تشانغ يي مينغ (张一鸣): رائد عصر الـ "TikTok": الذي أعاد تشكيل مستقبل المحتوى الرقمي

خطف أنظار العالم، وتصدّر قوائم الأثرياء في بلده الصين قبل أن يتجاوز عمره 41 عامًا، رائد الأعمال "تشانغ يي مينغ" تربع على قائمة Hurun China Rich List لعام 2024 بثروة تقدر بنحو 49.3 مليار دولار، متجاوزًا العديد من الأسماء البارزة في عالم الأعمال. خلف هذا الإنجاز قصة نجاح استثنائية بكل أبعادها وبزمن قياسي لرائد الأعمال الذي اخترع أشهر منصة في عصرنا "TikTok"، وشق طريقه في صناعة التكنولوجيا، ليصبح مصدر إلهام لجيل جديد من الشباب الطموحين في كل بقاع العالم.
منذ تأسيسه لشركة ByteDance، استطاع تشانغ تحويلها إلى واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، بفضل رؤيته المبتكرة التي مزجت بين الذكاء الاصطناعي والمحتوى الرقمي. منصة TikTok، التي أطلقتها الشركة في مايو 2017، حققت انتشارًا عالميًّا غير مسبوق، وجذبت أكثر من مليار مستخدم حول العالم، ما جعلها رمزًا للريادة الصينية في الأسواق الدولية، ومصدرًا للأرباح التي تجاوزت 110 مليارات دولار في العام الماضي 2024 وحده.
ومع ذلك، لم يكن طريق النجاح خاليًا من التحديات، إذ تواجه TikTok معارك قانونية في العديد من الدول أبرزها الولايات المتحدة، حيث تضم نحو 200 مليون مستخدم، في ظل اتهامات تتعلق بحماية الخصوصية. ورغم هذه العقبات، يبقى تشانغ مثالًا لرجل الأعمال الذي استطاع في فترة قصيرة أن يغير قواعد اللعبة، ويضع شركته في صدارة المشهد العالمي.

بيئة عائلية مستقرة
ولد تشانغ يي مينغ، في 1 إبريل 1983 في مدينة لونغيان بمقاطعة فوجيان، وها هو اليوم وقبل أن يكمل 42 سنة من عمره يعد أحد أبرز رواد الأعمال في الصين. من الثابت أن إنجازه الأهم هو تأسيس شركة Bytedance، الشركة الأم لتطبيق تيك توك. غير أن مسيرته حافلة بالإنجازات قادته من نشأة متواضعة إلى أن أصبح واحدًا من أغنى رجال الصين في قصة ملهمة تحمل العديد من الدروس.
لم يرث عن عائلته الأموال، فوالداه موظفان حكوميان، ينتميان إلى الطبقة المتوسطة، والده كان موظفًا في الإدارة المحلية، ووالدته معلمة. وسط هذه البيئة المستقرة تعززت لديه قيم التعليم والعمل الجاد وتمكن من الوصول إلى الموارد التي ساعدته على تطوير اهتماماته في التكنولوجيا والبرمجة، فمنذ صغره أظهر تشانغ شغفًا بالتكنولوجيا، وكان يهوى تفكيك الأجهزة الإلكترونية ويقضي ساعات محاولًا فهم طريقة عملها.
لقد ولد في مرحلة كان القانون الصيني لا يسمح للزوجين بإنجاب أكثر من طفل واحد، فقد كان الطفل الوحيد في الأسرة، ما عزز فرصه كي يحظى برعاية خاصة من والديه، الأمر الذي أسهم في نجاح مسيرته التعليمية وصولًا إلى تخرجه في الجامعة.

