مستثمر شهير: "اتبع شغفك" نصيحة مضللة لهذه الأسباب!
انتقد رائد الأعمال والمستثمر الأمريكي، أليكس هورموزي، النصيحة الشائعة التي تروج لها كتب التنمية البشرية والدورات التحفيزية، والتي تدعو الأفراد إلى "اتباع شغفهم" في مسارهم المهني.
وأوضح هورموزي، عبر منشور له على منصة "إكس"، أن هناك تسعة أسباب تجعل هذه النصيحة غير واقعية بل ضارة في بعض الأحيان.
ويرى هورموزي أن الشغف لا يكون سببًا للنجاح، بل هو نتيجة للإتقان والممارسة المستمرة، فغالبًا ما يصبح الأشخاص شغوفين بأعمالهم بعد أن يحققوا فيها مهارة وكفاءة عالية، وليس قبل ذلك.
نصيحة غامضة ولا تصلح للجميع
وأكد المستثمر الأمريكي أن مفهوم الشغف ذاته غامض، حيث يفترض أن لدى الجميع شغفًا واضحًا، بينما في الواقع كثير من الأشخاص لا يعرفون ما الذي يثير اهتمامهم الحقيقي، كما أن صعوبة قياس مدى حب الشخص لشيء معين تجعل اتخاذ القرار أكثر تعقيدًا.
الإعجاب لا يعني التفوق
وأشار هورموزي إلى أن مجرد الإعجاب بمجال معين لا يعني بالضرورة أن الشخص يمتلك المهارات اللازمة للنجاح فيه، فقد يكون من الأفضل في بعض الأحيان امتلاك مهنة مستقرة وممارسة الشغف كهواية في أوقات الفراغ.
اقرأ أيضًا: 10 نصائح من مستثمر شهير لتحقيق الأهداف في 2025
تجاهل أهمية العمل الشاق
ويرى المستثمر الأمريكي أن نصيحة "اتبع شغفك" تتجاهل حقيقة أن أي نجاح مهني يتطلب مجهودًا شاقًا وتحملاً للمراحل الصعبة والمملة، فالإتقان لا يأتي إلا من خلال التدريب المتكرر والالتزام، حتى في الأجزاء غير الممتعة من العمل.
توقعات زائفة عن متعة العمل
وأكد هورموزي أن هذه النصيحة تخلق توقعات خاطئة بأن العمل يجب أن يكون دائمًا ممتعًا ومثيرًا، بينما الواقع مختلف تمامًا، واستشهد بمرشده الذي نصحه بعدم تحويل ما يحبه إلى عمل، لأنه سيفقد متعته بمجرد أن يصبح التزامًا يوميًا.
تجاهل الجوانب المالية
كما يرى المستثمر الأمريكي أن اتباع الشغف وحده دون مراعاة العائد المالي قد يقود الشخص إلى الفشل، إذ ليس كل ما نحبه يمكن أن يكون مصدر دخل كافيًا.
واستدل بتجارب الأداء في برامج المواهب مثل "أميركان أيدول"، حيث يحب المتسابقون الغناء لكن قلة منهم فقط يمكنهم تحقيق مكاسب مالية منه.
إهمال العوامل الأخرى المهمة في الحياة
وأشار هورموزي إلى أن الشغف وحده لا يكفي لخلق بيئة عمل مرضية، إذ يحتاج الشخص أيضًا إلى دخل مناسب، وزملاء جيدين، وبيئة داعمة، وأمان وظيفي.
اقرأ أيضًا: بنهاية 2025.. مستثمر شهير يتوقع أن يصل بيتكوين إلى هذا السعر
غياب المرونة في مواجهة التغيرات
وأوضح المستثمر الأمريكي أن الاهتمامات تتغير بمرور الوقت، فما يجذب الشخص في العشرينيات قد لا يكون الشيء ذاته في الأربعينيات، كما أن العالم نفسه يتغير، لذا فإن التمسك بشغف معين قد يكون عائقًا أمام التطور المهني.
التركيز على الذات بدلاً من الآخرين
وأخيرًا يرى هورموزي أن التركيز على الشغف الشخصي قد يجعل الإنسان أكثر انغلاقًا على ذاته، بينما تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الأكثر سعادة هم الذين يركزون على خدمة الآخرين والمساهمة في أهداف أكبر.
الشغف نتيجة وليس شرطًا
ولتوضيح فكرته، استشهد هورموزي بقصة مسافر التقى ثلاثة عمال حجارة، حيث قال الأول إنه يقطع الحجارة، والثاني إنه يعمل لكسب رزقه، بينما قال الثالث إنه يبني كاتدرائية ستلهم الأجيال القادمة.
من وجهة نظر هورموزي، يمكن لنفس العمل أن يكون مجرد وظيفة أو مهنة أو رسالة، بحسب طريقة النظر إليه، ولهذا نصح بالتركيز على ما يجيده الشخص وما يحتاج إليه العالم، مشيرًا إلى أن الشغف غالبًا ما يأتي لاحقًا كنتيجة للنجاح، وليس كشرط مسبق له.
