هل وضع مراكز البيانات في الفضاء يمكن أن يحل أزمة الطاقة للذكاء الاصطناعي؟
بينما تتزايد متطلبات الطاقة لنماذج الذكاء الاصطناعي بسرعة، بدأ الباحثون في التساؤل عن مكان تشغيل هذه الحواسيب، وليس فقط إمكانية تشغيلها.
في هذا السياق، طرحت جوجل اقتراحًا لاستكشاف البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الفضاء ضمن مشروع يُعرف باسم "Project Suncatcher"، يعتمد على مجموعات من الأقمار الصناعية المجهزة بمعجلات متخصصة وتشغل بالطاقة الشمسية.
وفي بعض مدارات الأرض المنخفضة أو المدار الشمسي المتزامن، يمكن للألواح الشمسية العمل معظم الوقت، متجاوزة قيود الليل والنهار وفقد الطاقة في الغلاف الجوي، فيما يُمكن التخلص من الحرارة عبر التبريد الإشعاعي بدلاً من أنظمة التبريد التقليدية على الأرض التي تعتمد على المياه.
أزمة الطاقة على الأرض
وتستهلك مراكز البيانات بالفعل حصة كبيرة من الكهرباء عالميًا؛ إذ تشير التقديرات إلى أن استهلاك مراكز البيانات وصل إلى حوالي 415 تيراواط/ساعة في 2024، ما يعادل نحو 1.5% من الاستهلاك العالمي للكهرباء، مع توقعات بالزيادة الكبيرة بحلول 2030 بسبب الطلب المتصاعد على الذكاء الاصطناعي.
وحذّر بعض الخبراء من أن الشبكات الكهربائية الحالية قد لا تكفي لتلبية الطلب المتزايد دون بناء قدرات توليد إضافية.
ورغم المزايا النظرية، يشير خبراء مثل جو مورغان الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة باتموس للبنية التحتية لمراكز البيانات إلى أن عمليات الصيانة المستمرة في المدار ستكون باهظة ومعقدة، بينما تعتمد معظم التطبيقات على خوادم قابلة للتحديث بسرعة على الأرض.
ويرى جو مورجان أنه يشكل التأخير الزمني "Latency" عائقًا كبيرًا، إذ يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى أنظمة مترابطة بسرعة عالية، وهو تحد صعب تحقيقه عبر الأقمار الصناعية.
الفرص المستقبلية في الفضاء
ومن منظور آخر، يرى بعض الخبراء مثل كريستوف بوسكيلون مهندس الأنظمة والعضو البارز في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE)، أن هذه الفكرة قد تكون أكثر ملاءمة للبنية التحتية الفضائية نفسها، لدعم وجود دائم على القمر ومعالجة البيانات غير الحساسة للتأخير.
كما يمكن اعتبار الفضاء مكانًا لتخزين بيانات مهمة للبشرية بشكل آمن بعيدًا عن قيود الأرض.
ورغم الإمكانات النظرية لمراكز البيانات الفضائية في توفير الطاقة الشمسية المستمرة والتبريد الإشعاعي، يبقى تنفيذها تحديًا كبيرًا، ويظل المشروع في المرحلة الاستكشافية؛ إذ يعتمد مستقبل هذه الفكرة على التوازن بين الحاجة للطاقة وواقع هندسة وتشغيل الحواسيب خارج الأرض.