الشغف بالحاسوب
لم يكن مسار تشانغ يي مينغ التعليمي واضحًا في البداية. لقد التحق في عام 2001 بجامعة نانكاي في تيانجين التي تبعد نحو ساعة جنوب شرقي بكين، كان في عمر الثامنة عشرة، اختار بداية دراسة علم الأحياء، كان تخصصًا رائجًا في ذلك الوقت، وسبق له أن شارك في مسابقة أكاديمية متعلقة بعلم الأحياء في المدرسة الثانوية، وتأثر بكتابٍ قرأه بعنوان "علم الأحياء العام" كتبه أحد أساتذة جامعة بكين. لكن هذه الدوافع لم تكن كافية كي يستمر بالتخصص نفسه، فاختار التغيير إلى مجال آخر مختلف تمامًا، ألا وهو الإلكترونيات الدقيقة (أي الهندسة الإلكترونية) قبل أن يغادره مرة أخرى. يوضح في لقاء صحفي: "أنا أيضًا مهتم جدًّا بالإلكترونيات الدقيقة. ولكن بعد التعلم لفترة، اعتقدت أن الفرص المتاحة للتجريب قليلة جدًّا. أو بالأحرى، من الصعب وضع المعرفة المكتسبة من كتبنا المدرسية موضع التنفيذ، وحدث أننا درسنا أيضًا علوم الحاسب في سنتي الأولى والثانية، لذلك تحولت إلى (هندسة البرمجيات) في النصف الثاني من سنتي الثانية".
ولكن لماذا وجد ضالته في علوم الحاسب مجالًا للدراسة؟ يوضح بالقول إن "تعلم علوم الحاسب له ميزة. ما دام لديك حاسوب وإمكانية الوصول إلى الإنترنت، يمكنك تعليم نفسك. إذا كانت لديك فكرة، يمكنك المضي قدمًا وتنفيذها. حتى كونك طالبًا، يمكنك أيضًا نشر المنتجات للعديد من المستخدمين، وهذا ما دفعني إلى الحاسوب. كانت قاعدة المعرفة المتنوعة مجزية بالنسبة لي أيضًا. يتطلب بدء عمل تجاري منك النظر في كل شيء، وقد درست أيضًا إدارة الأعمال".
بعد أربع سنوات قضاها في الدراسة وحلقات البحث تخرج في عام 2005 بدرجة البكالوريوس في هندسة البرمجيات. خلال دراسته، عُرف بتفانيه وفضوله، حيث كان يقضي ساعات طويلة في مختبر الحاسوب لتطوير مهاراته البرمجية.
السير الذاتية والصبر
خلال فترة دراسته الجامعية لم تكن كتب علوم الحاسب هي كل اهتمامه، لقد وجد الوقت لقراءة مجموعة واسعة خارج مقررات الفصل الدراسي، يقول: "كانت السير الذاتية تشكل جزءًا كبيرًا من هذه الكتب. الغرض الرئيس من القراءة هو تشكيل اهتمامك وجمالياتك".
وعن تأثير مطالعة السير الذاتية، يقول: "أصبحت أكثر صبرًا لاحقًا، عندما يتعلق الأمر باختيار حياتي المهنية وتصميم مساري المهني. ترى أن العديد من الأشخاص العظماء عاشوا حياة غير واضحة عندما كانوا أصغر سنًا، وكان نجاحهم تدريجيًا. يبدأ الجميع أشخاصًا عاديين. عليك أن تتحلى بالصبر، وعندما تستمر في تعميق خبرتك في مجال ما، ستحقق في النهاية نتائج مماثلة. ما دمت شعرت أنه إذا كان بإمكانك اختيار قراءة عدد قليل من الكتب في العالم، فهناك نوعان من الكتب تستحق القراءة: السير الذاتية والكتب المدرسية".
خطواته الأولى
بعد أن تخرج في الجامعة وكأي شاب يبحث عن ذاته، بدأ تشانغ مسيرته المهنية في موقع Kuxun، وهو موقع للسفر، حيث كان خامس موظف وأول مهندس. ارتقى سريعًا إلى منصب المدير التقني بفضل كفاءته.
