خطوات بسيطة.. هكذا يمكنك تحسين ذاكرتك

أظهرت الدراسات الحديثة أن القدرة على تذكر كميات هائلة من المعلومات ليست مجرد مسألة وراثية، بل يمكن تطويرها من خلال استراتيجيات معينة تمارس على مدى فترات زمنية طويلة.
ووفقًا لموقع "StudyFinds"، فإن هذه الاستراتيجيات تعتمد في الغالب على ما يعرف بـ"الأساليب المساعدة على التذكر"، التي تتضمن إنشاء صور ذهنية أو استخدام تقنيات لفظية.
طرق التصور وأثرها على تحسين الذاكرة
وتعتمد أساليب التصور على ربط العناصر المراد تذكرها بأماكن محددة، فعلى سبيل المثال، يمكن لشخص أن يحفظ قائمة تسوق من خلال تخيل طريقه إلى العمل وربط كل عنصر من القائمة بمكان معين على طول الطريق وعند استرجاع هذه العناصر، يكفي تتبع الطريق ذهنيًا.
وأشارت دراسات التصوير العصبي إلى أن خبراء الذاكرة الذين يعتمدون هذه الأساليب يظهر لديهم نشاط أكبر في المناطق المسؤولة عن معالجة البيئات المكانية في الدماغ، ما يعزز فعالية هذه التقنية.
استخدامات محدودة وتحديات تطبيقية
ورغم أن تقنيات التذكر المكانية واللفظية أثبتت فعاليتها، إلا أن تطبيقها في الحياة اليومية لا يزال محدودًا، ففي المدارس، تستخدم هذه الأساليب غالبًا لتعلم قوائم بسيطة، مثل أسماء الكواكب أو العناصر الكيميائية، لكنها تفتقر إلى الفاعلية في التعامل مع المواد الأكثر تعقيدًا.
اقرأ أيضًا: مكملات غذائية تعزز الذاكرة وتسهم في إطالة العمر
ولذلك يوصي الخبراء بتطوير استراتيجيات جديدة تركز على عناصر عملية الذاكرة ذاتها، مثل تصنيف المعلومات وتشفيرها بشكل أعمق في الدماغ.
أهمية الترميز الدلالي في عملية الحفظ
ويلعب الترميز الدلالي دورًا محوريًا في تحسين الذاكرة، حيث يقوم على ربط المعلومات الجديدة بمعرفة موجودة مسبقًا.
ووفقًا للباحثين كلوديا بوتش وخورخي جونزاليس، فإن استرجاع الذكريات يعتمد بقدر كبير على الطريقة التي تم بها تخزين المعلومات والمفاتيح الداعمة للوصول إليها.
وأضاف الباحثان: "الممارسة المتكررة ضرورية لتحقيق الحفظ بكفاءة وسرعة أكبر، مما يجعل تدريب الذاكرة أكثر فاعلية".
توصيات لتحسين التعليم
وفي البيئة المدرسية، لا تقتصر فاعلية التعليم على تقنيات الحفظ فقط، بل تشمل مساعدة الطلاب على فهم كيفية عمل ذاكرتهم، حيث يؤكد الخبراء أن المعرفة الغنية والممارسة المستمرة لاستراتيجيات الحفظ تسهل اكتساب المعلومات الجديدة.
ومن الضروري أيضًا توجيه الطلاب لاختيار استراتيجيات الدراسة المناسبة لأنواع مختلفة من المحتوى والتقييم، مع التركيز على المرونة في تطبيق هذه الاستراتيجيات لتحقيق أفضل النتائج.