باكان.. جوهرة مخفية في بحيرة فينيسيا (فيديوجراف)

جزيرة صغيرة في فينيسيا كانت تظهر فقط خلال أشهر الصيف بسبب المد العالي، أصبحت الآن متاحة للاستمتاع على مدار العام بفضل الحواجز المائية للمدينة.
لطالما اعتبر سكان فينيسيا هذه الجزيرة الصغيرة، المعروفة باسم "باكان"، ملاذًا صيفيًا سريًا، هذه الجزيرة الرملية التي تظهر بين "سانت إيرازمو" و"بونتا سابيوني" تتميز بنظام بيئي غني بالأزهار والنباتات التي ازدهرت خلال السنوات الأخيرة.
يبلغ طول "باكان" 250 مترًا وعرضها 10 أمتار، وكانت وجهة مفضلة لسكان فينيسيا الذين يزورونها بالقوارب خلال الصيف، بينما يزدحم السياح في مركز المدينة. هناك، يمكنهم الاسترخاء على الرمال والاستمتاع بنزهات عائلية.
في أشهر الشتاء، كانت "باكان" تتعرض للطقس العاصف، ما جعلها وجهة موسمية معروفة فقط للقلة.
لكن بفضل نظام الحواجز المائية "موزيه"، الذي تم تركيبه مؤخرًا في بحيرة فينيسيا، لن يحتاج السكان إلى انتظار الطقس الدافئ لزيارة هذا الملاذ الرملي.
فينيسيا، التي تمتد على 118 جزيرة صغيرة، تواجه خطر الاختفاء تحت البحر بحلول عام 2100 بسبب ارتفاع منسوب المياه وعبء السياحة المفرطة، في السنوات الأخيرة، غمرت المياه الشوارع بشكل متكرر.
في عام 2020، أطلقت فينيسيا نظام "موزيه"، وهو نظام حواجز مائية تم تركيبه في مداخل البحيرة لحماية المدينة وجزرها من المد العالي والفيضانات الكبيرة.
اقرأ أيضًا:عرض جزيرة بونتا بيناتا التاريخية للبيع
أشار جيوفاني تشيكّوني، المهندس الذي عمل على نظام "موزيه"، إلى أن الحواجز أسهمت في جعل "باكان" معلمًا دائمًا في البحيرة، نظرًا لموقعها بالقرب من أحد مداخل الحواجز.
وقال تشيكّوني: "الحواجز تُسرّع تدفق المياه إلى البحيرة عند فتحها، ما يعني دخول المزيد من الرمال، ما يساعد في استدامة باكان". وأضاف: "عند رفع الحواجز في الشتاء لمنع المياه العالية، يتم حماية الجزيرة من الأمواج التي كانت تسبب تآكلها".
وأشار المهندس إلى أن الغطاء النباتي الجديد للجزيرة، الناتج عن تقليل ارتفاع المد، يجب أن يحميها من مزيد من التآكل.
ومع ذلك، يشكك البعض في أن نظام "موزيه" يساعد فعلاً في النظام البيئي للبحيرة، مثل أندريا دالپوس، الهيدرولوجي من جامعة بادوفا، الذي صرّح بأن حواجز المد العالي تعوق تدفق الطمي، وهو ضروري لاستدامة المستنقعات في البحيرة.
اقرأ أيضًا: بسعر يبدأ من 302 مليون دولار.. "جزيرة مالديف التركية" للبيع في مزاد
في الوقت الحالي، تُزار "باكان" بشكل أساسي عبر قوارب خاصة ويقصدها السكان المحليون وعائلاتهم، وفقًا للمراجعات المحلية، على الرغم من أن بعض الجولات السياحية قد تقدم فرصة للتوقف هناك.
رغم تشجيع هيئات السياحة الإيطالية الزوار على استكشاف البحيرات بدلاً من التركيز في مركز المدينة المزدحم، فإنهم لا يريدون تكرار المصير الذي تعاني منه فينيسيا.
تشهد فينيسيا عادةً زيارة 30 مليون سائح سنويًا، لكن هذا الرقم أدى إلى إرهاق المدينة، ما دفع السلطات إلى فرض ضريبة على الرحلات اليومية وتقييد حجم مجموعات الجولات السياحية إلى 25 شخصًا كحد أقصى.
ظلت "باكان" ملاذًا هادئًا للسكان المحليين على مدار السنوات، بعيدًا عن الحشود السياحية، حيث تقدم الجزيرة السرية مكانًا أكثر هدوءًا للاسترخاء بين السكان.