وفي عام 2008، عمل لفترة وجيزة في مايكروسوفت، لكنه شعر بأن بيئة العمل التقليدية لا تناسبه، ما دفعه للانتقال إلى شركة ناشئة تُدعى Fanfou، التي فشلت لاحقًا. في عام 2009، أسس 99fang.com بعد أن استحوذت Expedia على Kuxun. رغم التحديات، وفرت له هذه التجربة رؤى عميقة حول ريادة الأعمال وأهمية التصميم الموجه للمستخدم.

اقرأ أيضًا: أندرو غارفيلد: المملكة نبض جديد وقصص تُثري السينما العالمية.. تأثرت بسحر العلا وجدة "البلد"
النجاح الكبير
شيئًا فشيئًا تراكمت لديه معرفة بالأسواق والمنافسين. في عام 2012 بادر تشانغ يي مينغ لتأسيس شركة ByteDance كان عمره 30 عامًا بالتمام، ويحلم بإنشاء منصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى مخصص للمستخدمين. جسد ما يبحث عنه في شركة ByteDance، التي أصبحت اليوم واحدة من أبرز الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، تقدم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات الرقمية التي تعتمد على تقنيات متقدمة لتخصيص المحتوى وتجربة المستخدم.
من بين هذه المنتجات، يبرز تطبيق TikTok، الذي جذب أكثر من مليار مستخدم حول العالم، ونسخته الصينية Douyin، التي تقدم محتوى مخصصًا للسوق المحلية. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك ByteDance منصات مثل Toutiao، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم الأخبار، وHelo، الموجهة للأسواق الناشئة، وتطبيق تحرير الفيديو CapCut، المفضل لدى الكثير من منشئي المحتوى. كما توفر الشركة أدوات للتواصل المؤسسي مثل Lark، ومنصات للفيديو الطويل مثل Xigua Video، إلى جانب خدمات ترفيهية مثل BuzzVideo وTopBuzz.
وتُعد ByteDance أيضًا لاعبًا رئيسًا في قطاع الإعلانات الرقمية عبر TikTok for Business، كما أنها دخلت سوق الألعاب والتطبيقات التعليمية مثل GoGoKid. هذه المنتجات المتنوعة، المدعومة بالابتكار والذكاء الاصطناعي، جعلت ByteDance في طليعة شركات التكنولوجيا، ووضعتها كمصدر إلهام في تقديم تجارب رقمية غنية ومخصصة للمستخدمين على مستوى العالم.
التوسع العالمي والتحديات
على الرغم من النجاح الباهر لـ ByteDance، كانت هناك تحديات كبيرة، خاصة في الأسواق الخارجية مثل الولايات المتحدة. واجهت الشركة دعاوى قضائية تتعلق بخصوصية البيانات، لكن تشانغ رأى في هذه العقبات فرصًا للتعلم والتطوير. كما يشير إلى أهمية العولمة قائلًا: "الشركات الصينية الحديثة وُلدت لتكون عالمية".

ابدؤوا أشخاصًا عاديين
يعزو تشانغ نجاحه إلى الابتكار المستمر، والقدرة على التكيف، وفهم احتياجات المستخدمين. قال ذات مرة: "نحن نقدم المعلومات ليس بناءً على الاستفسارات، بل من خلال التوصيات الإخبارية"، ما يعكس التزامه بتقديم محتوى يتماشى مع تفضيلات المستخدمين.
يؤمن بأن النجاح ليس مجرد هدف، بل هو مسيرة تتطلب الصبر والتعلم المستمر، وتدور فلسفته حول فكرة أن "الجميع يبدؤون أشخاصًا عاديين"، وأن النجاح يأتي تدريجيًا من خلال الجهد المستمر والتطوير الذاتي. يركز تشانغ على أهمية التحلي بالصبر، حيث يرى أن التعمق في مجال معين مع المثابرة يؤدي في النهاية إلى تحقيق نتائج ملموسة.
