العداء مختار شاهين لـ"الرجل": التكنولوجيا أحد أسرار التفوق في سباقات الماراثون وتحديات "درب العُلا"

يلعب العدّاء "مختار شاهين" دورًا ملهمًا في عالم اللياقة البدنية وسباقات الماراثون، إذ يجمع بين شغفه بالرياضة واستخدام التكنولوجيا، لتعزيز أدائه الشخصي.
وفي حواره مع منصة "الرجل"، يكشف لنا "شاهين" تجربته الفريدة مع سباق "درب العُلا"، الذي يُعد من أبرز السباقات بتحدياته وتضاريسه المتنوعة، وكيف ساهمت ساعة Apple Watch في تحسين أدائه واستعداداته، فيما يقدم بعض نصائحه الملهمة للعدائين الساعين لتحقيق أهدافهم، وتجاوز حدودهم في عالم الركض.
تلعب التكنولوجيا اليوم دورًا حيويًّا في مجال اللياقة البدنية.. فكيف استفدت من ساعة Apple Watch خلال التمارين استعدادًا لسباقات الماراثون؟ وما علامات البيانات المحددة التي تتتبَعها؟
مكنني استخدام ساعة Apple Watch من تحسين أدائي، وتحديد النقاط التي تحتاج إلى تطوير، وبفضل تقديم الساعة لبيانات مهمة في الوقت الفعلي، مثل مراقبة معدل نبض القلب لمعرفة نطاق التمرين، بالإضافة إلى علامة مستوى التقدم/السرعة، فقد ساعدني هذا الأمر على إنشاء استراتيجيات للركض لمسافات طويلة، وبفضل علامة GPS والمسافة، فإنني أستطيع الحفاظ على المسار الصحيح عند الركض في مسار طويل، بينما تعزز علامة الوتيرة من كفاءة الركض وتقلل الإصابات.
أما علامة الارتفاع والتضاريس، فإنها تساعدني على الحفاظ على طاقتي، أو التزود بالطاقة لمساعدتي فيما هو قادم، فيما تعرض علامة السعرات الحرارية المحروقة، وعلامة "القدرة الأكسجينية القصوى VO2 Max"، كيفية تطور اللياقة لديّ، علاوةً على ذلك، هناك علامات أخرى مثل النبض ووقت الراحة والتعافي، وغيرها، ما يجعل استخدامي لساعة Apple Watch يمنحني تصوراً شاملاً عن مستوى لياقتي، ليساعدني على صقل خطة التمارين، وتحسين أدائي يوم السباق.
ما الوظائف الثلاث المفضلة لديك في ساعة Apple Watch التي لا يمكنك الاستغناء عنها؟
متتبع الصحة واللياقة هو السبب الرئيس لارتداء الساعة يومياً، ولأنني رب لعائلة، فإنّ تلقي الإشعارات واستلام المكالمات مباشرة من معصمي يبقيني متنبهاً ومتواجداً عند احتياج عائلتي لي، حيث إنه لا يمكن الإمساك بالهاتف في بعض الأحيان.
كما يمنحني استخدام تطبيق الكاميرا من ساعة Apple Watch بهجةً خالصة، إذ يمكنني من مشاهدة عرض حي لما تلتقطه كاميرا الهاتف، وأستطيع النقر على الزر في شاشة الساعة لأخذ صورة، أو حتى ضبط مؤقت لأخذ صورة تلقائياً، وبفضل هذه الميزة، أستطيع الاحتفاظ ببعض الصور الرائعة.
نصائح مختار شاهين للعدائين
ما أهم ثلاث نصائح ملهمة في رأيك لعدائي الماراثون عند الاستعداد لسباقات مثل سباق "درب العُلا"؟
أتمنى لو كانت ثلاث نصائح فقط، ولكني سألخصها بقدر استطاعتي:
- تمرين التضاريس والمناخ، عوّد نفسك على الركض فوق مختلف الأسطح والأجواء، عن طريق العثور على مسارات ركض شبيهة بتلك التي ستخوض غمارها.
