إيرباص تكشف ملامح طائرتها المستقبلية بوقود مستدام ومحركات ثورية
في إعلان يعكس تصاعد المنافسة في قطاع الطيران العالمي، كشفت شركة "إيرباص Airbus" عن خططها لتطوير طائرة جديدة من الجيل التالي، من المنتظر أن تدخل الخدمة في النصف الثاني من عقد 2030، ضمن رؤية طموحة لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق كفاءة أعلى في استهلاك الوقود.
وفي قمة عقدت مؤخراً في مقر الشركة بتولوز، فرنسا، أعلن الرئيس التنفيذي "غيوم فوري" أن الطائرة الجديدة لن تكون مجرد تحسينات تدريجية على طراز A320، بل ستكون بتصميم جديد كلياً "clean sheet design"، في إطار منافسة وصفها بـ"الشرسة" مع "بوينج Boeing" الأميركية.
محركات مفتوحة المروحة: كفاءة غير مسبوقة
أبرز التقنيات التي كشفت عنها إيرباص هي محركات "المروحة المفتوحة Open-fan"، التي تطورها بالتعاون مع CFM، المشروع المشترك بين "جنرال إلكتريك GE" و"سافران Safran". هذه المحركات تتيح نسب التفافية أعلى بكثير (60:1 مقارنة بـ12:1 في المحركات الحالية)، مما يعني كفاءة أكبر في استهلاك الوقود.
المثير أن هذه المحركات ستكون قابلة للعمل بالكامل بوقود طيران مستدام SAF، يُنتج من مصادر نباتية وزيوت الطبخ المعاد تدويرها، رغم التحديات الحالية المرتبطة بالتكلفة وتوفر الإمدادات.
اقرا ايضآ "The Racer".. نموذج تجريبي من إيرباص نصف طائرة ونصف هليكوبتر
أجنحة قابلة للطي: تطوي على الأرض وتتمدد في السماء
من جانب آخر، تعمل الشركة على تطوير أجنحة أطول وأكثر انسيابية تُقلل من مقاومة الهواء وتزيد من الرفع، وبالتالي تساهم في تقليل استهلاك الوقود. إلا أن هذه الأجنحة تُواجه قيوداً من حيث مساحة بوابات المطارات، ما دفع المهندسين إلى تصميم أطراف أجنحة قابلة للطي، تُفتح في الجو وتُطوى على الأرض.
وستُطبق هذه التقنية في البداية على الطائرات ذات الممر الواحد، بخلاف بوينج التي ستستخدمها على طرازها العريض الجديد 777X.
التاكسي الآلي وتقنيات ذكية إضافية
تشمل الابتكارات الأخرى نظام "التاكسي الآلي" لتحركات الطائرة على الأرض، ما يقلل استهلاك الوقود ويحسن السلامة. وتعمل إيرباص أيضاً على جعل أنظمتها أكثر ذكاءً ومرونة في العمليات اليومية، خاصة للطائرات التي تعمل بشكل مكثف على مدار الساعة.
اقرأ ايضآ ثورة في صناعة الطيران.. هل تنهي "إمبراير" هيمنة بوينغ وإيرباص؟
التخلي عن الهيدروجين والتركيز على الجدوى الاقتصادية
رغم أنها كانت من أوائل الشركات التي أعلنت عن مشروع طائرة تعمل بالهيدروجين، إلا أن "إيرباص" قررت التراجع عن المشروع، معتبرة أنه "غير قابل للتطبيق التجاري واسع النطاق"، وتشبيهًا له بمشروع "الكونكورد" من حيث كلفته العالية وقلة الجدوى.
بهذه الخطط، تسعى "إيرباص" لقيادة مستقبل الطيران المستدام، في وقتٍ يتزايد فيه الضغط العالمي للحد من انبعاثات الطيران وتحقيق توازن بين الابتكار والتكلفة التشغيلية.
