تغيرت مفاهيم كثيرة للمشهد الأثري في شمال غربي شبه الجزيرة العربية بشكل كبير خلال العقود الثلاثة الأخيرة، لتساهم الأنشطة والأبحاث الحديثة في السنوات الأخيرة في الكشف عن آثار عدة ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ، كان آخرها "مستطيلات الصحراء" الاكتشاف الأثري الهام الذي أعلن عنه وزير الثقافة السعودي، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان شمال غرب المملكة العربية السعودية، الذي يزيد عمره على 7 آلاف عام. 

ما هي مستطيلات الصحراء؟

ووفقاً لتصريحات الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، فإن الهياكل الحجرية الضخمة، المعروفة باسم المستطيلات، تعدّ من بين الأقدم في العالم. والمستطيل عبارة عن هياكل ضخمة معقدة تتكون من طرفين سميكين (قاعدة ورأس) متصلين بجدارين طويلين أو أكثر، والتي تبدو مثل مستطيلات كبيرة من الجو، يتراوح طولها من 20 إلى أكثر من 600 متر، يرجع عمرها إلى 7000عام.

وسجل مشروع المسح الأثري والحفريات المستهدفة في منطقة العلا وخيبر، الذي تنفذه بعثة من جامعة غرب أستراليا وبرنامج الهيئة الملكية للعلا الأثري، اكتشاف ما يزيد على 1000 من هذه الهياكل في المملكة، على مساحة 200 ألف كيلومتر مربع.

وأشارت البعثة الأثرية إلى أن الجدران الطويلة لم تُصمم كحظائر للحيوانات أو لتجميع المياه، وإنما تم بناؤها لتحديد الفضاء. فيما أظهر المسح الأرضي لعشرات من المستطيلات أنها عمومًا لا تحتوي على أي قطع أثرية داخل الهيكل أو حوله.

إلا أن البعثة أكدت وجود حجارة كبيرة منتصبة (نباتات) داخل غرفة، ربما تمثل تماثيل حجرية، إلى جانب كميات كبيرة من القرون، خاصة بالماشية، محفوظة بشكل جميل رغم مُضي أكثر من 7 آلاف عام على ذلك.

وأشارت البعثة إلى أن وجود مثل تلك الهياكل على هذه المساحة الشاسعة يؤكد مشاركة شعوب العصر الحجري الحديث لمعتقدات دينية متشابهة ولديها تقاليد بناء مشتركة.