سيارات فئة المليون دولار: تحف تقنية تكتسب قيمة مع الزمن
لندن: عادل مراد
هذه المجموعة من السيارات فريدة من نوعها، وتنتج بأعداد محدودة وتتوجه الى نخبة من المشترين، ولا يجمع بينها سوى عامل مشترك ادني هو سعر لا يقل عن مليون دولار للسيارة الواحدة.
وهي سيارات توفر مزايا الندرة والجاذبية الى جانب القوة والانفراد. وربما كانت اهم مزاياها انها تعد تحفا تقنية في حد ذاتها تكتسب قيمة مع مرور الزمن. وتأتي هذه السيارات في الغالب في مجموعات خاصة تنتجها شركات القطاع الفاخر. وفي حالة الانتاج المحدود تحمل كل سيارة رقمها وتوقيع صانع محركها.
وهي تستعرض احدث تقنيات الصناعة وافضل ملامح الحرفة اليدوية في التصميم. ويساهم مشتري هذه السيارات احيانا في اختيار ملامح تصميمها وانواع والوان المواد الداخلة في تفاصيلها بحيث يمكن القول ان كل سيارة منها نسخة فريدة من نوعها ولا تتكرر. ولا يسأل مشتري هذه السيارة عن الثمن بل يهتم بتفاصيل التصميم وسرعة التسليم. وهناك سوق سوداء يقودها بعض المحترفين الذين يشترون هذه السيارات بكامل قيمتها ثم يبيعونها لهؤلاء الذين الذين يريدونها فورا ومن دون انتظار الدور لقاء ثمن اعلى.
بعض شركات السيارات ترفض هذا الاسلوب وبعضها الاخر لا يمانع. وواحدة من الشركات قالت لـ"الرجل" انها تبحث السيرة الذاتية للمشتري حتى تتأكد من حسن سيره وسلوكه لكي لا ينعكس اي نشاط اجرامي محتمل له، مثل تهريب المخدرات، على سمعة الشركة اذا ما تم ضبطه. كما تتأكد شركات اخرى ان المشتري ينتوي الاحتفاظ بالسيارة وليس اعادة بيعها.
وتدخل على هذه السيارات تقنيات مستعارة من عالم السباق وتقنيات تطبق للمرة الاولى في الصناعة بغض النظر عن التكلفة. وهي تزخر بالعديد من المواد الجديدة مثل الكربون والالومنيوم والمنغنيز والسيراميك. كما ان قدراتها الفائقة في الانجاز تحتاج احيانا الى دورات تدريب لكيفية تطويعها اثناء القيادة، وتقدم بعض الشركات دورات تدريبية مجانية لكل مشتر.
وهذه هي نخبة من هذه السيارات التي تتاح الان في الاسواق:
استون مارتن "وان - 77":
Aston Martin One-77
(1.7 مليون دولار)
وهي رياضية كوبيه ببابين ظهرت للمرة الاولى في معرض جنيف عام 2009 وبدا تسليمها في عام 2011. ولم تنتج الشركة منها الا 77 سيارة فقط، تحمل كل منها رقمها في سلسلة الانتاج.
هذه السيارة هي قمة الانجاز التقني والهندسي من شركة استون مارتن. ووضعت فيها الشركة جملة خبرتها في التصميم والانجاز. وهي رياضية بمحرك امامي ودفع خلفي، خفيفة الوزن ومصنوعة من قطعة واحدة لهيكل كربوني "مونوكوك" ومكونات من الالومنيوم. واستخدمت الشركة افكارا من صناعة الطيران وسيارات السباق في تصميم مكونات ونظام التعليق في السيارة.
وهي تنطلق بمحرك جبار سعته 7.3 لتر مكون من 12 اسطوانة، يعمل بنظام ضخ زيت التبريد داخله من دون الحاجة الى خزان، الامر الذي ساعد على خفض مستوى المحرك تحت الغطاء الامامي بحوالي 10 سنتيمترات. وتصل قدرة المحرك الى 750 حصانا مع انخفاض في الوزن بنسبة 10 في المئة مقارنة بمحركات استون مارتن العادية سعة ستة لترات.
ويعد هذا المحرك هو اقوى محرك عادي بدون توربو في العالم في سيارة تنتج من خط انتاج، ويدفع السيارة الى سرعة قصوى تفوق 220 ميلا في الساعة. وهي تنطلق الى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 3.5 ثانية فقط. ويقع المحرك في المقدمة خلف خط العجلات الامامية ويساهم في توزيع الوزن على ارجاء السيارة بنسبة 50:50 تماما لكي يوفر لها توازنا دقيقا غير متاح في الكثير من السيارات السوبر الاخرى.
وتنتقل قدرة المحرك الى الطريق عبر ناقل يدوي بست نسب يتم التحكم فيه عبر مفاتيح خلف المقود. وتستخدم استون مارتن مكابح كربونية سيراميكية للتحكم في هذه القدرة الجبارة للسيارة. ولا يزيد وزن السيارة عن 1500 كيلوغرام. وتستخدم السيارة اطارات من نوع بيريللي "بي زيرو كورسا".