كما يولي أهمية كبيرة للابتكار واستغلال الفرص الجديدة، مؤكدًا أن التحديات هي فرص مقنّعة للنمو. نصيحته للشباب هي أن يركزوا على بناء أساس معرفي قوي، وأن ينظروا إلى الصعوبات كخطوات نحو التقدم. بالنسبة له، النجاح الحقيقي يكمن في تحسين كفاءة نقل المعلومات، واستخدام التكنولوجيا لتقديم حلول ذات قيمة مضافة تخدم الأفراد والمجتمعات.
مصدر إلهامه
على الرغم من جدوله المزدحم، يُعرف تشانغ بأنه يوازن بين العمل وحياته الشخصية، يستمتع بالسفر ويعده مصدرًا للإلهام وتجديد الأفكار، كما يهوى القراءة، ويشارك زملاءه توصيات الكتب التي أسهمت في تشكيل رؤيته الريادية ونهجه الإداري، ولطالما ردد عبارات استلهمها منها، ومن بين هذه الكتب:
"الفوز" (Winning) لجاك ويلش: يُعد هذا الكتاب من المفضلات لدى تشانغ، حيث يستعرض فيه الرئيس التنفيذي السابق لشركة جنرال إلكتريك استراتيجياته في القيادة والإدارة. استلهم تشانغ من هذا الكتاب مبادئ إدارية ساعدته على بناء ثقافة مؤسسية قوية في بايت دانس. قال تشانغ في مقابلة سابقة: "الثقافة المؤسسية هي المفتاح لاستمرار الابتكار، وهذا ما تعلمته من قادة مثل جاك ويلش".
"قوة الآن" (The Power of Now) لإيكهارت تول: يركز هذا الكتاب على أهمية العيش في اللحظة الحالية وتحرير النفس من قيود الماضي والقلق من المستقبل. ساعد هذا الكتاب تشانغ يي مينغ على تطوير عقلية تركز على الحاضر، ما عزز قدرته على اتخاذ قرارات فعّالة في بيئة عمل سريعة التغير. في أحد تصريحاته، قال تشانغ: "العيش في اللحظة لا يعني تجاهل المستقبل، بل اتخاذ قرارات اليوم بحكمة تعزز رؤية الغد".
"الطريق الأقل ارتيادًا" (The Road Less Traveled) لـ م. سكوت بيك: يستكشف هذا الكتاب طبيعة النمو الشخصي والنضج العقلي، ويقدم تحليلات نفسية تعمق فهم مينغ لذاته وللآخرين، ما أثرى مهاراته في القيادة والتواصل. أشار مينغ في إحدى المناسبات: "النمو الشخصي هو رحلة مستمرة، وفهم النفس هو الخطوة الأولى نحو قيادة الآخرين بفاعلية".
قراءة تشانغ يي مينغ لهذه الكتب أسهمت في تشكيل فلسفته الإدارية ورؤيته الاستراتيجية، ما انعكس إيجابًا على نجاحاته في عالم التكنولوجيا وريادة الأعمال، وأصبحت هذه المبادئ أساسًا لنهجه في قيادة فريقه نحو الابتكار المستدام.
حياته الشخصية
خلال فترة دراسته الجامعية في نانكاي، التقى تشانغ يي مينغ بزوجته غريس جاو، وتزوجا في عام 2015 في حفل خاص اقتصر على حضور الأهل والأصدقاء المقربين. يُعرف تشانغ بحرصه على خصوصية حياته الشخصية، حيث يفضل إبقاء عائلته بعيدًا عن الأضواء، ما يعكس رغبته في فصل حياته المهنية عن حياته العائلية.