- اعمل على بناء قاعدة قوية، تتميز بالقدرة على التحمل والقوة الذهنية، عن طريق الركض لمسافات طويلة، وزيادة المسافة تدريجياً مراقباً سرعتك، لتنشئ استراتيجية للسرعة.
- من المهم للغاية بناء استراتيجية للتغذية والاستعداد ليوم السباق، حيث ستساعدك زيادة الكربوهيدرات والطاقة على بدء السباق بقوة، ويمكن للتغذية الصحيحة والتخطيط الجيد ليوم السباق أن يكونا هما عوامل الحسم في مستوى أدائك.
- الارتواء يوم السباق كذلك مهم جداً، إذ من السهولة أن تنسى أنك في بيئة جافة، ومن ثم من الضروري تعويض الإلكتروليتات في الجسم بانتظام خلال السباق، لتجنب الجفاف والتشنجات العضلية.
- لا تنسَ أنّه من الضروري استخدام المستلزمات الرياضية الصحيحة، للحصول على الراحة في الأجواء القاسية، مع استخدم أقمشة خفيفة للحفاظ على برودة الجسم وتجنب الاحتكاك، وبالنسبة للأحذية، أنصح بارتداء أحذية الركض التي تتماسك جيداً، وتوفر دعماً مثالياً لمساعدتك في التنقل بين التضاريس الصخرية، دون التعرض لخطر الإصابة.
هل يمكنك إخبارنا بقصتك؟ وما الذي أثار اهتمامك لخوض سباق "درب العُلا" المقدر بمسافة 100 كيلومتر هذه المرة؟
كانت تجربة إنهاء سباق "درب العُلا" مسافة 50 كيلومترًا في العام الماضي مدهشة، حيث الركض بين أحضان المناظر الطبيعية، والتحديات في بيئة فريدة وعتيقة، الأمر الذي زودني بمزيد من الشغف لخوض سباق أطول هذا العام، فقد تعلمت الكثير عن حدودي، وعن القوة العقلية المطلوبة للتغلب على المسافات الطويلة في أجواء صعبة، ولكنني أدركت سريعًا أنني لم أكتشف قدراتي بالكامل.
وقد تحمست لأخذ الخطوة التالية، لأعرف مدى القدرة الجسمانية التي يمكن أن أصل إليها، ومن ناحية أخرى كي أغمر نفسي أكثر في هذه التجربة، فسباق 100 كيلومتر يقدم مستوى جديدًا من التحدي، على الجانب الجسدي والعقلي والعاطفي، فالأمر يتعلق بدفع حدود قدراتي إلى مستويات جديدة لم أعرف بوجودها من قبل، واختبار نفسي اختبارًا حقيقيًّا، من خلال طرق لم أعهدها سابقًا.
بالإضافة إلى أن سباق "درب العُلا" يتميز بهالة ساحرة وروحانية، تجعل للتحدي معنى مختلفًا، وبالنسبة لي، لم يكن الأمر مجرد سباق، بل كان فرصة حقيقية للتطور، ولاكتشاف حدود قدراتي، ولاكتشاف أحد أروع الأماكن على وجه الكرة الأرضية.
يعرف سباق درب العُلا بتحدياته الفريدة، ما الذي جذبك بالتحديد لهذا الماراثون وما الذي يجعله مميزًا بالنسبة لك؟
المتعة البصرية في أثناء المشاركة في هذا الماراثون أخّاذة، لدرجة تقترب من الكمال، فهناك أنواع متعددة من التضاريس والرمال والصخور، بالإضافة إلى الارتفاعات صعودًا وهبوطًا، التي أثارت لدي شغفًا شديدًا للمشاركة.
فالمناظر الطبيعية متنوعة للغاية، حيث تبدأ بمسار رملي، يتبعه آخر صخري، فضلاً عن تسلق منحدرات تتغير منحنياتها، وتتغير معها التحديات المستمرة لجسدي ولعقلي على حد سواء.
