الشيف الإيطالي ماسيميليانو بلاسوني: سحر الرياض يلهمني... والكبسة بنكهتها الغنية تلقى رواجًا في أوروبا

الشيف ماسيميليانو بلاسوني هو طاهٍ إيطالي شهير يتمتع بخبرة واسعة في فنون الطهي، حيث قاد مطعم "لاريا" (L'ARIA) الفاخر الواقع على ضفاف بحيرة كومو في إيطاليا. يتميز الشيف بلاسوني بقدرته على دمج التقاليد الإيطالية مع التأثيرات الشرقية، ما يخلق تجربة طعام فريدة تجمع بين الأصالة والابتكار. مؤخرًا، انتقل الشيف بلاسوني إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث استضاف فندق "ماندارين أورينتال الفيصلية" مطعم "لاريا" لفترة محدودة، مقدمًا لضيوف الرياض تجربة طهي استثنائية تعكس مهارته في المزج بين المأكولات الإيطالية واليابانية، وكان للرجل هذا اللقاء معه.
ما الذي أتى بك إلى المهنة؟
ألهمتني حرية الإبداع والفرصة التي سأنالها لاستكشاف الكثير من البلدان والدول، وكذلك الانغماس في ثقافاتها المختلفة، إضافة إلى الحصول على فرصة استثنائية للنمو على المستويين المهني والشخصي.
برأيك ما أهم مواصفات الشيف المميز، ما الملكات التي يفترض أن يتمتع بها؟
الخبرات والتجارب هي أكثر ما ألهمني، إضافة إلى النمو المستمر وفرصة استكشاف المأكولات العالمية من كل زاوية بهدف اكتساب ما يلزم من مهارات محددة ومعقدة لأداء الدور الذي أؤديه.
الرياض، ماذا أضافت لك التجربة السعودية بالمقارنة مع دبي؟ ما الاختلاف؟
كانت تجربتي في الدولتين إيجابية جدًّا. قد تكون دبي التي أصبحت سياحية جدًّا، قد فقدت بعضَ سحرها، في حين نجحت الرياض ورغم نموّها السريع الذي يعزى إلى الفعاليات الدولية التي تستضيفها، في الحفاظ على الكثير من تقاليدها، ومن ثم على سحرها الأصيل والفريد.

ما الطبق السعودي الأحب إلى قلبك؟ وما رأيك بالمطبخ السعودي؟
الكبسة هي الطبق السعودي المفضل لدي. فهي غنية بالنكهات والتقاليد وتعكس جوهر المطبخ السعودي بأفضل صورة. يعدّ المطبخ السعودي صحيًّا نسبيًّا بفضل استخدام المكونات الطازجة مثل الأرز والخضار واللبن واللحوم المطهوّة ببطء، وهي ممارسات تجعله يكتسب رواجًا وتقديرًا متزايدين في أوروبا بفضل ثرائه وتوازنه.
ما الطبق أو المناسبة أو الحدث الذي تفخر بأنه كان من إنجازك؟ ولماذا؟
الكركند الأزرق بالخرشوف والفراولة البرية. تم تقديم هذا الطبق الذي غمرني بشعور رائع بالفخر في فعالية خاصة، حيث تم تكليف كل شخص منا بإقران الطبق مع عنبيات فاخرة. لكن أكثر ما أفخر به الفعالية التي أقيمت في نابا فالي بالتعاون مع بييرو سيلفاجيو. كانت تلك مناسبة لا تُنسى، وقد شكّلت ذروة تجارب الطهي غير الاعتيادية.

اقرأ أيضًا: الشيف سما جاد لـ"الرجل": دروس الحياة تعلمتها من الطهي.. والمطبخ السعودي يعكس ثقافة الكرم
من يطبخ في البيت أنت أم زوجتك؟
عادةً ما أطهو بنفسي في المنزل، لكن بصراحة، غالبًا ما أكون مسافرًا ولديّ التزامات كثيرة، ما يجعل قضاء وقت طويل في المنزل صعبًا.
ما أكثر ما تستمتع بطهوه؟ وما أفضل طبق تذوّقته على الإطلاق؟
أنا من عشاق الطعام والمطبخ الذي يُشعر الإنسان بالراحة والسعادة. أبحث عادةً عن أطباق طازجة وأصيلة وغنية بالنكهات والمكوّنات الطبيعية، وهي صفات لا يمكن أن تحملها إلا الأطباق الأكثر أصالة. طبقي المفضل هو سمك القاروس المملّح الذي يعكس بشكل مثالي التناغم بين البساطة والرقي. إنه طبق يتميز بجودة مكوّناته ويعزز الفوارق في النكهات.
ما تعليقك على نجوم الميديا والسوشيال في الطبخ؟ ألا يغريك أن يكون لديك قناة؟
لكل شخص حرية أداء دوره بالطريقة التي يريدها. أنا شخصيًّا أستمتع بكوني محترفًا يقدّر الخصوصية، وأحب التعليم ومشاركة معرفتي مع الغير بشغف وتفانٍ.

ما أهم جائزة تلقيتها في حياتك؟
حصلت على نجمة ميشلان في وقت قياسي في لندن، وهو إنجاز مهم. بالمقابل، لا يمكننا إنكار شدة المنافسة في قطاع الطهي حاليًّا، فكل مطبخ، مهما كان واعدًا، يواجه ضغوطًا وتحديات متزايدة لا تقتصر فحسب على إعداد الأطباق. ومن الضروري أن نكون مستعدين للتعامل مع طلبيات كبيرة بالتزامن مع مراقبة قرارات الشراء، ما يضمن الحفاظ دائمًا على توازن بين الجودة والاستدامة المالية. إنّ الدراية بالشؤون المالية لا تقلّ أهمية عن مهارة الطهي، حيث إنّ إدارة الموارد الذكية هي أساس النجاح واستمرارية القطاع دائم التطور.
ما هي هواياتك الأخرى خارج المهنة؟ وهل تجد وقتًا لممارستها؟
أهوى السباحة. إنها رياضة تعلّمني مدى أهمية إيجاد الوقت للقيام بكل ما نرغب فيه.
ماذا يعني لك الغد؟
بالنسبة إلي، يشكّل المستقبل نموًّا مستمرًّا، ودعوة للتطور الذي لا يتوقف. إنه أيضًا تذكير بضرورة البقاء متنبّهًا والسعي لمواكبة التغييرات المستمرة في الحياة.