تميل شخصيته إلى الهدوء والتأمل، ويفضل الأنشطة الفردية أكثر من المناسبات الاجتماعية، ما يعكس ميلاً في طبيعته إلى شيء من "الانطوائية" تجد تبريرها في رغبته وسعيه لتطوير مهاراته الشخصية. ومن بين هواياته، حب القراءة في مجالات متعددة مثل التاريخ، وعلم النفس، والاقتصاد، كما يجد المتعة في المشي لمسافات طويلة، حيث يساعده ذلك على الاسترخاء والتأمل بعيدًا عن ضغوط العمل.
على الرغم من شهرة منصاته ونجاحه العالمي، يوصف تشانغ بأنه شخص متواضع يحب أن يركز على تطوير نفسه وشركته، ما يجعله نموذجًا للقيادة الهادئة والمركزة التي تفضل العزلة والابتعاد عن الأضواء، وهذا أدى إلى إطلاق لقب "الملياردير المجهول" عليه.

اقرأ أيضًا: سلمان البدران الرئيس التنفيذي لـ"موبايلي": القيادة بالإبداع.. ونحن في قلب التحول الرقمي
السعادة بالشغف
يرى تشانغ أن السعادة تنبع من التعلم المستمر ومتابعة الشغف. ينصح الشباب بالبقاء فضوليين، وتقبل التحديات، والمحافظة على "عقلية عادية" لتحقيق إنجازات استثنائية. في إحدى خطبه بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس ByteDance، شدد على أهمية التواضع والتطوير الذاتي.
رغم تنحيه عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة ByteDance في 2021، يظل تشانغ مشاركًا في القرارات الاستراتيجية. يركز حاليًّا على استكشاف فرص في مجالات الذكاء الاصطناعي والمنصات العالمية للمحتوى، بهدف تقليل الفجوات الثقافية وإضافة قيمة للمستخدمين في جميع أنحاء العالم.
ملهم للشباب
المواكب لمسيرة تشانغ يي مينغ سيجد أنه يمثل نموذجًا فريدًا لرائد الأعمال العصري الذي يجمع بين ثلاثة مرتكزات يبني عليها نجاحه وهي الابتكار، والرؤية الاستراتيجية، والقيادة الملهمة.
تمكن بفضل شغفه بالذكاء الاصطناعي وقدرته على استشراف المستقبل من تحويل ByteDance إلى قوة عالمية، حيث أصبحت منتجاتها مثل TikTok وToutiao رمزًا للريادة الصينية في السوق الرقمية. كقائد، أسس ثقافة قائمة على الشفافية والمرونة، ما شجع فريقه على تحمل المسؤولية والابتكار دون قيود بيروقراطية.
يُعد تشانغ قدوة للشباب الطموح، حيث أظهر أن النجاح لا يأتي من الأفكار الجريئة فحسب، بل من التنفيذ الدقيق والرؤية الواضحة. بفضل حكمته في اتخاذ القرارات واستعداده لمواجهة التحديات، استطاع بناء إمبراطورية تكنولوجية تُقدر قيمتها بأكثر من 300 مليار دولار.
رؤيته للمستقبل
يرى تشانغ أن التكنولوجيا ستستمر في تغيير حياة الناس، وأن الذكاء الاصطناعي سيكون محورًا أساسيًا في هذا التحول. يطمح إلى توسيع نطاق ByteDance ليصبح منصة عالمية للإبداع والتواصل، مؤكدًا أن الابتكار المستمر هو مفتاح البقاء في المقدمة.
في مايو 2021، استقال تشانغ من منصب الرئيس التنفيذي، إلا أنه لم يتخلَّ عن دوره القيادي في الشركة. يواصل اليوم تقديم المشورة الاستراتيجية والمساهمة في القرارات الرئيسة التي تدعم توسع ByteDance عالميًّا وتعزز مكانتها بوصفها شركة رائدة في مجال التكنولوجيا.
