من موظف إلى مالك سلسة مطاعم.. عماد أزهر: سنصدر النكهة من جدة إلى العالم
لمَ لا نصدر النكهة والجودة والطعم الطيب من مدينة جدة العريقة إلى كل مدن المنطقة؟ سؤال مثّل هدفاً يعمل عليه مؤسس ومالك سلسة "أغافي" للمطاعم الراقية في جدة، ويهدف إلى أن تباع علامة مطاعمه التجارية للمستثمرين العرب، كما تباع علامات عالمية أخرى. عماد أزهر الحاصل على الدكتوراه في الفلسفة الإدارية وإدارة الجودة الشاملة من الجامعة الأمريكية في لندن، جعل هذه الفلسفة واقعاً عملياً، بعد 25 عاماً من العمل الوظيفي.
كيف تستخدم الـ"سوشيال ميديا" في تحقيق النجاح وتنمية أعمالك بشكل أكبر؟
في هذا الحوار يروي قصة تنقله بين جهات خاصة وحكومية عدة، ومن ثم العمل مع الشيخ عبد الرحمن فقيه، لينتقل بعدها من مجرد موظف إلى صاحب سلسلة من أشهر مطاعم مدينة جدة.
- كيف يشعر المرء عندما يخرج من بوتقة العمل موظفاً إلى افق العمل الخاص؟
بالفعل بدأت حياتي العملية موظفاً في البنك السعودي الأمريكي "سامبا"، وأتذكر أن العائلة كانت تسافر خلال أشهر الصيف، فيما كنت أحبذ الاستمرار في العمل، وكان ذلك عام 1993، بعد تخرجي في الجامعية، إلا أن العمل في القطاع البنكي لم يستمر أكثر من عام ونصف العام، انتقلت بعدها للعمل مع الشركة الدولية للنقل البحري في ميناء جدة الاسلامي، وكنت ممثلاً للشركة في ذلك الوقت، وكانت مملوكة لعائلة "زينل"حينها، ولم أستمر إلا عاماً ونصف العام أيضاً، لأنتقل بعدها للعمل في الغرفة التجارية وتحديداً في الادارة التجارية، وكنت حينها مسؤولاً عن تصاريح الدعاية والإعلان والتخفيضات التجارية، وما يدور حولها. وخلال عملي في الغرفة تعرفت إلى إدارة المشاريع السياحية التابعة للشيخ عبد الرحمن فقيه، مالك مزارع فقيه للدواجن، وسلسلة "مشاريع فقيه" السياحية في جدة، ولكن المشاريع كانت لا تزال على الورق، والأراضي في ذلك الوقت لم تُبنَ بعد، وكان الشيخ عبد الرحمن يبحث عن مديرين لإدارة تلك المشاريع، وشاءت الظروف ان انتقل للعمل معه، والاقترتب منه، وتنقلت في مناصب عدة وتسلمت مهامّ مفتاحية ضمن مجموعته.
والحمد الله نجحت في إدارة هذه القطاعات، وما رست العمل في المكان نفسه، نحو 11 عاماً متواصلة، وحققنا نتائج جميلة يشهد لها ولله الحمد، وبذلك أكون قد عملت مع الشيخ عبد الرحمن، منذ تولي العمل معه إلى العام الماضي، 21 عاماً كاملة. وفعلا تعلمت منه الكثير، وكان بمنزلة الاب الحنون الذي لم يبخل في تعليمي وصقلي إدارياً وعملياً، وكان يعدّني فعلاً ابناً من ابنائه؛ فهو قدوتي في الحياة.
- وهل تركت العمل بسبب سلسة "أغافي"؟
"أغافي" كنت قد بدأت العمل فيه منذ عام 2012، وكنت حينها لا أزال على رأس العمل مع الشيخ عبد الرحمن، ولكن الفكرة خرجت في حديث بيني وبين أحد إخوتي الذي امتلك في ذلك الوقت مشروع في ذات المجال، وبالفعل بدأت بفكرة المشروع، وكنت قد اكتسبت خبرة واسعة من عملي، مع خبرتي التي اكتسبتها من عملي في القطاع البنكي والغرفة التجارية.
- ما دلالة الاسم؟
اخترت اسم "أغافي" الذي يعني شجرة الصبار الأمريكية، لأنها دليل علي الصبر والاحتمال والقدرة على التأقلم في اصعب الظروف، وبالفعل عقدت النية والعزم واعتمدت الاسم علامة تجارية موثقة من وزارة التجارية، وافتُتح "أغافي"، في أول فروعه في شارع صاري، إلا أن المطعم لم يستمر إلا سنة ونصف السنة، بسبب مشكلات تخص مالك المركز مع الجهات الحكومية.