اقرأ أيضًا: المصور "عوض الشهري" لـ"الرجل": التنظيمات البيئية في المملكة مبشرة بالخير
الركض في الماراثون تحدٍّ عقلي بقدر ما هو تحدٍّ جسدي، ما الذي يبقيك متحفزًا خلال أيام التمارين الصعبة؟
إذا رأيتني عندما كنت مراهقًا، ما كان لك أن تتخيل يومًا أنني سأركض أو أتمرن كل صباح بعد توصيل أطفالي للمدرسة، الآن، أنا أشعر بفخر شديد لأنني رب أسرة، وكل ما أقوم به يدور في فلك رغبتي في تحسين جودة حياة عائلتي، وأن أحافظ على صحتي في حالة جيدة في سبيل ذلك، وهذا هو المحفز والدافع الحقيقي لي.
كيف تم تكييف نظام لياقتك البدنية لكي تكون مستعدًّا لتلبية المطالب المحددة لماراثون درب العُلا؟
بمجرد أن تبدأ تمارين المسافات ومسارات الركض، ستدرك سريعًا أهمية أن تكون مستعدًّا بقدر المستطاع لما قد تواجهه، فستحتاج إلى أداء التمرين وفق سرعات وفترات مختلفة، مع قدر كبير من تمارين الوزن، لدعم الجسم والظهر خلال المسار، وفي مقدمة ذلك، تأتي تمارين التمدد والحركة للمساعدة في التعافي السريع.
كونك مؤثرًا في مجال اللياقة، كيف تأمل أن تلهم الآخرين عبر المشاركة في هذا السباق الصعب؟
أميل إلى الاعتقاد أنّ أسلوبي الهادف لحياة عائلية صحية هو هدف متواضع، فأنا لا أروج للتطرف في هذا المجال ولا أمارسه، كما أحترم حقيقة أنه في إطار زمن معين في حياة كل شخص، قد ينشغل أو يفاجئ بأمر لم يتوقعه، لذا فأنا دائمًا ما أقول: إنّ أسهل طريق لحياة أكثر صحية هي ببساطة أن تفتح باب دارك، وأن تبدأ المشي أو الركض لمدة 30 دقيقة، وإذا لم تستطع أن تخصص لنفسك 30 دقيقة، فيجب عليك أن تراجع نمط حياتك وأولوياتك.
ما أهمية الإعداد العقلي للماراثون، وما الاستراتجيات التي تساعدك على الحفاظ على تركيزك وتحفيزك؟
يجب أن تعثر على السبب لما تفعله، وأن تضعه نصب عينيك من البداية للنهاية، فعندما أشارك في الفعاليات الصعبة، أعرف نفسي أكثر فأكثر، وهي إحدى الطرق التي تمكنني من التحول لشخص أفضل، وهذا ما أتطلع إليه كل يوم عندما أستيقظ، أن أكون شخصاً أفضل.
ما رأيك في توصية العدائين "المبتدئين" لاستخدام التكنولوجيا مثل ساعة Apple Watch بهدف تعزيز تمارينهم وأدائهم في أثناء السباق؟
بالطبع، إذا لم يكن ما ذكرته سابقاً كافياً، فإنّ مسألة قدرتهم على تتبع جميع إنجازاتهم وقياساتهم لفترة طويلة ستتكفل بأمر الحفاظ على تحفيزهم، وأن يشعروا بأنهم مسؤولون عن أفعالهم، ولا ننسى كيف أن مشاركة القياسات وأهداف اللياقة مع العائلة والأصدقاء هي أمر مرح، ليحافظ الجميع على نشاطه.
وقد ذكرت أنّ ميزات الأمان في ساعة Apple Watch تجعلها الأداة المثالية للمبتدئين ولكبار السن أيضاً، وتشمل اكتشاف السقوط أو استخدامك أيًا من ميزات طوارئ SOS، أما بالنسبة للذين يرغبون في المغادرة لإعداد مخطط في أحد تطبيقات اللياقة، فستقدم خدمة Fitness+ تمارين موجهة جيدة التنظيم، وستحافظ علي تركيزهم، فيما تجنب الإفراط في التمارين.