وهناك العديد من ملامح التصميم الخارجي التي تشير الى الجهد الكبير في العناية بالتفاصيل لزيادة الانسيابية، مثل فتحات التبريد الجانبية بالاضافة الى الفتحة المركزية في منتصف مقدمة السيارة. ويصنع هيكل السيارة من قطعة واحدة لزيادة الصلابة وتفتح النافذة الخلفية للوصول الى مساحة الامتعة فليس للسيارة باب خلفي مثل السيارات الاخرى. ويمكن ملاحظة تصميم اضواء السيارة الخلفية المتصلة على الجانبين كأحد المعالم الفريدة في السيارة.
ويمكن القول ان مصمم السيارة ماريك رايكمان وفريقه نجحوا في نحت قطعة فنية نادرة بخطوط تصميم جديدة مع المحافظة على "جينات" استون مارتن، وهي سيارات سوف تكون من الندرة بحيث تكون رؤيتها على المضمار او الطريق بمثابة الحدث الفريد.
لامبورغيني فينينو
Lamborghini Veneno
(اربعة ملايين دولار)
وهي من اكثر سيارات العالم ندرة حيث لم تنتج منها الشركة سوى ثلاث سيارات فقط بسعر يقترب من المليوني دولار لكل منها مع الاحتفاظ بنسخة رابعة في الشركة المنتجة. وهي الطراز المطور من سابقتها افينتادور. انتجتها الشركة بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها. وهي تصنع من هيكل كربوني مع شاسيه من الالومنيوم.
وتصل سعة محرك السيارة الى 6.5 لتر وهو مكون من 12 اسطوانة. وهو يوفر قدرة 740 حصانا، بعد تعديلات شملت توسيع مداخل الهواء ورفع دورات المحرك وتعديل نظام العادم. وتتوجه قوة المحرك الى جميع العجلات. وهي تتسم بسرعة نقل التروس خصوصا في وضعية المضمار او "كورسا". وتصل السرعة القصوى للسيارة الى 221 ميلا، اي اسرع بأربعة اميال من السيارة افينتادور. وتنطلق الى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 2.9 ثانية.
احد مالكي فينينو هو كريس سنغ المقيم في ميامي ويدير شركة استثمار خاصة ودفع فيها 4.1 مليون دولار. مستثمر اخر كشف عن هويته هو انطوان دومنيك، وهو مالك سابق لسيارات لامبورغيني ولكنه دفع ايضا اربعة ملايين دولار لاقتناء نسخة من فينينو. ومازالت هوية المشتري الثالث مجهولة وان كان من المرجح ان يكون اميركيا.
وقد تم تسليم السيارات الثلاث الى اصحابها السعداء وتقول الشركة ان كل من السيارات الثلاث يمثل لونا من الوان العلم الايطالي، اي الاحمر والاخضر والابيض لضمان المزيد من الندرة والتميز.
* لا فيراري:
LaFerrari
(1.6 مليون دولار)
وتأتي في مجموعة خاصة لا يزيد عددها عن 499 سيارة. وهي اول سيارة فيراري بتقنية هايبرد. وهي تحمل محركا سعته 6.3 لتر. وتشير الشركة الى ان "لافيراري" تنطلق الى سرعة 60 ميلا في الساعة في اقل من ثلاث ثوان، وتصل الى سرعة قصوى قدرها 230 ميلا في الساعة. وتقطع "لافيراري" دورة مضمار فيورانو في زمن دقيقة و20 ثانية، وهو زمن افضل بخمس ثوان عما سبق وحققته السيارة "اينزو"، كما انه اسرع بثلاث ثوان عن انجاز اقوى سيارات فيراري الحالية وهي "أف 12 برلينيتا".
ايضا تستخدم الشركة في هذه السيارة هيكلا متكاملا من المواد الكربونية، وهي تقنية مطبقة في سيارات السباق التابعة للشركة. وتقول فيراري ان هيكل "لافيراري" يوفر زيادة في الصلابة الهيكلية بنسبة 27 في المائة و22 في المائة في الصلابة العرضية عن سيارة "اينزو" التي سبقتها.
ويقع المحرك في وسط السيارة ويعلوه غطاء زجاجي يمكن من خلاله مشاهدة المحرك وعلامته. وهو غطاء ممتد من زجاج مقصورة السيارة. ومن الخلف يرتفع جناح بزاوية تتحرك صعودا مع زيادة سرعة السيارة للمساهمة في تثبيتها على الارض اثناء الانطلاق، وتتغير الزاوية ودرجة الارتفاع وفقا لسرعة السيارة. اما المرايا الجانبية فهي ذات شكل جذاب، وتمتد على ذراعين انسيابيين بطول 30 سم على الجانبين.
وفي الداخل تحمل السيارة مقاعد مكسوة بالجلود حمراء اللون ايضا، مع مساند رأس يمكن ضبطها. اما لوحة القيادة فهي مغطاة بالمواد الكربونية المصقولة، بينما المقود مغطى بالشمواة الاسود مع قاعدة مستقيمة مصقولة. ويقع خلف المقود قوسان من المعدن بشكل نصف دائري لنقل التروس يدويا.
