لماذا علينا الشعور بالقلق عند اختفاء شركات القطاع العام؟
يُنظر إلى شركات القطاع العام على أنها مُنظمات هجينة ذات تكوين غريب، فهي ليست عامة بما يعني أنها ملك للحكومة، ولكنها شركات خاصة يملكها رجال أعمال ومستثمرون وتسير وفق المعايير الحكومية، ونظريًا فإن هذه الشفافية تجعلها مكان آمن للاستثمار.
ومن الناحية النظرية، تتسم شركات القطاع العام الكُبرى بمميزات تجعلها مُختلفة عن الشركات الأخرى، إذ أن الشفافية المالية والالتزام بالمعايير الحكومية الصارمة تساعدها على كسب ثقة المستمرين، ما يجعلهم أكثر استعدادًا للقيام باستثمارات وتوقيع صفقات.
بعد إفلاسه.. التنفيذي أناتولي رويتمان يتخذ قراراً بالبدء من الصفر مجدداً
وفي نفس الوقت، فإن خضوع هذه الشركات للرقابة العامة يجعلها مديريها والمسؤولين فيها أكثر عرضة للعقاب، فإذا اتخذوا قرارًا أو اتبعوا استراتيجية خاطئة فإن أسهم شركتهم ستنخفض، وإذا تمكنوا من اختيار السياسة المناسبة فإنهم سينجحون.
ومن المفترض أن تكون الشركات والأسواق العامة مُفيدة للجمهور العام، وإذا كانت ملكية الشركات مشتركة بين عدد كبير من المستثمرين فيجب أن يتم توزيع الأرباح على نطاق أوسع.
ولهذه الأسباب فإن شركات القطاع العام لها العديد من الفوائد وتخدم الكثير من الأهداف في نفس الوقت، ما يجعلها أكثر عرضة للانهيار، وهذا ما يحدث بالفعل، إذا انخفض عدد شركات القطاع العام في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 50 بالمئة تقريبًا في عام 2016.
ماذا يحدث للشركات العامة؟
لماذا تختفي شركات القطاع العام، هناك عدة أسباب تُفسر ذلك، ومن بينها أن هذه المؤسسات تصبح أكثر ضخامة، خاصة وأن متوسط القيمة السوقية للشركة المدرجة في البورصة يزداد بنحو عشرة عوامل خلال العقود الماضية، حتى بعد حساب مُعدل التضخم.
وهناك سبب أخر، وهو أنه بفضل التكنولوجيا الجديدة والتغيرات التي طرأت على الأسواق المالية، أصبح هناك حافز أكبر للمستثمرين لتجنب الأسواق العامة وشركات القطاع العام.
وأصبحت الشركات ترى أنه من الأسهل زيادة رأس المال دون الخضوع للإجراءات القاسية التي تتبعها الأسواق العامة، وذلك بعد صعود الأسهم الخاصة والتحول نحو المستثمرين المؤسسين مثل الصناديق المشتركة.
والاستثمار في القطاع الخاص يساعد الشركات على إعداد خطط طويلة المدى، دون مواجهة الضغوط التي يواجهها المستثمرون في السوق العامة.
ومع تزايد الأعباء المتعلقة بالأسواق العامة وسهولة العمل في القطاع الخاص، أصبحت الكثير من الشركات تلجأ إلى القطاع الخاص، وتفضل الابتعاد عن العمل مع الشركات العامة الكُبرى.
وكانت شركة تسلا موتورز لصناعة السيارات الكهربائية قد أشارت إلى أنها تفكر في الانتقال إلى القطاع الخاص.
التحول للقطاع الخاص
والتحول نحو القطاع الخاص مُقلق جدًا، بالنظر إلى مدى تأثيره على السوق العام، ولكن هناك عدة أسباب تؤكد أن الأسواق العامة لم تكن تقوم بالدور المفترض أن تقوم به.
وفي الوقت نفسه، فإن الأسواق العامة لم تكن تقوم بالدور الذي من المفترض أن تقوم به خاصة فيما يتعلق بتوزيع الثروات، واستحوذ الأثرياء على أغلب الأسهم، بينما لم تحصل الطبقة الوسطى على ما يكفيها.