- متى قررت العودة وافتتاح المطعم من جديد؟ ولماذا قررت الاهتمام بالمطعم وترك العمل في مجموعة فقيه؟
دائما كانت لديّ خطة لامتلاك عملي الخاص، والعمل في مجال إدارة المطاعم ليس سهلاً، ويتوجب التفرغ الكامل له، خصوصاً إن كنت تحلم بأن يصبح هذا المكان علامة فارقة في مدينة أو دولة تمتلك من المطاعم المحلية والعالمية الكثير، لتجد لنفسك حيّزاً من التميز يجذب الزبون إليك في كل وقت، هذه النقطة جعلتني ألتفت أكثر للعمل على مشروعي الخاص، والاهتمام بضخّ كل خبرتي الادارية للتوسع في هذا المكان، بل والاهتمام بأدق التفاصيل فيه، من حيث الموقع، والجودة، والعمالة وتدريبها، وقائمة الأطعمة. وافتتحنا "أغافي" التحلية، في أهم مواقع مدينة جدة، وكانت الفكرة أن نحتل سطح "روف" إحدى البنايات المرتفعة، ليكون المنظر هو سر اجتذاب الزبون، خصوصاً أن مدينة جدة بأضوائها تمتلك سحراً لا مثيل له في العالم.
وافتُتح "أغافي" بحلته الجديدة عام 2014، وبشهادة كل عملائي، يعدّ أحد أهم المطاعم الموجودة حالياً.
كيف تدير الموظفين المستقلين وتستفيد من خدماتهم ومهاراتهم بشكلٍ أكبر؟
- لماذا قررت أن تحمل جدة أكثر من فرع؟ وهل هناك خطة لفتح فروع أخرى في السعودية؟
نجاح "أغافي"، سواء الفرع الأول الذي افتُتح عام 2012، أو الفرع الثاني، جعلني أفكر في افتتاح الفرع الثالث، عام 2017، خصوصاً أن مدينة جدة كبيرة جداً، ولكن الفرع الجديد يحمل لمسات أكثر من ناحية الديكور، وكذلك التصميم، والأقسام؛ المطعم يمكن استئجاره في حال كان هناك من يحبذ اقامة احتفال بعدد محدود من الأفراد، ولدينا خطة قريبة في افتتاح "أغافي" في المنطقة الشرقية.
- لكل مشروع وفكرة تحدياتها وصعوباتها، ما أهم الصعوبات التي واجهتك؟ وما خارطة النجاح التي اتبعتها؟
الأساس في نجاح أي مشروع هو وجود صاحب المنشأة على رأس العمل، والمتابعة اليومية في أدق التفاصيل وأكبرها، ومجال المطاعم فيه كثير من الاشكاليات ما بين تصاريح، وعمال، ومطبخ، وزبون يشتكي من شيء ما، ومشتريات، وحسابات، والكثير من الأمور، لذلك يجب أن تكون الادارة سليمة، ولعل أكبر تحدّ يواجه صاحب المطعم هو المحافظة على الجودة والقيمة والسعر المناسب، في وقت واحد، خصوصاً في مدينة مثل جدة، لديها كل أنواع "الكافيهات"، والمطاعم العربية، والدولية، والمحلية، فإن لم تثبت وجودك فستذهب أموالك هدراً.
- بعد 21 عاماً من العمل الوظيفي، والتحول إلى المشاريع الخاصة، كيف تنظر الى ريادة الأعمال في السعودية؟ وما أبرز المشكلات التي تواجه رائد الأعمال وتحديداً من يعمل في مجالك؟
لعل المعاناة تأتي من شيء واحد، وهو توفر العمالة المحلية، حيث إن قلة قليلة نادرة من الشباب السعودي، تجدها تحبذ العمل في مجال تقديم الأطعمة، أو الطهي، أو سير الحركة فيما بين المطبخ والزبون ومقدمي الطعام، ونحن مطالبون بتوفير سعوديين في مجال العمل، ولكن للأسف حتى اليوم الشاب السعودي يرفض وغير مهيّأ لتقديم هذا النوع من العمل.
- وأين يكمن الحل في رأيك؟
نحن مطالبون بالسعودة، وقد حقّقت في الوظائف الادارية والاستقبال، ولكن للأسف في الوظائف الأخرى، وهي الأهم، كالمطاعم، لا يوجد سعوديون، لذلك أقترح على الدولة فتح اكاديميات او معاهد لتدريب الشباب على هذا النوع من العمل وتوفيرهم لأصحاب المطاعم وبالراتب الذي تحدده الدولة، أو فتح التأشيرات وتسهيلها، لأن أي خلل مع أي موظف يترك العمل فجأة يتعثر عمل باقي الموظفين والمطعم عامة، لأن العمل داخل المطعم هو منظومة متكاملة، إن اختل أحدها توقف العمل بكامله.
- ما الذي ترسمه لمشروعك في المستقبل القريب؟
المطعم هو ابتكار سعودي وبمعايير عالمية، وهدفنا الرئيسي هو إخراجه بأرقى صورة، لينطلق من مدينة جدة الى دول الخليج بمشيئة الله، حيث نهدف إلى تصدير العلامة التجارية السعودية عبر بيع حق امتياز المطعم "الفرنشايز" للمستثمرين من مختلف دول العالم.
وأنا أعوّل على نجاح "أغافي" في فرعه الثاني، وكما ذكرت أن الخطة الحالية افتتاح "أغافي" في الشرقية، ومن ثم في الرياض، لننطلق بعدها إلى دبي، ومن ثم الأردن بحول الله وقوته.