وتعدد الشركة فوائد النظام من خفض استهلاك الوقود الى تحسين الانجاز بنسبة 10 في المائة في الانطلاق الى سرعة 124 ميلا في الساعة. كما ان بث العادم الكربوني من السيارة ينخفض بنسبة 40 في المائة عنه في نظم الدفع العادية التي لا تستخدم الهايبرد.
باغاني زوندا شينكوي:
(2.1 مليون دولار)
تقتصر مجموعة باغاني زوندا شينكوي، كما يدل الاسم الايطالي، على خمس سيارات فقط. احداها حطمت رقم السرعة القياسي علي مضمار نوربرغرنغ الالماني الشهير. وتم تسليم السيارات الخمس بالفعل لاصحابها. كما تم تحسين انجاز زوندا في هذه الفئة عن طريق تسريع نقل السرعات الى احد اعشار الثانية الواحدة. وتحقق السيارة تسارعا الى مائة كيلومتر في الساعة في 3.4 ثانية. وهي مصنوعة من مادة جديدة تعد خليطا من الكربون والتيتانيوم اسمها "كربوتيتانيوم". اما نظام التعليق فيها فمصنوع من المغنيسوم والتيتانيوم. وتم رفع قدرة المحرك، وسعته 7.3 لتر، الى 669 حصانا. وجرت تعديلات على الجسم بحيث ينتج قوة ضغط علوية لتثبيت السيارة على سرعات عالية تصل الى 750 كيلوغراما عند سرعة 300 كيلومتر في الساعة. وهي تفرز قوة جاذبية جانبية على المنعطفات تبلغ 1.45 جي. وساهمت هذه السيارة في بعض لقطات مجموعة افلام "نيد فور سبيد".
وكانت الفكرة الاصلية من موزع الشركة في هونغ كونغ الذي قال ان زبائنه يريدون نسخة تصلح للطرق من سيارة المضمار زوندا آر. واقتنع هوراتشيو باغاني، رئيس الشركة بالفكرة وقرر ان يصنع منها خمس سيارات فقط. ربما لكي يتجنب اسماء مثل "كواترو" لو انتج اربع سيارات او "اونو" لو انتج سيارة واحدة.
وتستعير شينكوي العديد من الملامح من فئة آر المخصصة للمضمار، وهي خفيفة الوزن وتماثل بوغاتي فايرون في نسبة القوة الى الوزن. وعلى رغم ان المجموعة الخماسية بيعت بالكامل الا ان الشركة يمكنها ان تصنع نسخة سادسة لمن يريدها بالتفاوض، وهي سيارة لا تتراجع في قيمتها مع مرور الزمن.
* ماكلارين "بي 1":
Mclaren P1
(مليون دولار)
كان انتاج السيارة "بي 1" من شركة ماكلارين احتفالا بمرور نصف قرن على دخولها مجال سباق السيارات، ولن يزيد انتاج المجموعة الخاصة من سيارات "بي 1" عن 375 نسخة منها 37 سيارة فقط مخصصة لمنطقة الشرق الاوسط بسعر مليون دولار للسيارة الواحدة. مدير التسويق الاقليمي توم برايور اوضح لـ"الرجل" ان السيارة تعمل بنظام هايبرد يتكون من محرك سعته 3.8 لتر بثماني اسطوانات مع شاحن مزدوج ونظام دفع كهربائي. ويوفر النظامان معا قدرة اجمالية تصل الى 916 حصانا، وعزم دوران يصل الى 900 نيوتن متر. وهي مزودة بالعديد من تقنيات "فورميولا-1" ولا تبث اكثر من 200 غرام من عادم الكربون لكل كيلومتر تقطعه. وتستعير السيارة تقنيات سيارة سباق الشركة التي تشارك في سباقات فورميولا -1 بفريق مستقل. وتقول مصادر مقربة من الشركة ان جميع سيارات هذه الفئة بيعت بالكامل من قبل انتاجها.
ويتكون التصميم العام لجسم السيارة من خلائط الكربون بقطعة واحدة مسبوكة تطلق عليها الشركة اسم "مونو كيج". ويقع المحرك في موقع متوسط من السيارة، ويتضمن التصميم جناحا خلفيا يعزز الانسيابية والثبات على سرعات عالية. وكانت الشركة قد نفذت مشروعا مماثلا منذ عشرين عاما ببناء السيارة "إف 1"، وهي هنا تعيد المحاولة من اجل اعادة صياغة فكرة افضل واسرع سيارة في العالم. ويقول المدير الاقليمي للشركة مارك هاريسون ان هدف المشروع هو تحقيق السرعة القصوى المطلقة والتسارع الاخاذ على المضمار لسيارة. وهو يعتبر ان هذا هو الاختبار الحقيقي لقدرات السيارة السوبر. وقضت السيارة فترات طويلة في اختبارات انفاق الرياح من اجل تحقيق اكبر نسبة كفاءة انسيابية، وهي تنتج من مصانع الشركة البريطانية في منطقة ووكنغ.