العرضة السعودية تدخل قائمة "جينيس" (فيديوجراف)
حققت المملكة العربية السعودية إنجازًا عالميًا جديدًا، مع دخول العرضة السعودية "موسوعة جينيس" للأرقام القياسية، كأكبر عرضة سعودية في التاريخ، وذلك خلال احتفالات "يوم التأسيس" في مدينة الرياض، بمشاركة 633 مؤديًا، اجتمعوا في ساحة الحكم لأداء هذه الرقصة التراثية العريقة.
ووسط أجواء مليئة بالحماس، تلاحمت الأيادي وتعالت أصوات الطبول، بينما كانت السيوف تلمع تحت سماء الرياض، لترسم هذه الرقصة الحربية والسلمية ملحمة جديدة في سجل التراث السعودي، مستمدة قوتها من تاريخ امتد لأكثر من ثلاثة قرون، حيث كانت تؤدى في ساحات المعارك لتعزيز الروح القتالية، وأصبحت اليوم رمزًا للوحدة الوطنية في الاحتفالات الكبرى.
ولطالما ارتبطت العرضة السعودية بتاريخ المملكة، حيث كانت تؤدى خلال الحروب لرفع الروح المعنوية لدى المحاربين، ثم تحولت لاحقًا إلى الرقصة الرسمية للمملكة، يؤديها الملوك والمواطنون في المناسبات الوطنية الكبرى، تعبيرًا عن الفخر والولاء للوطن.
اقرأ أيضًا: فسيفساء تحمل شعار اليوم الوطني تدخل موسوعة جينيس في جدة
ويعتبر الملك سلمان بن عبد العزيز أحد أبرز الشخصيات التي حافظت على هذا الموروث الثقافي، حيث كان حريصًا على المشاركة في العرضة منذ أن كان أميرًا للرياض، وحتى توليه مقاليد الحكم.
اهتمام عالمي بالعرضة السعودية
لم يكن هذا الإنجاز العالمي الأول لهذا الفن العريق، فقد تم إدراج العرضة السعودية ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي عام 2015، تقديرًا لأهميتها التاريخية والثقافية، وبعد ذلك، تم تأسيس المركز الوطني للعرضة السعودية عام 2017، ليعمل على حفظ هذا التراث وتعزيزه، وضمان استمراره بين الأجيال القادمة.
اقرأ أيضًا: الدول العربية تحقق أرقامًا قياسية في موسوعة جينيس 2019... تعرف عليها
وتعتمد العرضة السعودية على أداء جماعي من صفين متقابلين، يمسكون بالسيوف ويرددون الأهازيج الحماسية، فيما يتوسطهم قارعو الطبول، في محاكاة للحروب التاريخية التي خاضتها المملكة، وتختتم الرقصة بعبارة "تحت بيرق سيدي سمعٍ وطاعة"، والتي تعكس قيم الولاء والانتماء للقيادة والوطن.
يمثل دخول العرضة السعودية "موسوعة جينيس" إنجازًا تاريخيًا، يعزز مكانة هذا الفن كرمز للهوية الوطنية، ويؤكد على التزام المملكة بالحفاظ على تراثها الثقافي العريق، ومع الاهتمام المتزايد بهذا اللون الفلكلوري، تستمر العرضة في كونها جسرًا بين الماضي والحاضر، حاملة في طياتها أمجاد الوطن وتاريخه المجيد.
