خلافًا للاعتقاد السائد.. الأطفال الوحيدون أكثر توازنًا نفسيًّا
لطالما ساد الاعتقاد بأن الطفل الوحيد يفتقر إلى المهارات الاجتماعية أو يعاني من الوحدة والأنانية، إلا أن دراسة جديدة قلبت هذه الصورة النمطية رأسًا على عقب، مؤكدة أن هؤلاء الأطفال قد يكونون الأذكى والأكثر سعادة بين أقرانهم.
في دراسة حديثة أجراها باحثون صينيون وشملت أكثر من 7 آلاف طفل، تم التوصل إلى نتائج غير متوقعة، إذ تبين أن الأطفال الوحيدين، أي الذين لم يُرزق والدوهم بأشقاء لهم، يتفوقون من حيث الذكاء والصحة النفسية والقدرة الإبداعية على الأطفال الذين نشأوا ضمن عائلات فيها أكثر من طفل.
اعتمد الفريق العلمي في بحثه على مجموعة متنوعة من أدوات التقييم، تضمنت تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي لفحص المادة الرمادية والبيضاء، إلى جانب تقييمات سلوكية مفصلة واستبيانات تتعلق بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر في بيئة الطفل ونشأته.
اقرأ أيضًا نتيجة صادمة".. طفل يُظهر سلوكيات القرود بعد تربيته مع شمبانزي لمدة 9 أشهر
وأظهرت النتائج أن الأطفال الوحيدين يتمتعون بذاكرة أفضل، وقدرات لغوية أعلى، وصحة نفسية أكثر استقرارًا. كما عبّروا عن مستويات أعلى من السعادة والرضا عن الحياة، وانخفاض في السلوكيات الاندفاعية.
وأشار الباحثون في دراستهم المنشورة بمجلة "نيتشر" العلمية إلى أن هذه النتائج تتعارض مع الصورة النمطية السائدة التي تربط الطفل الوحيد بالأنانية أو الاضطرابات النفسية.
وأضافوا أن أحد أبرز الأسباب المحتملة لتفوق هؤلاء الأطفال هو حصولهم على قدر أكبر من الاهتمام والموارد من والديهم، مقارنةً بمن يتقاسمون ذلك مع إخوة وأخوات.
اقرأ أيضًا فيديوهات الصحة النفسية في تيك توك.. توعية أم تضليل؟
وتأتي هذه الدراسة استكمالاً لنتائج سابقة نُشرت عام 2021، التي نفت أن يكون الأطفال الوحيدون أكثر أنانية أو نرجسية كما كان يُعتقد سابقًا.
وبينما لا تزال بعض الآراء الثقافية والاجتماعية تفضّل وجود الأشقاء ضمن الأسرة، فإن هذه النتائج تعزز من الفهم العلمي المتنامي لفوائد النمو كطفل وحيد، خاصة من الناحية النفسية والمعرفية.
