خبراء يحذرون من الفجوة بين الطموح والواقع في صناعة الروبوتات البشرية
شهد مؤتمر Humanoids Summit الأخير في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا، الذي عُقد في وقت سابق من هذا الشهر، تصاعد القلق بين مصنعي الروبوتات البشرية حول جودة منتجاتهم، وفقًا لتقرير نشر مؤخرًا في صحيفة وول ستريت جورنال.
حسب التقرير الجديد، يبدو أن صانعي الروبوتات بدأوا يدركون أن التكنولوجيا التي يروجون لها قد تكون مبالغًا فيها، وأن المنتجات الحالية لم تصل بعد لمستوى النضج المطلوب لتقديم قيمة حقيقية للمستخدمين.
وحتى مع وعود إيلون ماسك بإنشاء "جيش من الروبوتات" وظهور روبوتات، يمكن حجزها مسبقًا بمبالغ تصل إلى 20,000 دولار لمساعدة العملاء، يحذر الخبراء من أن هذه الضجة قد تؤدي إلى ملايين العملاء غير الراضين، وربما تتحول هذه المنتجات إلى عبء بيئي من خلال إنتاج كميات كبيرة من النفايات الإلكترونية، على شكل روبوتات بشرية الشكل لا تقدم أي فائدة ملموسة.
تحديات تواجه الروبوتات ثنائية الأرجل في السوق
كان دوغروسوز، الرئيس التنفيذي لشركة Weave Robotics، قال إن هناك الكثير من العمل التكنولوجي المتميز والمواهب الكبيرة، لكن المنتجات لم تتبلور بعد بشكل واضح، وأضاف: "الروبوتات الثنائية الأرجل هي نيوتونات عصرنا"، في إشارة إلى فشل جهاز Newton في التسعينيات.
تناول المؤتمر كذلك التحديات الواقعية لتشغيل الروبوتات في البيئات العملية، حيث أشار آني كيلكار، الشريك في McKinsey، إلى أن 80% من ميزانية تشغيل الروبوت في مكان العمل تذهب لضمان عدم إيذائه للناس، بينما 20% فقط تذهب للروبوت نفسه.
وأوضح أن الكثير من التوقعات الحالية مبالغ فيها، إذ يتم التسويق للروبوتات على أنها قادرة على أداء جميع المهام المنزلية، في حين أن الواقع العملي لا يزال بعيدًا عن ذلك.
خبراء يسلطون الضوء على الفجوة بين التوقعات والواقع
من جانبه، أوضح إسحاق قريشي، الرئيس التنفيذي لشركة Gatlin Robotics، أن تعلم الروبوتات عملية تتم تدريجيًا، فيما قال براس فيلاجابودي، المدير التقني لشركة Agility Robotics، أن التحدي الأكبر يكمن في تطوير روبوت بشري يمكنه أداء أعمال مفيدة فعلًا، وليس مجرد ترف تكنولوجي أو أداة للتجربة.
وفي نهاية المطاف، أشار التقرير إلى تحذير صريح: لا تتوقعوا أن الروبوتات البشرية الحالية قادرة على تقديم قيمة حقيقية في الوقت الراهن، بل قد تسبب أحيانًا إصابات غير مقصودة أو أضرارًا بسيطة، كما ظهر في مقاطع الفيديو التي انتشرت مؤخرًا والتي توضح حالات تحكم عن بعد أدت إلى ضرب مشكلات أثناء تدريب الروبوتات.
هذا المؤتمر سلط الضوء على فجوة كبيرة بين التوقعات والمطالب الحقيقية لسوق الروبوتات، مؤكدًا أن التكنولوجيا المتقدمة وحدها لا تكفي، وأن التطوير المستدام والمتدرج هو الطريق الأمثل لضمان إنتاج روبوتات آمنة ومفيدة في المستقبل القريب.
