رجل أعمال بريطاني يدعو لفرض ضرائب أكبر على الأثرياء

دعا رجل الأعمال البريطاني ديل فينس إلى فرض ضرائب أكبر على أصحاب الثروات الطائلة بهدف الحد من تأثيراتهم الكبيرة على الحكومات ووسائل الإعلام، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ويعتبر فينس، المعروف باستثماراته في مجال الطاقات البديلة، من أبرز الشخصيات التي تروج لهذه القضية، إذ وقع مع أكثر من 370 مليونيرا من 22 دولة على رسالة تدعو قادة العالم إلى معالجة تبعات الثراء الفاحش.
رسالة إلى قادة العالم في منتدى دافوس
وتم تسليم الرسالة التي وقع عليها فينس والموقعون الآخرون إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث حضر نحو 60 من رؤساء الدول والحكومات، من بينهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي شارك عبر الإنترنت بعد تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، وفقًا لصحيفة الغارديان البريطانية.
وأوضح فينس في مقال له أنه بعد مراقبته تأثير أثرياء الولايات المتحدة على وسائل الإعلام والمشهد السياسي في المملكة المتحدة، أصبح أكثر إصرارًا على ضرورة تغيير الوضع، ومن أبرز الأمثلة التي ذكرها، هو الملياردير إيلون ماسك، الذي ضخ ربع مليار دولار في حملة ترامب الانتخابية، وزادت ثروته بمقدار 170 مليار دولار في الفترة الأخيرة.
اقرأ أيضًا: استثمارات النخبة: كيف يوزع الأثرياء العرب أموالهم بين المخاطرة والمحافظة؟
وقد قرر ماسك الآن تركيز اهتمامه على المملكة المتحدة، حيث نشر عبر حسابه على "إكس" منشورات تناولت قضايا متعلقة بالمملكة المتحدة، بما في ذلك علاقته المتقلبة مع نايجل فاراج، زعيم حزب "إصلاح المملكة المتحدة"، وكذلك استطلاع رأي حول إمكانية "تحرير" المملكة المتحدة من حكومتها الاستبدادية.
تمويل الأحزاب السياسية والتأثير على الديمقراطية
ومن المتوقع أن يسهم ماسك مع مجموعة من المليارديرات في التبرع بمبالغ ضخمة لحزب "إصلاح المملكة المتحدة"، وهو أمر قانوني إذا تم عبر شركاته في المملكة المتحدة.
وأشار فينس إلى طموحات ماسك في شراء نادي ليفربول لكرة القدم، بالإضافة إلى التقارير التي تشير إلى إمكانية انضمام تيك توك إلى إمبراطوريته الرقمية.
وعلى صعيد آخر، اعتبر فينس أن مارك زوكربيرغ، الذي رفع بعض القيود على المنشورات في منصات ميتا، لا يدافع عن "حرية التعبير" كما يزعم، بل "حرية الكذب"، وفقًا لتعبيره.
واعتبر أن الظاهرة الجديدة هي تسامح الدول مع أصحاب الثروات الفاحشة العابرين للحدود، من دون رقابة على أنشطتهم، مما يشكل تهديدًا واضحًا للديمقراطية.
اقرأ أيضًا: مستثمر شهير: اشتر البيتكوين قبل أن تصبح حكرًا على الأثرياء
وأشار فينس إلى أن ثروة المليارديرات قد ارتفعت بمقدار تريليوني دولار في العام الماضي، وهو ما يعادل حوالي 5.7 مليار دولار يوميًا، بمعدل أسرع ثلاث مرات من العام الذي قبله، وفي الوقت نفسه، ظل عدد الفقراء عالميًا ثابتًا منذ عام 1990، مما يعكس التفاوت المتزايد بين الأغنياء وبقية فئات المجتمع.
ضرورة التحرك لمواجهة التفاوت الاجتماعي
كما حذر فينس من تبعات اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وأكد أن استثمار الأثرياء في السياسة ووسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي يهدد الديمقراطية ومستقبل البشرية، لافتًا إلى أن الحل يكمن في فرض رقابة على وسائل التواصل الاجتماعي، وإصلاح ملكية وسائل الإعلام، وتنظيم تمويل الأحزاب السياسية بشكل علني للحد من تأثير المانحين على المشهد السياسي.
واختتم فينس مقالته بالتأكيد على أن مصلحة الدول الحقيقية تكمن في الاستثمار في القوى العاملة، والبنية التحتية المستدامة، والأنظمة القانونية المستقرة، والبنية الصحية المتطورة، مشددًا على أن الأثرياء الذين يستفيدون من النمو الاقتصادي، يجب أن يدفعوا ضرائب عادلة تتناسب مع ما يجنونه من أرباح.
وفي سياق مشابه، كشفت دراسة نشرتها منظمة أوكسفام التنموية يوم الاثنين الماضي أن عدد المليارديرات في العالم وصل إلى 2769 مليارديرًا في عام 2024، بزيادة قدرها 204 مليارديرات مقارنة بالعام السابق.
وفي الوقت نفسه، ظل عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر ثابتًا، بينما ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع، في حين توقعت أوكسفام أن يكون هناك على الأقل خمسة أشخاص في العالم ستصل ثرواتهم إلى تريليون دولار بعد 10 سنوات.