حساب بنكي منسي أنقذ الملياردير "حسين سجواني".. كيف حدث ذلك؟

كشف مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "داماك العقارية"، حسين سجواني، عن محطات فارقة وتحديات صعبة واجهها خلال مسيرته الطويلة في عالم الأعمال، بما في ذلك تعرضه لخسائر مالية كبيرة وانخفاض مبيعات شركته بنسبة تجاوزت 98% شهريًا، وصولاً إلى معاناته في توفير رواتب الموظفين.
وغير أن اكتشافه بالمصادفة لحساب بنكي منسي في البحرين يحتوي على 20 مليون درهم كان طوق النجاة الذي أنقذ شركته في واحدة من أصعب فتراتها.
محطات فارقة ومسيرة مليئة بالتحديات
وخلال جلسة حوارية عقدت الأسبوع الماضي ضمن فعاليات "منتدى القيادات العربية الشابة"، الذي جاء في إطار الأعمال التمهيدية للقمة العالمية للحكومات، استعرض سجواني أبرز محطات مسيرته المهنية، مقدمًا رؤيته حول فلسفة الإدارة واتخاذ القرارات.
وأكد أهمية التعلم من الأخطاء ودورها في تحقيق النجاح المستدام، مشددًا على أن التغيير والابتكار هما جوهر التقدم في عالم سريع التطور.
وتحدث سجواني عن بداية رحلته في عام 2003 عندما أسس شركة "داماك العقارية"، ورغم موافقة مديري الشركة حينها على جميع قراراته، فإنه رأى ضرورة خلق بيئة عمل أكثر ديناميكية وتحديًا.
اقرأ أيضًا: الملياردير وارن بافيت يواصل تقليص حصته من أسهم بنك أوف أميركا
ولتحقيق ذلك، عين مديرًا من خارج قطاع العقارات وأصدر تعليمات صريحة له: "أي قرار أتخذه، عارضني!"، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الخطوة كان تشجيع النقاش المفتوح وطرح وجهات نظر مختلفة لتعزيز الابتكار واتخاذ قرارات أكثر دقة.
وشدد على أن الانتقاد البناء هو أداة أساسية للتطوير المستمر، مشيرًا إلى أنه يسجل أخطاءه شهريًا ويطلب من المقربين منه مناقشتها بشفافية، مؤكدًا أن هذه الممارسة تعزز ثقافة التعلم وتحقيق التطور المهني المستدام.
خسائر بمئات الملايين ودروس من الأزمات
ومن بين المواقف الصعبة التي واجهها سجواني، كانت خسارته لـ500 مليون درهم نتيجة استثمار في شركة لم يحقق النجاح المرجو، وذكر أن ابنه، الذي كان يبلغ من العمر 12 عامًا حينها، سأله بشكل مباشر: "بابا، لماذا خسرت 500 مليون درهم؟".
وأوضح سجواني أن مثل هذه الأسئلة تؤكد أهمية النقد الداخلي والشفافية حتى داخل الأسرة.
وفي سياق حديثه عن الأزمة المالية العالمية، أشار إلى أن مبيعات شركته انخفضت بنسبة 98%، حيث انتقل من بيع مليار درهم شهريًا إلى أقل من 20 مليون درهم، موضحًا أن التحدي الأكبر تمثل في عدم توافر السيولة الكافية لدفع رواتب الموظفين، إلا أن اكتشاف حساب مصرفي منسي في البحرين يحتوي على 20 مليون درهم أنقذ الشركة من هذه الأزمة.
وأكد سجواني أن هذه التجربة عززت لديه قناعة راسخة بأهمية التوكل على الله إلى جانب الاجتهاد والعمل الدؤوب، مشددًا على ضرورة التحرك السريع خلال الأزمات والبحث عن حلول مبتكرة لضمان الاستمرارية والنجاح.
اقرأ أيضًا: ديب سيك تتسبب في خروج "جينسن هوانغ" من قائمة أغنى 10 مليارديرات في العالم
رؤية مستقبلية وشباب أكثر ذكاءً
وفي حديثه عن الجيل الجديد، وصف سجواني الشباب بأنهم أكثر ذكاءً وأسرع تطورًا من الأجيال السابقة، مشيرًا إلى أن لديهم فرصًا أكبر لتحقيق النجاح في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع.
كما عبر عن فخره بقيادات دولة الإمارات ودول الخليج، معتبرًا أن هذه القيادة الحكيمة ساهمت في تحقيق تقدم يفوق العديد من الدول الكبرى.
وحذر من خطر الغرور، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على التواضع والاستمرار في العمل الجاد لضمان استمرار النجاح، ومشيرًا إلى أن التطور في مجال الذكاء الاصطناعي يجري بوتيرة تفوق التوقعات، مما يحتم على الجميع مواكبة هذا التطور ليظلوا جزءًا فاعلاً في المستقبل.
رسالة إلى رواد الأعمال الشباب
واختتم حسين سجواني حديثه برسالة موجهة إلى الشباب الذين يسعون للنجاح في عالم الأعمال، قائلاً: "لا تعطل نفسك بعقلية نهاية الأسبوع والعطل"، مؤكدًا أن الالتزام والتفاني هما مفتاح النجاح في بيئة الأعمال التنافسية.
يعكس حديث سجواني مسيرة مليئة بالتحديات والدروس، ويقدم نموذجًا ملهمًا للريادة في عالم الأعمال، حيث تبرز رؤيته القائمة على التعلم المستمر، وتشجيع النقد البناء، والقدرة على تجاوز الأزمات بأفكار مبتكرة.