احذر منها.. هذه المشروبات تزيد من خطر الوفاة
كشفت دراسة جديدة أن استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، محذرة من تأثيراتها السلبية المحتملة على معدلات الوفيات حول العالم.
ووصف الدكتور داريوش مظفريان، طبيب القلب ومدير معهد "الغذاء هو الطب" في جامعة تافتس، أن هذه المسألة تعد "أزمة صحية عامة تتطلب إجراءات عاجلة"، وفقًا لما نشرته وكالة CNN.
تفاصيل الدراسة
الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Medicine يوم الاثنين الماضي، استعرضت بيانات عالمية تتعلق بالمشروبات المحلاة بالسكر التي يتم استهلاكها على نطاق واسع، كما شملت تحليلاً لدراسات رصدية وعشوائية حول انتشار مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ووفقًا للدراسة، فقدر الباحثون أن المشروبات السكرية تساهم في أكثر من 330,000 حالة وفاة سنويًا بسبب مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
اقرأ أيضًا: علماء يطلقون دراسة كبرى لكشف أسرار السعادة
توزيع تأثير المشروبات السكرية
وأشار الدكتور مظفريان إلى أن أكبر تأثيرات هذه المشروبات تظهر في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، حيث سجل أكبر عدد من حالات أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالمشروبات السكرية.
كما أفاد أن إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تعد من أكثر المناطق التي تواجه خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني نتيجة لهذه المشروبات.
الفئات الأكثر تأثرًا
وأكدت توبي سميثسون، اختصاصية التغذية المعروفة، أن الدراسة قد أظهرت أيضًا تأثيرات كبيرة على فئات سكانية معينة، خصوصًا الشباب الذكور الحاصلين على تعليم عال في المناطق الحضرية، الذين يعتبرون الأكثر عرضة لهذه المخاطر.
وأوضحت الدراسة أنه رغم أن الباحثين لا يستطيعون إثبات أن المشروبات السكرية هي العامل الوحيد المسبب للأمراض، فإن الأدلة تشير إلى تأثيرات صحية خطيرة.
وأكد الدكتور مظفريان أن الدراسات السابقة قد أظهرت صلة واضحة بين المشروبات السكرية وبين المشكلات الصحية، مشيرًا إلى أن هذا الاكتشاف يأتي بعد تحليل دقيق للبيانات.
ومن جانب آخر، اعتبرت سوزان جانزي، طالبة الدكتوراه في مجال علم الأوبئة الغذائية بجامعة لوند، أن السكريات السائلة هي الأكثر ضررًا مقارنة بالسكريات الموجودة في الحلويات أو الأطعمة الحلوة، مشيرة إلى أن السكريات السائلة تمتص بسرعة في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى رفع نسبة السكر في الدم بشكل سريع.
هل المحليات البديلة هي الحل؟
أما بالنسبة للمحليات البديلة، فقد اعتبر الدكتور مظفريان أنها قد تكون خيارًا أقل ضررًا على المدى القصير، لكن ليست الحل الأمثل، مضيفًا إن الأبحاث تشير إلى أن المحليات الصناعية والطبيعية منخفضة السعرات الحرارية قد تضر بالصحة على المدى البعيد، لذا يجب أن تعتبر بديلاً مؤقتًا وليس حلاً دائمًا.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة: النظام الغذائي الصحي الكوكبي يقلل من خطر الوفاة المبكرة
وفيما يتعلق بتغيير العادات الغذائية، أوصي الدكتور مظفريان بتوجه الأفراد نحو استهلاك المشروبات غير المحلاة تمامًا، مثل المياه الغازية أو الشاي والقهوة غير المحلاة.
كما أكدت سميثسون على أهمية الترطيب السليم لصحة الجسم، مشيرة إلى أن أفضل مشروب مرطب هو الماء العادي، وإذا كان الشخص يفضل طعمًا مختلفًا، فيمكنه إضافة شرائح الليمون أو الأعشاب الطازجة.
وتظل المشروبات المحلاة بالسكر قضية صحية عالمية ذات تداعيات خطيرة تستوجب الاهتمام الجاد من قبل الحكومات والمجتمعات، فالبيانات التي كشفتها الدراسة تسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى اتخاذ إجراءات وقائية للحد من استهلاك هذه المشروبات، سواء عبر فرض ضرائب على المنتجات السكرية، أو من خلال حملات توعية واسعة النطاق تهدف إلى تغيير سلوك المستهلكين.
كما أن التعاون بين الجهات الصحية والمؤسسات الأكاديمية وصناع القرار يمكن أن يسهم بشكل فعال في تقليل تأثير هذه الأزمة الصحية، وذلك من خلال وضع سياسات تدعم خيارات غذائية أكثر صحة.
وبالنظر إلى الخيارات البديلة مثل الماء والمشروبات غير المحلاة، يصبح من الواضح أن التغييرات البسيطة في عادات الشرب اليومية قد تحدث فرقًا كبيرًا في تحسين الصحة العامة وتقليل الأعباء الصحية الناجمة عن الأمراض المزمنة المرتبطة بالمشروبات السكرية.