قصته تلهم رواد الأعمال الشباب بالسعي لتحقيق أحلامهم، مع التحلي بالصبر والمرونة، ورؤية التحديات كفرص للابتكار. تشانغ يي مينغ هو أكثر من مجرد رجل أعمال، إنه رمز للتغيير والتحول في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
البطاقة التعريفة
الاسم الكامل: تشانغ يي مينغ (Zhang Yiming)
الجنسية: صيني
مكان وتاريخ الميلاد: لونغيان، مقاطعة فوجيان، الصين، 1 إبريل 1983
التخصص واسم الجامعة وسنة التخرج: بكالوريوس في هندسة البرمجيات من جامعة نانكاي، تخرج عام 2005
المسمى الوظيفي (المنصب الحالي): مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة بايت دانس (ByteDance)
الحالة الاجتماعية: متزوج، وليس لديه أطفال
المهنة: رائد أعمال في مجال التكنولوجيا
الجوائز والتكريمات:
- صنفته مجلة "تايم" ضمن أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم
- حصل على لقب قائد التكنولوجيا الناشئة عام 2014
- صُنف ضمن قادة الأعمال الخمسين الأكثر تأثيرًا في الصين عام 2018
- تصدر قائمة هورون لأثرياء الصين عام 2024 بثروة تقدر بـ49.3 مليار دولار
السيرة المهنية لـ "تشانغ يي مينغ"
- مهندس في شركة "كوكسون" (Kuxun): انضم تشانغ إلى شركة "كوكسون" عام 2006، حيث بدأ مهندسًا في مجال محركات البحث العمودية في قطاع السياحة. في السنة الثانية، تمت ترقيته ليصبح مديرًا تقنيًّا ورئيسًا للجنة التقنية، ومسؤولًا عن فريق يضم 40 إلى 50 موظفًا.
- موظف في شركة "مايكروسوفت" (Microsoft): في عام 2008، انضم تشانغ إلى فرع شركة "مايكروسوفت" في الصين. ومع ذلك، شعر بالاختناق بسبب طبيعة العمل هناك، فقرر ترك الشركة بعد ستة أشهر فقط.
- شريك تقني في "فانفو" (Fanfou) و"هايني" (Hainei): في سبتمبر 2008، التحق تشانغ كالشريك التقني بفريق وانغ شينغ، وتولى مسؤولية تطوير وظائف البحث في موقعي "فانفو" و"هايني". لكنه غادرهما لاحقًا.
- مؤسس شركة "99 فانغ" (99fang.com): بعد مغادرته "فانفو" و"هايني"، أسس تشانغ شركة "99 فانغ"، التي حققت نجاحًا ملحوظًا في مجال العقارات عبر الإنترنت. أطلقت الشركة خمسة تطبيقات متخصصة خلال ستة أشهر، واستطاع أحدها جذب مليون ونصف مليون مستخدم، ليصبح التطبيق الأول في فئة العقارات. استقال تشانغ من الشركة عام 2011 لرغبته في العمل بمجال الإنترنت بشكل أوسع.
- مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة "بايت دانس" (ByteDance): في 29 يناير 2012، أسس تشانغ شركة "بايت دانس"، وأطلق أول منتجاتها، تطبيق الأخبار "توتياو" (Toutiao)، في أغسطس من العام نفسه. تحت قيادته، توسعت الشركة لتشمل تطبيقات شهيرة مثل "تيك توك" (TikTok). في نوفمبر 2018، استقال تشانغ من منصب الرئيس التنفيذي لتطبيق "توتياو". وفي 20 مايو 2021، أعلن تنحيه عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة "بايت دانس"، مشيرًا إلى رغبته في التركيز على الاستراتيجية طويلة المدى للشركة.
- مؤسس صندوق "كول ريفر فينشر" (Cool River Venture): في 22 مايو 2023، أسس تشانغ صندوق استثمار شخصي باسم "كول ريفر فينشر" في هونغ كونغ، ما يعكس اهتمامه المستمر بالاستثمار في المشاريع الناشئة والمبتكرة.