السياحة السعودية تشهد نموًا قياسيًا بفضل الاستثمارات والمشاريع الكبرى

في ظل جهود السعودية المستمرة لتحويل نفسها إلى وجهة سياحية عالمية، حققت المملكة في 2024 إنفاقًا قياسيًا من السياح الأجانب، محققة بذلك قفزات كبيرة في قطاع السياحة، الذي يعد ركيزة أساسية لرؤية السعودية 2030.
إنفاق السياح الأجانب في السعودية لعام 2024
وفقًا للبيانات الأولية التي نشرها البنك المركزي السعودي "ساما"، بلغ إنفاق السياح الأجانب في السعودية خلال عام 2024 نحو 154 مليار ريال (41 مليار دولار)، مما يعكس نموًا بنسبة 14% مقارنة بالعام السابق. يعود هذا النمو إلى الزيادة الكبيرة في النصف الثاني من العام، إذ شهد الإنفاق ارتفاعًا بنحو 23% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليصل إلى 61 مليار ريال.
وقد كانت الجهود التسويقية العالمية والتسهيلات في الحصول على التأشيرات الإلكترونية من أبرز العوامل التي ساهمت في هذا الإنجاز، بالإضافة إلى المشاريع السياحية الكبرى مثل مشروع الدرعية ومشاريع البحر الأحمر. كما لعبت الفعاليات العالمية التي استضافتها المملكة دورًا بارزًا في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية.
السياحة في قلب رؤية السعودية 2030
تعد السياحة أحد المكونات الأساسية لرؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط. وقد أكد وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، أن المملكة تستثمر أكثر من 500 مليار دولار لتطوير وجهات سياحية جديدة، مع هدف استضافة 150 مليون سائح سنويًا بحلول 2030. كما ضخت المملكة استثمارات كبيرة في قطاعات الترفيه والرياضة والفعاليات، مما يعزز عروضها السياحية ويجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
كما أدى ارتفاع إنفاق السياح الأجانب إلى تحسن بند السفر في ميزان المدفوعات السعودي، الذي سجل فائضًا قياسيًا في 2024 بلغ نحو 50 مليار ريال، بزيادة 8% عن العام السابق. على الرغم من أن الإنفاق السياحي المغادر من السعودية شهد زيادة بنسبة 17% في نفس الفترة.
نمو في قطاعات التجزئة والضيافة
شهدت أيضًا قطاعات التجزئة والمطاعم والفنادق نموًا بنسبة 8% خلال العام الماضي، وفقًا للأسعار الجارية للناتج المحلي الإجمالي. وتساهم أنشطة تجارة الجملة والتجزئة والإقامة والترفيه بنحو 20% من القوة العاملة في المملكة، حيث توفر 2.5 مليون وظيفة، 22% منها للسعوديين.
توقعات قوية لمستقبل قطاع السياحة
من المتوقع أن يواصل قطاع السفر والسياحة نموه في السعودية، حيث تشير التوقعات إلى أن إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي سيصل إلى 500 مليار ريال. كما تشير التوقعات إلى أن الإسهام السنوي لهذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي سيصل إلى 840 مليار ريال بحلول 2034، ما يعادل 16% من إجمالي الاقتصاد السعودي.