مع انطلاق عام 2025، لا تزال الكثير من الملفات مفتوحة أمام إدارة إسحاقمان، والتي قد تشهد نقلة نوعية في آليات تمويل "ناسا" وأولوياتها الاستكشافية. وإذا ما استمرت توجهات الخصخصة والدفع نحو الاستكشاف العميق، فقد تجد الوكالة نفسها لاعبًا رئيسًا في سباق فضائي تقوده التحالفات التجارية أكثر من الحكومات.
الأنظار الآن تتجه إلى ما إذا كانت هذه القيادة الجديدة ستُحدث ثورة فعلية في برامج الفضاء، أم ستكون مجرد فصل مختلف في قصة طويلة من الشراكة بين الحكومة والتكنولوجيا.
